صوّت مجلس مديري منطقة "جسر البوابة الذهبية" في ولاية كاليفورنيا الأميركية، بالإجماع على تخصيص 76 مليون دولار أميركي لبناء سياج عند طرفي الجسر كإجراء وقائي، قد يخفّف من عمليات الانتحار فوق الجسر الشهير باسم "جسر الانتحار"، والذي يأخذ شهرته السياحية من هذه العمليات تحديداً.
فقد سُجّل العام الماضي انتحار 46 شخصاً، رموا أنفسهم من فوق الجسر، ليتخطّى عدد المنتحرين منذ افتتاحه عام 1937 ألفاً وخمسمئة منتحر، وأضعافهم ممّن حاولوا الانتحار من دون أن ينجحوا.
يحتلّ جسر "البوّابة الذهبية" المركز الثاني في قائمة أكثر الأماكن التي تشهد حالات الانتحار، يسبقه جسر "نانجينغ يانغتزي" الصيني، الذي سجّل منذ 1968 إلى اليوم أكثر من 2000 حالة انتحار، وأضعاف المحاولات الفاشلة أيضاً. وحين نتحدّث عن هذه الأماكن لا تغيب الغابات عن خريطة موضوعنا، أشهرها "غابة الانتحار" اليابانية، واسمها الأصلي غابة "آوغيكهارا" في جبل فوجي، والتي تشهد ما معدله 67 منتحراً سنوياً.
وبمراجعة الأماكن المفضّلة للمنتحرين نجد أنّها تتوزّع بين جسور وغابات، وهي في معظمها أماكن جميلة، ولا تتحمّل بذاتها أي ذنب، ما يضع علامة تعجّب حول تحوّلها إلى أماكن جذب للمنتحرين. فلماذا يقصد اليائسون في اليابان والصين والولايات المتحدة (الدول التي تسجّل أعلى حالات انتحار) هذه الأماكن تحديداً؟
الإحصائيات المعلنة لا تقدّم إجابات، لكنّها تورد أنّ المنتحرين الرجال أكثر من النساء، والأخيرات يفضّلن العقاقير والشنق على الأسلحة النارية بعكس الرجال... والأهمّ أن نسبة الانتحار من فوق الجسور زادت في السنوات الأخيرة، وهذا ما يضع قرار ولاية كاليفورنيا في سياقه المنطقي.
يذكر أن "جسر البوابة الذهبية" مجهّز بقمرات هاتفية، وإشارة مكتوبة تشجّع من يفكّر في الانتحار على الاتصال برقم خاصّ وطلب المساعدة، وتلك كانت واحدة من الطرق التي أتبعت لتخفيف هذه الظاهرة، إلا أنّها لم تكن ناجعة كفاية، ما استدعى قرار بناء الحاجز العتيد.
"اضغط للمساعدة" - تصوير جاستن سوليفان/Getty