في المقابل، أدلى الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، ورئيس الحكومة يوسف الشاهد، ورئيس حركة "النهضة" راشد الغنوشي، بأصواتهم كل في منطقته.
وقال عضو هيئة الانتخابات، أنيس الجربوعي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إنّ "بنك المعلومات التي تحصلت عليها الهيئة من وزارة الداخلية تضمن اسم وزير الداخلية وصفته كآمر للحرس الوطني، ما يعني أنه تابع للسلك الأمني، وذلك بتاريخ 6 يناير/ كانون الثاني 2018، آخر أجل لتحيين سجل الناخبين"، موضحا أنه "لو تم تحيين (تعديل) صفة وزير الداخلية قبل هذا التاريخ ساعتها كان بإمكانه أن يصوت اليوم كأي كمواطن عادي".
وبين الجربوعي أنّ "الهيئة لم تتمكن من تجاوز هذا الإشكال، وبالتالي حرم وزير الداخلية من التصويت"، معتبرا أن "الهيئة تحترم رغبته في الاقتراع، وأنه تفهّم الإشكال التقني الذي حصل".
وقال رئيس حركة "النهضة"، أثناء قيامه بالتصويت في المدرسة الابتدائية نهج القيروان ببن عروس، إن "تونس تعيش اليوم أول انتخابات بلدية بعد الثورة"، مبينا أن بلاده "تواصل عرسها الديمقراطي بثبات"، وأن مسارها الديمقراطي "مستمر ولن يتوقف".
ودعا الغنوشي، الذي كان مرفوقا بأفراد أسرته وعدد من قيادات الحزب، التونسيين، وخاصة الشباب، إلى "الاقتراع والإقبال بكثافة على مراكز الاقتراع، وأن يبرهنوا للعالم أن الديمقراطية في تونس لم تتوقف، بل هي مستمرة، وأن تونس قدمت صورة تقدمية ونموذجية".
وأشار إلى أن "تونس بصدد استكمال المسار السياسي الديمقراطي"، وأن يتم "توزيع السلطة وفق إرادة الشعب، وهي إرادة واضحة وصريحة"، مضيفا أن "الشعب التونسي شعب ديمقراطي، ويجب الحفاظ على ذلك لتحقيق الآمال التنموية".
وأكدت مواطنة تونسية، تدعى عزيزة بن سلطان (60 سنة)، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنّ "التصويت واجب وطني على كل التونسيين"، مبينة أنه "بغض النظر عن الأشخاص والأحزاب الذين سيتم اختيارهم، فإن الأهم في هذه اللحظات الإقبال بكثافة على مراكز الاقتراع، والتصويت حتى لو كان الشخص غير مقتنع"، مشيرة إلى أن منطقتها "تعاني العديد من الإشكاليات، ومنها الوضع البيئي والتنموي".
وأضاف المواطن محمد الحشاني أن "الانتخابات البلدية تمثل آخر مرحلة في الانتقال الديمقراطي بعد الثورة التونسية، ولذلك يجب إكمال هذه الخطوة"، مضيفا، لـ"العربي الجديد"، أنه يمارس واجبه لأول مرة في الانتخابات البلدية "بكل شفافية وديمقراطية، فقد كان قبل الثورة يطلب منه التصويت لفائدة القائمة التابعة للنظام، ومع ذلك لم يتخلَّ أبدا عن الإدلاء بصوته والقيام بواجبه".
وأضاف الحشاني أن "تونس أمانة لدى التونسيين، ولا بد من مواصلة الاستحقاق الديمقراطي"، مشددا على أن "مصير التونسيين بأيديهم".