أثبت نادي ريال مدريد الإسباني، بما لا يدع مجالاً للشك أنه لا يعرف معنى الاستسلام أبداً، حيث أضحى النادي الملكي خلال الآونة الأخيرة أكثر اعتماداً في مبارياته على اللحظات الحاسمة في الدقائق الأخيرة لحسم مواجهاته الصعبة والمعقدة.
وكان نادي العاصمة الإسبانية قد انتفض خلال الدقائق الأخيرة من زمن المباراة التي جمعته بمُضيفه إشبيلية، ضمن منافسات إياب الدور ثمن النهائي من بطولة كأس ملك إسبانيا لكرة القدم، وتمكن من إحراز هدفين متتاليين عبر المدافع سيرجيو راموس من ركلة جزاء، والمهاجم الفرنسي كريم بنزيمة، في الدقائق الأخيرة (83 و90)، ليُحول بالتالي تأخره بنتيجة ثلاثة أهداف مقابل هدف إلى تعادل ثمين بنتيجة ثلاثة أهداف لكل فريق، لينجح بالتالي في الحفاظ على سجله الخالي من الهزائم في 40 مباراة متتالية، في كل البطولات.
وبرّهن فريق ريال مدريد، الذي أصبح أكثر الأندية الإسبانية حفاظاً على سجله خالياً من الهزائم خلال 40 مباراة متتالية بعد أن حطم الرقم القياسي السابق الذي كان مسجلاً باسم غريمه التقليدي برشلونة، إثر نجاحه في التسجيل مرتين في شباك الفريق الأندلسي خلال الدقائق الأخيرة، أنه أصبح مُتخصصاً في هز الشباك خلال الدقائق الأخيرة واللحظات الحاسمة.
وارتبطت نظرية التسجيل خلال الدقائق الأخيرة من عمر المباريات باسم نادي العاصمة الإسبانية، الذي بات مُعتاداً على إذاقة المنافسين مرارة الهزيمة في الدقائق القاتلة، حيث تمكن النادي الملكي من تسجيل 21 هدفاً خلال الدقائق العشر الأخيرة من الـ40 مباراة الأخيرة التي حافظ فيها على سجله خالياً من الهزائم.
وعانى 12 فريقاً من القتالية التي أظهرها الميرنغي حتى الدقائق الأخيرة ومحاولة استغلال الفرص دون استسلام، حيث تذوقت أندية (ريال سوسيداد، سيلتا فيغو، أتلتيك بلباو، ألافيش، ديبورتيفو، وحتى برشلونة) مرارة الهزيمة من النادي الملكي في الوقت القاتل خلال الموسم الحالي من عمر بطولة الدوري الإسباني لكرة القدم.
كما شرب فريق إشبيلية أيضاً من نفس الكأس الذي سقاه ريال مدريد لبقية الفرق الإسبانية، لكن ليس على صعيد بطولة الدوري الإسباني، وإنما على صعيد مباراة نهائي بطولة السوبر الأوروبي، إذ حدث ذلك عندما سجل المدافع، سيرجيو راموس، هدف التعادل (2-2) لفريقه الملكي في الدقيقة 92 من زمن المباراة التي امتدت لأشواط إضافية، ليسجل دانييل كارباخال هدف الفوز في الدقيقة 118 من العمر الإجمالي للقاء، بدوره، فقد سار فريق كولتورال ليونيسا المغمور على نهج بقية الفرق الإسبانية حيث استقبلت شباكه خلال المباراتين اللتين لعبهما ضد نادي العاصمة الإسبانية ثلاثة أهداف بعد الدقيقة الـ80.
ولم تقتصر قتالية النادي الملكي خلال الدقائق الأخيرة على المواجهات التي جمعته بالأندية الإسبانية، فقد عانت أندية أوروبية عديدة من الأهداف الحاسمة أمام الميرنغي، ففي دور المجموعات من بطولة دوري أبطال أوروبا، سجل كريستيانو رونالدو وألفارو موراتا هدفين أمام سبورتينغ لشبونة البرتغالي في الدقيقتين 88 والثالثة من الوقت المحتسب بدلا من الضائع، على التوالي، ليفوز الفريق ويحصد 3 نقاط، فيما سجل ماتيو كوفاسيتش هدف التعادل (3-3) أمام ليجيا وارسو البولندي، ما أضاف نقطة في رصيد الفريق الملكي.
أما على صعيد بطولة كأس العالم للأندية، فقد أحرز نجم الفريق الملكي، البرتغالي كريستيانو رونالدو، هدفاً قاتلاً في الوقت بدل الضائع من الشوط الثاني من زمن المباراة التي جمعت الريال بنظيره كلوب أميركا المكسيكي، في نصف نهائي البطولة التي أقيمت في العاصمة اليابانية "طوكيو" ليصعد نادي العاصمة الإسبانية بالتالي إلى نهائي البطولة، قبل أن ينجح رونالدو بالذات في تسجيل هدفين في شباك فريق كاشيما أنتلرز الياباني خلال الوقت الإضافي (انتهى الوقت الأصلي 2-2) ليمنح فريق ريال مدريد اللقب للمرة الثانية في تاريخه بعد عام 2014.
(العربي الجديد)