بغداد تسعى لتطوير منظومة الدفاع الجوي لمواجهة تهديدات مستقبلية

01 يناير 2019
حرصت القوات الأميركية على إعادة بناء جيش عراقي محدود(Getty)
+ الخط -
قال مسؤولون عراقيون عسكريون في بغداد، اليوم الثلاثاء، لـ"العربي الجديد"، إن خطط تطوير الجيش العراقي خلال العام 2019 و2020 ستشمل إدخال منظومات دفاع جوي حديثة ورادارات وأجهزة استشعار مبكر وصواريخ أرض ــ أرض وأرض ـ جو ضمن خطة واسعة لاستكمال كافة صنوف القوات العراقية المسلحة ومواجهة أي تهديدات مستقبلية.

واحتل العراق منذ مطلع السبعينيات مراتب متقدمة بين دول الشرق الأوسط في منظومات الدفاع الجوي وسلاح الصواريخ الذكية، وكان جزء منها يتم تصنيعه محليا وأخرى يتم الاعتماد على استيرادها من الاتحاد السوفييتي ودول أخرى مثل يوغسلافيا وفرنسا، قدرت حينها بأكثر من 16 ألف صاروخ من طراز سام الروسي ورولان الفرنسي وحطين والقادسية العراقيين، والتي تصل لأكثر من 20 ألف قدم.

يضاف إلى ذلك، المدافع الموجهة من عيار 57 ملم، ذات العشرة آلاف قدم، إلا أن العراق تراجع عقب حرب الخليج عام 1991 إلى مراتب متأخرة، بفعل ضربات مركزة لقوات التحالف على البنى التحتية للجيش العراقي السابق استهدفت أغلب منظومات الدفاع الجوي فيه.

وعقب الغزو الأميركي البريطاني للعراق عام 2003 تم حل سلاح الصواريخ ومنظومة الدفاع الجوي كباقي تشكيلات الجيش العراقي، واستحدثت بدلا منها منظومة أخرى على أنقاض القديمة، تم تزويدها بأنظمة صواريخ أميركية توصف بالمحدودة مثل هوك وافينجر ورادارات قريبة المدى.

وبحسب جنرال عسكري عراقي رفيع تحدث لـ"العربي الجديد"، فإن القادة العسكريين العراقيين يضغطون على الحكومة بشأن استكمال بناء كافة المفاصل المهمة بالجيش العراقي، وأهمها بناء منظومة دفاع جوي حديثة تغطي الأجواء العراقية بشكل كامل وتمنع أي خرق لأجوائه"، مؤكدا أن العراق "يستشعر بأن تهديدات الاحتلال الصهيوني بضربات يقول إنها تستهدف فصائل قريبة من إيران داخل العراق جدية".

وبين الجنرال أن "موازنة الجيش العراقي وخاصة بعد توقف الإنفاق الحربي على المعارك إثر كسر تنظيم "داعش"، باتت تكفي لشراء منظومة أس 400 الروسية ومنظومات أخرى من موسكو ومن دول أخرى مثل الصين ودول الاتحاد الأوروبي في حال لم توافق الولايات المتحدة على شراء منظومات الباتريوت منها أو ماطلت بذلك".

ولفت المتحدث نفسه، إلى أن هذا الملف بات من الأمور الحرجة التي يجب على العراق التعامل معها في ظل سباق تسليح عالٍ من قبل جيران العراق كتركيا وإيران والسعودية وتهديدات صهيونية متكررة تتناقلها وسائل إعلام حول ضربهم مناطق داخل العراق".

وأشار إلى أن العراق يسعى أيضا لامتلاك صواريخ بعيدة المدى أيضا، "وهو من ضمن مكملات حماية سيادته ومنع أي اعتداء مستقبلي عليه"، مستدركا أن "العراق اليوم يختلف عن السابق ولا أعداء لديه سوى الاحتلال الإسرائيلي".



موافقة روسية مبدئية

وبحسب معلومات متداولة في أوساط عسكرية وحكومية عراقية أيضا فإن الجانب الروسي أبدى موافقة مبدئية على تزويد العراق بمنظومة الدفاع الجوي الأحدث لديه أس 400، كما أن هناك دعما إيرانيا في مساعدة العراق على تطوير سلاح الدفاع الجوي لديه.

وقال عضو بلجنة الدفاع في البرلمان العراقي طلب عدم ذكر اسمه في اتصال مع "العربي الجديد"، تعليقا على تلك المعلومات إن "العامين المقبلين سيكونان لرفع قدرة الجيش العراقي وتطوير ترسانته العسكرية، بما في ذلك سلاح الجو ومنظومة الصواريخ والدفاع الجوي، ولن نعتمد على الولايات المتحدة فقط بل ستكون من عدة دول"، مؤكدا أنه في حال امتلاك العراق منظومة متطورة ستتوقف التهديدات الصهيونية التي تخرج بين حين وآخر".

وحول ذلك، قال الخبير بالشأن العسكري العراقي وعضو جمعية المحاربين القدامى العميد الركن أحمد حسين الخفاجي لـ"العربي الجديد"، إن القوات الأميركية ومنذ احتلال العراق وإعادة بناء الجيش حرصت على أن يكون جيشاً محدوداً ولم تعط فرصة لتطوير أي صنف فيه غير القوات البرية.

وأضاف الخفاجي "كانت مرحلة القتال مع داعش قد أكسبت الجيش العراقي الجديد خبرة قتال كبيرة، ويمكن القول إنه أكثر الجيوش خبرة بقتال المدن والمناطق المفتوحة أيضا، لكن تبقى مهمة تطوير سلاح الجو والدفاع الجوي، وهما ضرورة لأي دولة تريد أن تكون مهابة من قبل الجيران والآخرين، لذا أرى ان الخطوة مهمة جدا ويمكن تقليص الإنفاق على جوانب عدة بالدولة، لكن لا يمكن تأجيل مثل هذا الملف في ظل الاحتقان الحالي بالمنطقة والسباق المحموم في التسلح من قبل دول الجوار".