وُلد "شيخ الراي" - اللقب الذي استحقه منذ خمسة عقود- في بيت يحترف أهله الغناء ويتناقلونه من جيل إلى جيل، إذ عُرف والده محمد التازي كعازف على آلة "الكويترة" الشعبية التي تعود إلى العصر الأندلسي، كما كان يعزف شقيقه قويدر على آلة "الماندولين".
لم يكمل الهواري تعلميه، وغادر المدرسة في عمر الثالثة عشرة ليعمل في مهن عديدة؛ ابتدأها في مقهى والده وكان مكلّفاً حينها بتغيير الأسطوانات على الفونوغراف وفق ما يطلبه المرتادون، ثم عمل حاجباً في ميناء وهران، وفي تلك الفترة بدأ يتعلّم العزف على البيانو والأكورديون.
نلقى جائزة الإذاعة عام 1942، وتوّجه بعدها إلى الأغاني البدوية ونصوص شعراء الملحون، وفي العام التالي أسٍ فرقة موسيقية ضمّت عدداً ممن اعتبروا مجدّدين في الأغنية الوهرانية والجزائرية عموماً في فترة لاحقة، وسجّل أول أسطوانة له في نهاية أربعينيات القرن الماضي.
سطع نجم الهواري في الخمسينيات، وتنوّعت أغانيه في فنون وأشكال مختلفة مثل القربازو والراي والملحون وغيرها، وتميّز بكتابته لعدد كبير من أغانية التي لحّنها بنفسه أيضاً. بعد الاستقلال، عُيّن مديراً للإذاعة والتلفزيون في مدينة وهران، ثم كلّف بإدارة "المسرح الوطني" في العاصمة، ولم يترك الوظيفة لأربعين عاماً والتي لم تبعده عن الغناء.
من أشهر أغانيه: "المرسم"، و"اسمع يا سيد الغزلان"، و"راني محير"، و"نجمة"، و"بيا ضاق المور"، و"زبانة" التي رثى فيها شهيد الثورة الجزائرية أحمد زبانة عام 1956 وكان أحد أصدقائه المقرّبين. لم يتوقّف الهواري عن الكتابة والتأليف الموسيقي حتى سنواته الأخيرة حيث قدّم العديد من الأغاني لنجوم الراي مثل الشاب خالد ورشيد طه وغيرهما.