في الطب.. التطعيم هو عبارة عن حقن الجسد بفيروس حتى يتمكن الجسد من تكوين مناعة ضده مستقبلا، ففي حالة دخول الفيروس مرة أخرى إلى الجسد فإن الجهاز المناعي يكون قد حضّر كل الأسلحة، وعادة ما تتبع التطعيم أعراض تشبه نزلة البرد كالحمى.
هذا المقال كروي، لكن تشابه الأعراض على الشخص الذي تم تطعيمه وهو مدرب المنتخب الوطني جمال بلماضي متشابهة، فالرجل أنهى المقابلة ببحة حتى ذبلت أحباله الصوتية، وغاب صوته عن المسامع، فاحتاج لمن ينقل كلامه في المؤتمر الصحافي، لهذا اعتبرت أن ما حدث في ملعب الاستقلال بمثابة التطعيم الذي سيمنح المدرب الوطني الكثير من الحلول مستقبلا.
بلماضي تلقى أول تطعيم، وهو أن لاعبي التنشيط الهجومي الذين اعتمد عليها وهم من نواة المنتخب في السنوات الأخيرة، أداؤهم ظل هشا في أدغال أفريقيا، فالرباعي غزال، محرز وبراهيمي، لم يقدموا خلال مشوارهم الكروي أي لقاء قوي في الأدغال الأفريقية، عكس ما كان عليه سوداني وفغولي وحتى قادير، فهذا الثلاثي الأساسي لم يتمكن من بسط سيطرته هجوميا وصناعة اللعب، فالهدف الوحيد تقريبا جاء من كرة ميتة، ولم يقدموا الإضافة دفاعيا بالضغط على حامل الكرة ومساندة الدفاع.
اقــرأ أيضاً
التطعيم الثاني الذي أخذه بلماضي، يكمن في ثنائية بن طالب وتايدر في الوسط، والتي اتسمت بالضعف بشكل كبير جدا، فالمدرب ظل يذكّر اللاعبَين أن عليهما التناظر في الحركة، فإذا تقدم أحدهما، على الثاني القيام بالتغطية، حتى وصل به الأمر أن يشرح لهما الأمر بأصابعه في لقطة تعتبر من بديهيات كرة القدم الكلاسيكية، فما بالك بالحديثة، الثنائي شكّل تقريبا عائقا في وسط الميدان، فحتى بلغة الأرقام استرجاعهما للكرة كان كارثيا، خاصة بن طالب الذي فشل في الالتحامات الأرضية والهوائية ونسبة الكرات المسترجعة وحتى الضائعة، ما يؤكد حقا أنه كان ضائعا فوق المستطيل الأخضر.
التطعيم الثالث لخّصه هدف المنتخب الجزائري من القناص بغداد بونجاح، فرغم سيطرة الخضر على الكرة طيلة اللقاء، إلا أنهم فشلوا في ترجمتها إلى فرص سانحة للتسجيل، غير أن كرة واحدة مباشرة مع ذكاء بونجاح تحقق الهدف، وهو ما يلخص أن كرة القدم في أفريقيا لا تعتمد على التمرير ولا على امتلاك الكرة ولا على صناعة اللعب، بل تميل إلى الواقعية واللعب المباشر، حتى هدف المنتخب الغامبي جاء من كرة مباشرة ثم تحويل الاتجاه بالرأس، عرضية وهدف..الأمر يتعلق بخمس تمريرات لا أكثر ولا أقل، كما سبق أن شاهدنا خلال المونديال فإن كرة القدم لم تعد تخضع للواقعية في أفريقيا فقط، بل في كل العالم.
التطعيم الرابع الذي تسبب للمدرب بالحمى، هو كمية الضغط الهائل والمشاكل التي سبقت اللقاء، فالتدريب في قطر أو أوروبا يختلف تماما عنه في أفريقيا، فهنا في القارة السمراء، المنتخب أو النادي لن يلعب ضد ناد آخر فحسب حتى تكتفي بدراسته وتحليل طريقة لعبه، فهو سيلعب ضد النادي أو المنتخب، وضد الظروف الصعبة، المناخ الخانق، وأرضيات الملاعب، الصالحة لكل شيء إلا لممارسة كرة القدم، إضافة إلى التحكيم وحتى تصرفات الجماهير وأحيانا تصرفات مقصودة من المنتخب المنظم.
كل ذلك جعلني أسمي الذي حدث تطعيما للمدرب الوطني الجزائري جمال بلماضي، وهو ما حدث للبوسني وحيد حليلوزيتش قبله، ففي مباراة الجزائر ضد مالي التي لُعبت في العاصمة البوركينابية واغادوغو، إذ أصيب وقتها بإسهال حاد بعد المباراة، غير أن التطعيم نجح ولم يلعب ورقة السيطرة على الكرة ولا فتح اللعب في أفريقيا، وبدأ في إشراك قاطع للكرات، فكانت النتيجة تحقيق الفوز في كل اللقاءات باستثناء مباراة بوركينافاسو بضربة جزاء خيالية، حتى بعد مباراة كوريا الجنوبية في اليابان أصيب بأرق شديد جعله يمشي في أزقة سوروكابا ليلا، غير أن ذلك التطعيم منح منتخبا قويا صنع الحدث خلال المونديال، لذلك نتمنى أن يفيد التطعيم الذي تلقاه بلماضي ويكون لديه جهاز مناعة قوي يمنحه الحلول لتفادي ما وقع في بانغول.
