بلماضي يروي الحقائق المثيرة حول نيل الـ"كان" في مصر

12 نوفمبر 2019
احتفل لاعبو الجزائر مع بلماضي بفوزهم بكأس أفريقيا (Getty)
+ الخط -

لا يزال تتويج منتخب الجزائر بلقب أمم أفريقيا 2019 بمصر يصنع الحدث، ويكشف الكثير من الأسرار الخاصة بهذا الإنجاز الذي غاب عن كتيبة "المحاربين" منذ أكثر من 29 سنة، حيث احتفل المدرب بلماضي مع لاعبيه مرة أخرى بطريقة مميزة، بعد أن شاركوا بفيلمٍ وثائقي أعدته شبكة "بي إن سبورتس" القطرية مع اتحاد الكرة في البلاد.

وامتد التقرير على مدار قرابة ساعة ونصف من الزمن، إذ تطرّق لمسيرة منتخب الجزائر، بداية من معسكري الجزائر والدوحة، ثم فعاليات المسابقة القارية لحظة بلحظة، حتى موعد المواجهة النهائية أمام السنغال، التي فاز فيها "محاربو الصحراء" بالكأس الغالية، ليعودوا بعدها إلى بلادهم من أجل الاحتفال مع الجماهير.

وأدلى نجوم "الخضر": رياض محرز، وعدلان قديورة، وبغداد بونجاح، ويوسف بلايلي، ومهدي عبيد وسفيان فيغولي، وإسماعيل بن ناصر ويوسف عطّال بشهادات مؤثرة، قالوا فيها الكثير من الحقائق المثيرة حول الفترة الرائعة التي عاشوها في طريقهم إلى اللقب الأفريقي.

وكشف المدرب جمال بلماضي أسرار النجاح قائلا: "غرس ثقافة الفوز مهم جدا، ونحن اقتبسنا ذلك من الأميركان، الذين دائماً ما يضعون أنفسهم بالمقدمة وبأنهم الأفضل دائماً بكل المجالات، في اعتقادي هذا ليس غطرسة، وإنما طموح وثقة لأننا انتهجنا نفس الطريقة وكنا نشتغل مثل المجانين من أجل الوصول إلى الهدف المنشود".

وتابع: "خلال الدقائق الأخيرة من النهائي أمام السنغال شعرت وكأنني عشت هذه الأجواء من قبل، خاصة عندما قررت إشراك مدافع ثالث بمحور الدفاع"، مضيفاً: "عندما واجهنا مالي ودياً قبل البطولة، فكرت في إشراك ثلاثة لاعبين في محور الدفاع، تحضيرا لوصولنا إلى المباراة النهائية وذلك في حال تقدمنا بهدف وحيد، وهو ما حدث بالضبط أمام السنغال".

وواصل: "التوفيق كان من الله عزّ وجل، وكان علينا أن نشكره ونحمده على ذلك، كنا جميعا متمسكين بتعاليم الدين الإسلامي، وكنا نؤدي الصلوات سوياً، حتى في غرف تغيير الملابس. أنا أعتقد بأن هذا الأمر جزء من نجاحنا، وهو ما جعلنا نسجد بأرض الملعب بعد نيلنا الكأس، وبخلاف ما يعتقده البعض فإننا لم نقم بالسجود تجاه المشجعين وإنما باتجاه القبلة".

وبخصوص أندي ديلور قال بلماضي: "بعد أن أتممت قائمة البطولة، وكان ديلور خارجها بالبداية، اتصلت به وقلت له: هل تعرف ما معنى كلمة "المكتوب"، وشرحت له ذلك وكيف أنني أعجبت كثيراً برغبته القوية باللعب للجزائر حتى أنه (جنّني) بإصراره على ذلك، لكن "المكتوب" والقدر أرادا غير ذلك، وطلبت منه إن كان قد استوعب ذلك فقال لي: نعم، لا مشكلة في ذلك أنا مستعد للحضور بعد البطولة".

وأردف: "لقد وقعت حادثة اللاعب بلقبلة، لأقوم بالتواصل مع ديلور مجدداً وقلت له مجدداً: هل لا زلت تتذكر كلمة "المكتوب" فقال:نعم، وأخبرته بأنه يمكنه الانضمام لمعسكر الدوحة والالتحاق بسرعة"، مضيفاً: "عندما وصل لاحظت بأن شعره مصبوغ باللون الذهبي، فأخبرته بأن هذا الأمر غير مسموح في المنتخب الجزائري، وطلبت منه أن يعيد لون شعره إلى طبيعته، واستجاب لذلك مسرعا".

وروى بلماضي حادثة مؤثرة وقعت له عندما كان يشرف على معسكر المنتخب بالعاصمة القطرية الدوحة، حيث قال: "كلنا ضحّى من أجل هذه البطولة، في معسكر الدوحة بيتي العائلي كان لا يبعد عن مقر إقامتنا سوى بعض الدقائق، لكنني لم أتمكن من رؤية أبنائي سوى مرتين خلال 12 يوماً قضيناها هناك، مرة اصطحبت ابني لأداء الصلاة بالمسجد، والثانية استغليت راحة منحتها للاعبين من أجل زيارتهم بالبيت"، مضيفاً: "بالرغم من صعوبة الموقف، إلا أنني قلت بنفسي إننا هنا من أجل الاستعداد الجيد لبطولة كبيرة وهامة، وحتى أن اللاعبين يضحّون كثيراً بعيدا عن عائلاتهم".


وفي سياق أخر، عبّر بلماضي مرة أخرى عن إعجابه بالنجم رياض محرز، بقوله: "أنا معجب كثيرا برياض، سواء كإنسان أو كلاعب كرة. أحبه لأنه بسيط ومتواضع، وزيادة على ذلك فهو يعشق كرة القدم، هناك الكثير من اللاعبين الذين يحبون الكرة إضافة إلى أمور أخرى، لكن محرز استثنائي كونه يبقى لساعات طويلة بالملعب خلال التدريبات، ويرفض أن تنتهي الحصص التدريبية"، مضيفاً: "لدي بعض القواسم المشتركة معه وهذا يخدم المشروع الذي جئت لأجله إلى المنتخب".

وبشأن الركلة الحرة التي سجلها رياض في مرمى نيجيريا في نصف النهائي، قال: "لقد تنبأت بنجاحه في تسديدها، لقد قلت وأنا بدكة الاحتياط إنه قوي جداً بتسديد الركلات الحرة، قلت أيضا إنه ذكي ولن يسدد تحت الحائط ولا فوقه وإنما على يمين الحارس وهو ما حدث بالفعل".

بينما أدلى رياض محرز بتصريح مؤثّر تذكر فيه والده الراحل، وقال: "أتذكّر والدي دائماً في كل مباراة ألعبها.. بعد تتويجنا باللقب تذّكرت والدي رحمه الله، وأعرف بأنه كان سيحبّ أن يحضر مثل هذه اللحظات لو كان على قيد الحياة، ولكنه القضاء والقدر".

وأهدى إسماعيل بن ناصر اللقب لعائلته وللجماهير قائلاً: "بعد التتويج تذّكرت بشكل خاص والدتي وجدي رحمه الله، لقد كان يحب كرة القدم والجزائر، وبالطبع فرحت أيضاً لعائلتي ولكل الجماهير الجزائرية"، فيما أهدى بغداد بونجاح الكأس الغالية إلى روح والدته الراحلة، بقوله: "لقد استحضرت والدتي رحمها الله بعد نيلنا الكأس، كما فرحت كثيرا لكل تلك الجماهير التي ساندتنا طيلة البطولة وكان من واجبنا أن نسعدها".


المساهمون