بلجيكا تخفض مستوى حالة الطوارئ

26 نوفمبر 2015
انتشر 350 شرطياً قرب مدارس بروكسل (العربي الجديد)
+ الخط -



أعلن رئيس وزراء بلجيكا، شارل ميشيل، اليوم الخميس، خفض مستوى حالة الطوارئ في بلاده إلى الدرجة الثالثة بدلاً من الرابعة، التي سرت، منذ فجر السبت الماضي، إثر تهديدات بعمل "إرهابي".

ويبدو مما تقوله الشرطة البلجيكية، أن تخفيض حالة الطوارئ "لا يعني التساهل بالنسبة للاستنفار الأمني"، إذ بدت بروكسل، مساء اليوم، في حالة لا تختلف كثيراً عن الأيام السابقة لناحية الانتشار الأمني الكثيف في شوارعها وأمام المراكز الحساسة.

وفي اتصال هاتفي بمركز الطوارئ الوطني حول ما تعنيه هذه الخطوة، وما إذا تم التوصل الى المطلوبين اللذين تبحث عنهما السلطات الأمنية، قال متحدث باسم مركز الطوارئ، بيتر مارتينيز، إن "تخفيض درجة لا يعني كثيراً على صعيد الوصول إلى المطلوبين، وإن البحث والاستنفار وحماية المواطنين في بلجيكا وبروكسل مهمة ستبقى قائمة إلى أن تحدث مستجدات تعكس شيئاً مختلفاً".

ويبدو بالنسبة للمعلقين المحليين وبعض العاملين في الشأن العام من أصول عربية، أن الخطوة هي للتخفيف عن المواطنين، وخصوصاً مع دخول موسم أعياد الميلاد، التي تشغل حيزاً كبيراً في حياة الناس، وخصوصاً أصحاب المصالح والمتاجر الذين يتذمرون من غياب الزبائن، وخوف من ألّا يكون الموسم كما في السابق مع بقاء هذه الحالة التي تعيشها بروكسل، حتى الثلاثين من هذا الشهر، حيث ستجري السلطات إعادة تقييم للوضع الأمني مجدداً.

وقد استمرت الإجراءات الأمنية، اليوم الخميس، في العاصمة البلجيكية، بروكسل، على الرغم من استئناف المدارس نشاطها وعودة المترو إلى الخدمة، بشكل جزئي.

وأوضحت ضابطة في الشرطة البلجكية لـ"العربي الجديد"، أن "اليوم هو اليوم الأول لإعادة فتح المدارس، لكننا منتشرون بالقرب منها ورياض الأطفال".

وبحسب إدارة إحدى المدارس، في حي ملونبيك، فإن "هذه مدرسة مختلطة لجميع الجنسيات ووجود الشرطة ضروري ليشعر هؤلاء الأطفال بالأمان".

وقد جرى نشر أكثر من 350 شرطياً مدججين بالسلاح في بروكسل وحدها قرب المدارس.

لكن فطيمة، اعتبرت أن وجود الشرطة "رسالة خاطئة ترسل للأطفال هنا، هم يشيرون إلى أن القاتل الذي نبحث عنه منكم وفيكم، وها نحن نحميكم… أطفالنا ليسوا أغبياء لكي لا يكتشفوا ذلك"، وأضافت في حديث لـ"العربي الجديد": "في كل الأحوال هذا أسلوب تربوي سيء للغاية، ولو كان يحمل بعض الأمان للأطفال كونهم يسمعون كل القصص والروايات".

أحد الأطفال، يرى أن "منظر الشرطة قرب المدرسة يخيف قليلاً لأنه يذكر بشيء بشع حاصل".

أم صابر المغربية تقول لـ"العربي الجديد": "على كل الأحوال الحياة يجب أن تستمر مهما حدث".

وحين كانت بلجيكية تعبر مع زميلتها المحجبة قالت: "أعرفها منذ الطفولة، هذا ليس ذنبها، نحن صديقتان، ولن يفرق بيننا الخوف من هؤلاء". تبتسم المحجبة ولا تعلق ولو بكلمة واحدة على ما قالته صديقتها عند النهر الفاصل بين وسط بروكسل والحي العربي.

