بلدة بيتا الفلسطينية تنتصر على الاستيطان

20 فبراير 2018
أهالي بيتا يواجهون جنود الاحتلال (تويتر)
+ الخط -

نجحت حالة الضغط الشعبي التي شكلها أهالي بلدة بيتا جنوبي مدينة نابلس في شمالي الضفة الغربية المحتلة، في أن تجبر سلطات الاحتلال الإسرائيلي على تفكيك وإزالة بؤرة استيطانية أقامها مستوطنون متطرفون في منطقة جبل صبيح جنوبي البلدة.

وشرع جنود الاحتلال فجر اليوم الثلاثاء، وعمال تابعون له بإزالة البيوت المتنقلة التي نصبها المستوطنون هناك قبل أسبوعين، ما يسجل انتصاراً كبيراً السكان البلدة، إثر تصديهم للمستوطنين الذي حاولوا سرقة الأرض، بحماية من جيش مدجج العتاد والسلاح.

يقول رئيس بلدية بيتا، فؤاد معالي، لـ"العربي الجديد" إن "الأهالي تمكنوا من استعادة أراضيهم، عبر الضغط الشعبي الذي شكلوه، فمنذ نصب تلك البيوت الحديدية المتنقلة وعمليات التجريف على قمة الجبل، باتت الأراضي الحديث الأول لأهالي البلدة، فعقدت الاجتماعات واستمر التواصل مع كافة الجهات المختصة، في حين نظمت الفعاليات التي لم تنقطع لمواجهة عملية السطو على تلك الأراضي".

ويملك أصحاب الأراضي الزراعية التي أقيمت فيها البؤرة أوراقا ثبوتية تدحض ادعاءات المستوطنين بأن ملكيتها تعود لهم. كذلك جعلت جيش الاحتلال يعترف أن تلك البؤرة الاستيطانية غير شرعية، ما أفشل مساعي المستوطنين الذين حاولوا التوسع قدر الإمكان ويجعلوا تلك الأراضي امتدادا لمستوطنات أخرى في شمالي الضفة الغربية المحتلة.

بلدة بيتا بحسب رئيس البلدية "تخلو من أي امتداد استيطاني، ولا يوجد فيها أي مستوطنة، لذلك كانت محاولة المستوطنين بمثابة صدمة في صفوف الأهالي والفلسطينيين، ما زاد من وتيرة التحدي والإصرار على إزالة تلك البؤرة مهما كلف الثمن".

مستوطنون يشرعون ببناء مساكن على أراضي بيتا الفلسطينية (فيسبوك) 


ويوضح معالي أن "البلدة انتفضت على مدار عدة أيام، وأقامت فعاليات شعبية وتظاهرات في منطقة جبل صبيح المصادر، وتمكن الأهالي من الوصول إلى بيوت المستوطنين، واشتبكوا مع الجيش واندلعت المواجهات العنيفة".



ويشير إلى "فعاليات احتجاجية أقيمت في المنطقة وزرعت خلالها الأشجار، كذلك اندلعت المواجهات مع جنود الاحتلال الموكلين بمهمة حماية المستوطنين على مدى أيام عدة. في حين واصلت البلدية عمليات الاحتجاج الرسمية عبر قنوات مؤسسات السلطة الفلسطينية، والارتباط المدني الفلسطيني".

ونتيجة لإصرار الأهالي على مواجهة الاستيطان في بيتا، يقول رئيس البلدية "أجبر جيش الاحتلال على مغادرتها، في حين تمكنت حجارة الشبان من إبراز قضية أصحاب الأرض ومساعدتهم على استعادتها".



وقدمت البلدة مصاباً بالرصاص الحي خلال مواجهات رفض الاستيطان، وإصابة عدد آخر بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وعشرات حالات الاختناق، إضافة إلى اثنين من المعتقلين، ومداهمة عدد من المنازل وتفتيشها في محاولة فاشلة لردع تلك الاحتجاجات.

 
المساهمون