وتحولت الناحية إلى منطقة بلا أبنية عقب تفجير منازلها بعد سرقتها من قبل المليشيات، فضلاً عن تدمير المباني الحكومية والخدمية مثل محطات الماء والكهرباء، وحتى الجسر الوحيد الذي يربط المنطقة بباقي أجزاء محافظة صلاح الدين.
ووفقاً لمسؤول محلي عراقي في صلاح الدين، فإنه "تم رفع تقرير لرئيس الوزراء يؤكد أن المليشيات ارتكبت جرائم سرقة وحرق وتفجير للمنازل، وأنها ما زالت تمنع النازحين من العودة لمعرفة مصير منازلهم أو حاجياتهم التي تركوها قبل أكثر من 3 سنوات عندما فروا بأرواحهم من المعارك".
وأوضح المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن "الحكومة على ما يبدو عاجزة على إقناع المليشيات بالانسحاب من المنطقة"، مشيراً إلى أن المليشيات الموجودة في المنطقة بينها مليشيا العصائب والخراساني وحزب الله وبدر والنجباء.
وقال إبراهيم خليل، وهو أحد وجهاء "عزيز بلد"، إن "ما حصل في المنطقة أشبه بالإعصار، المليشيا التي قدمت إلى المنطقة لتحريرها قامت بتخريبها بدلاً عن داعش. ما لم ينهِه التنظيم أنجزته المليشيات التي رافقت الجيش في عمليات تحرير الناحية".
وبيّن خليل، لـ"العربي الجديد"، أنّ "هناك غياباً واضحاً للدور الحكومي في حماية المدنيين بالناحية التي كان يسكنها 30 ألف نسمة من الطائفة السنية. اليوم أصبح جلهم بين نازح ومهجر ومفقود، وقتل عدد كبير نتيجة تصفيات طائفية أو خلال العمليات العسكرية".
وأكد أن "عزيز بلد" لا تصلح للعيش حالياً، فقد دمرت بناها التحتية بالكامل، وأغلب سكانها النازحين منعوا من العودة إلى منطقتهم بعد نحو ثلاثة أعوام على تحريرها، "هناك رغبة من قبل من ضيعوا العراق لتضييع معالم عزيز بلد".
وقال مسؤول في المجلس المحلي للناحية عبر الهاتف لـ"العربي الجديد"، إنه "قتل 150 شخصاً من أهل الناحية، وفقد 40 ألفاً آخرين، وتم تدمير أكثر من 3126 منزلاً من مجموع 3774 منزلاً، وأكثر من 600 محل تجاري، و22 مسجداً من أصل 25، فضلاً عن نحو 25 مدرسة تم تسويتها بالأرض، ولم يتبق غير مدرسة زهرة الفرات التي تتخذها القوات المسلحة والمليشيات مقراً لها، ودمرت جميع محطات الكهرباء، وأربعة مجمعات مائية، إضافة إلى تفجير 3 جسور حديدية".
وقال مسؤولون في محافظة صلاح الدين، في مارس/آذار الماضي، إن مليشيات الحشد الشعبي تمنع عودة النازحين إلى ديارهم في المناطق المحررة، وقال عضو مجلس صلاح الدين، محمد الجبوري في تصريح سابق، إن 130 ألف نازح لم يسمح بعودتهم إلى مناطقهم في بيجي، و50 ألفاً في ناحية يثرب، و70 ألفاً آخرين في ناحية عزيز بلد، و90 ألفاً الى ناحية سليمان بيك، والقرى المحيطة ببلدة آمرلي، بالرغم من استعادة تلك المناطق من تنظيم داعش.
وانتزعت مليشيات الحشد الشعبي بمشاركة وحدات من الحرس الثوري الإيراني في ديسمبر 2014، منطقة عزيز بلد من قبضة تنظيم "داعش"، وهي تقع إلى جهة الشرق من قضاء الضلوعية والجنوب الغربي من قضاء بلد، وكانت تمتاز بمزارع العنب والحمضيات.