وكان، قد ألغي الالتحاق بالمدارس، خلال يومي الاثنين والثلاثاء، بعد رحلة مع الطوارئ المستمرة وتوقف وصول التلاميذ.

ويوم أمس الأربعاء فقط، بدأت مدارس بروكسل في فتح أبوابها، ولكن عند ظهيرة ذلك اليوم، لم يكن كل أطفال المدارس قد بدأوا الدوام الرسمي.

وبحسب ما صدر عن وزير الداخلية في بروكسل جان جامبون، فإن "حراسة المدارس ستكون حول كل المدارس في العاصمة البلجيكية"، وهو قول يعاكس تماماً ما ظنه بعض أهالي الحي العربي بأن القضية مرتبطة فقط بحيهم العريق.

وعلى الرغم من الانتشار الأمني قرب المدارس، فقد شهد اليوم الخميس، في الشارع الرئيسي الذي يشغل محلاته التجارية من هم من أصل مغربي، وصول سيارات الشرطة وجنود مدججين بالسلاح نحو كلية في شارع متفرع من شارع ستالينغراد، حيث أخليت الكلية التي تدرس الاقتصاد والاتصال من طلبتها بسبب وجود إنذار تبين أنه كاذب.

سرعة التحرك وإخلاء الطلاب وإحضار كلاب بوليسية لتفقد المدرسة أو المعهد الذي يضم المئات، يعني أن بروكسل ما تزال تعيش حالة تأهب قصوى واستنفار.

كذلك، ذكرت مصادر متطابقة أن طوقاً أمنياً ضرب حول الجامع الكبير في بروكسل، الذي تم إخلاؤه ساعات بعد العثور على طرد يحوي مسحوقاً تبين أنه طحين.

ونقلت وكالة (فرانس برس) عن الناطق باسم فرق الإطفاء، بيار ميس أن "تحاليل أجريت على الفور ورفع الطوق الأمني"، مؤكداً أن "النتائج أثبتت أن المسحوق غير مؤذ".

اقرأ أيضاً:انتهاء العمليات الأمنية في بلجيكا بتوقيف 21 شخصاً

المترو: فتح جزئي

أمس الأربعاء، كان حوالي 200 جندي بكامل عتادهم العسكري مع عربات تنتظر عند أهم خطوط المترو الذي افتتح جزئياً.

بعضهم، ممن لا يقطن في بروكسل، وخصوصاً من العرب يهرعون نحو أخذ المواصلات قبل العاشرة مساء. "البلد في حالة طوارئ" يقول خالد الجزائري، وهو ابن الثلاثين، مضيفاً: "هذا مشهد ذكرني بواقع جزائري عشناه في بداية تسعينيات القرن الماضي قبل هجرتي إلى هنا". فقط نصف المحطات فتحت أبوابها مجدداً.

في المحطات الرئيسة لا ينتشر، كما في محطة ميدي ستاسيون، مجرد شرطة، بل عسكر، بكامل ملابسهم وسلاحهم ومدرعاتهم، مصطفون تحت جسر يعبر عليه قطار، وهي محطة يغادر منها الناس نحو المدن الأوروبية الأخرى والشرطة تتجول فيها بكامل سلاحها، ولا يسمح التصوير بتاتاً داخل المحطة.

ولم يشأ الناطق باسم مركز الطوارئ الوطني أن يفصح في حديث هاتفي مع "العربي الجديد" تأكيد ما إذا كانت ستعاد المحطات إلى طاقتها الكاملة مستكفياً بالقول: "كل شيء سيناقش في وقته، وليس قبل 30 نوفمبر، حيث نعيد تقييم الحالة. لكننا أبداً لن نتوقف عن ملاحقة المشبوهين، فالتهديد الإرهابي في العاصمة بروكسل جدي وخطير".

اقرأ أيضاً:بروكسل ترفع حالة التأهب القصوى ومخاوف من "تهديد وشيك"


 

دلالات