بلجيكا تعتقل صلاح عبد السلام.. العلبة السوداء لاعتداءات باريس

18 مارس 2016
صلاح عبد السلام يعد صيداً ثميناً للأمن البلجيكي (Getty)
+ الخط -


ألقت الشرطة البلجيكية القبض على صلاح عبد السلام خلال عملية دهم لإحدى شقق حي "مولنبيك" قرب مدينة بروكسل البلجيكية. ويعد عبد السلام الناجي الوحيد من المجموعة المسلحة التي خططت ونفذت اعتداءات باريس وسان دوني في 13 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي التي أسفرت عن مقتل 130 شخصا، ما جعله الرجل المطلوب رقم واحد من كل أجهزة الأمن الأوروبية.

وكانت العديد من المصادر الأمنية البلجيكية والفرنسية تحدثت عن احتمال هروب عبد السلام، الفرنسي والبلجيكي من أصول مغربية، إلى سورية وإفلاته من المطاردة الأمنية، غير أن عملية الدهم الأخيرة أثبتت أن الرجل استطاع بفضل مساندة قوية وفعالة من معارفه، أن يبقى متخفيا حوالي 4 أشهر في الحي نفسه الذي وُلد فيه قبل 26 عاما، رغم أن الأجهزة الأمنية وضعت الحي تحت المراقبة.

وفقد المحققون أثر عبد السلام في 14 نوفمبر في حي "شاربيك"، حيث أوصله صديقان بلجيكيان بالسيارة من باريس غداة الاعتداءات. وحسب أجهزة الأمن البلجيكية، فإنه بقي متخفيا في الحي نفسه لمدة 14 يوما على الأقل قبل أن يختفي مجددا.

وتأكد المحققون من أنه قدم على الأقل خدمات لوجيستية ثمينة للمجموعة المسلحة، حيث ثبت أنه هو من اشترى سيارة استخدمت في هجمات باريس، وهو من دفع ثمن غرفتين في فندق بضاحية "ألفورفيل" نام فيها بعض عناصر المجموعة عشية الاعتداءات.

كما ثبت للمحققين أنه كان كثير التنقل قبل الاعتداءات، إذ عثروا على آثاره في هولندا والنمسا وهنغاريا واليونان.

وبعد القبض على عبد السلام، يتمكن المحققون أخيرا من حل الكثير من الألغاز التي ما تزال تحوم حوله، فحتى الآن لا أحد يعلم الدور الحقيقي الذي لعبه ضمن المجموعة التي نفذت اعتداءات باريس.

وإذا كانت الاعتداءات تم التخطيط لها بشكل منظم ودقيق، فلا أحد يفهم أيضا لماذا ظل عبد السلام يهيم على وجهه تائها في شوارع باريس ليلة الاعتداءات في الدائرة الثامنة عشرة ثم في ضاحية "مونروج" الجنوبية.

وهل كان هو العنصر المتخصص في إعداد الأحزمة الناسفة أو هل كان انتحاريا مثل أخيه إبراهيم عبد السلام وبقية المجموعة الذين كانوا عازمين على تفجير أنفسهم؟ أو هل تردد في اللحظة الأخيرة وتخلّص من حزامه الناسف الذي عُثر عليه لاحقا في ضاحية "مونروج"، وخاصة أن بيان تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) الذي تبنى الاعتداءات تحدث أولاً عن تفجير في الدائرة الثامنة عشرة، وهو التفجير الذي لم يحدث أبدا.

أسئلة كثيرة سيطرحها المحققون على صيدهم الثمين، وبفضلها ستتضح الرواية الحقيقية لهذه الاعتداءات غير المسبوقة التي زلزلت فرنسا، وما تزال تداعياتها تؤثر سلبا على الحياة السياسية والاجتماعية في فرنسا، لأن عبد السلام الناجي الوحيد من المجموعة الانتحارية، وهو هو بمثابة علبة سوداء تحتوي على أسرار ستحمل بين طياتها العديد من المفاجآت من دون شك.


اقرأ أيضا: "داعش" يكشف هويات منفذي عمليات باريس