هذا المقال كروي، لكن تشابه الأعراض على الشخص الذي تم تطعيمه وهو مدرب المنتخب الوطني جمال بلماضي متشابهة، فالرجل أنهى المقابلة ببحة حتى ذبلت أحباله الصوتية، وغاب صوته عن المسامع، فاحتاج لمن ينقل كلامه في المؤتمر الصحافي، لهذا اعتبرت أن ما حدث في ملعب الاستقلال بمثابة التطعيم الذي سيمنح المدرب الوطني الكثير من الحلول مستقبلا.
بلماضي تلقى أول تطعيم، وهو أن لاعبي التنشيط الهجومي الذين اعتمد عليها وهم من نواة المنتخب في السنوات الأخيرة، أداؤهم ظل هشا في أدغال أفريقيا، فالرباعي غزال، محرز وبراهيمي، لم يقدموا خلال مشوارهم الكروي أي لقاء قوي في الأدغال الأفريقية، عكس ما كان عليه سوداني وفغولي وحتى قادير، فهذا الثلاثي الأساسي لم يتمكن من بسط سيطرته هجوميا وصناعة اللعب، فالهدف الوحيد تقريبا جاء من كرة ميتة، ولم يقدموا الإضافة دفاعيا بالضغط على حامل الكرة ومساندة الدفاع.
التطعيم الثاني الذي أخذه بلماضي، يكمن في ثنائية بن طالب وتايدر في الوسط، والتي اتسمت بالضعف بشكل كبير جدا، فالمدرب ظل يذكّر اللاعبَين أن عليهما التناظر في الحركة، فإذا تقدم أحدهما، على الثاني القيام بالتغطية، حتى وصل به الأمر أن يشرح لهما الأمر بأصابعه في لقطة تعتبر من بديهيات كرة القدم الكلاسيكية، فما بالك بالحديثة، الثنائي شكّل تقريبا عائقا في وسط الميدان، فحتى بلغة الأرقام استرجاعهما للكرة كان كارثيا، خاصة بن طالب الذي فشل في الالتحامات الأرضية والهوائية ونسبة الكرات المسترجعة وحتى الضائعة، ما يؤكد حقا أنه كان ضائعا فوق المستطيل الأخضر.
التطعيم الثالث لخّصه هدف المنتخب الجزائري من القناص بغداد بونجاح، فرغم سيطرة الخضر على الكرة طيلة اللقاء، إلا أنهم فشلوا في ترجمتها إلى فرص سانحة للتسجيل، غير أن كرة واحدة مباشرة مع ذكاء بونجاح تحقق الهدف، وهو ما يلخص أن كرة القدم في أفريقيا لا تعتمد على التمرير ولا على امتلاك الكرة ولا على صناعة اللعب، بل تميل إلى الواقعية واللعب المباشر، حتى هدف المنتخب الغامبي جاء من كرة مباشرة ثم تحويل الاتجاه بالرأس، عرضية وهدف..الأمر يتعلق بخمس تمريرات لا أكثر ولا أقل، كما سبق أن شاهدنا خلال المونديال فإن كرة القدم لم تعد تخضع للواقعية في أفريقيا فقط، بل في كل العالم.
التطعيم الرابع الذي تسبب للمدرب بالحمى، هو كمية الضغط الهائل والمشاكل التي سبقت اللقاء، فالتدريب في قطر أو أوروبا يختلف تماما عنه في أفريقيا، فهنا في القارة السمراء، المنتخب أو النادي لن يلعب ضد ناد آخر فحسب حتى تكتفي بدراسته وتحليل طريقة لعبه، فهو سيلعب ضد النادي أو المنتخب، وضد الظروف الصعبة، المناخ الخانق، وأرضيات الملاعب، الصالحة لكل شيء إلا لممارسة كرة القدم، إضافة إلى التحكيم وحتى تصرفات الجماهير وأحيانا تصرفات مقصودة من المنتخب المنظم.
كل ذلك جعلني أسمي الذي حدث تطعيما للمدرب الوطني الجزائري جمال بلماضي، وهو ما حدث للبوسني وحيد حليلوزيتش قبله، ففي مباراة الجزائر ضد مالي التي لُعبت في العاصمة البوركينابية واغادوغو، إذ أصيب وقتها بإسهال حاد بعد المباراة، غير أن التطعيم نجح ولم يلعب ورقة السيطرة على الكرة ولا فتح اللعب في أفريقيا، وبدأ في إشراك قاطع للكرات، فكانت النتيجة تحقيق الفوز في كل اللقاءات باستثناء مباراة بوركينافاسو بضربة جزاء خيالية، حتى بعد مباراة كوريا الجنوبية في اليابان أصيب بأرق شديد جعله يمشي في أزقة سوروكابا ليلا، غير أن ذلك التطعيم منح منتخبا قويا صنع الحدث خلال المونديال، لذلك نتمنى أن يفيد التطعيم الذي تلقاه بلماضي ويكون لديه جهاز مناعة قوي يمنحه الحلول لتفادي ما وقع في بانغول.