بغداد تدرس إشراك "الحشد" بمعارك داخل الموصل

22 ديسمبر 2016
5000 عنصر من "الحشد" قد يشاركون بمعركة الموصل(فرانس برس)
+ الخط -
أعلن مسؤولون في دوائر مقربة من غرفة عمليات "تحرير الموصل" في بغداد، لـ"العربي الجديد"، أن الحكومة العراقية بدأت تدرس بشكل فعلي خيار استدعاء فصائل محددة من مليشيات "الحشد الشعبي" لإشراكها في معركة الموصل بسبب تعثر تقدم القوات العراقية واستنزافها في المحور الشرقي للمدينة.

ومر نحو 70 يوماً على انطلاق معركة استعادة الموصل من تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). وقد تمكنت القوات العراقية في الشهر الأول، من السيطرة على ست بلدات مهمة تحيط بالمدينة، منْ محاورها الجنوبية والشرقية والغربية. لكنها فشلت في استعادة بلدة تلكيف، شمال الموصل، ما دفعها إلى تحقيق خرق في المحور الشرقي للمدينة وتجميد محاولات تحرير هذه البلدة.

ونتج عن ذلك نجاحها في تحرير عدد من الأحياء الشرقية. إلا أنها ومنذ نحو أسبوع، لم تحقق انتصارات جديدة بعد وصولها إلى مشارف الموصل القديمة في الساحل الأيسر، والذي يضم أحياء يصعب دخولها، لا سيما أن شوارعها ضيقة ومكتظة بالسكان.

وقال ضابط رفيع في وزارة الدفاع العراقية، لـ"العربي الجديد"، إن "الحكومة تناقش إدخال نحو 5 آلاف عنصر من مليشيات الحشد الموجودين حالياً قرب تلعفر، غرب الموصل، وزجهم مع قوات الجيش لتحريك المعركة". وبيّن أن "أغلب فصائل مليشيات الحشد موافقة على ذلك، لكن هناك بعض الفصائل رفضت المشاركة بالمعركة بصفة الجيش أو الشرطة، كما حدث في معارك سابقة، إذ تم منحهم ملابس وأزياء الجيش الحكومي وزجهم في معركة الرمادي مطلع العام الجاري". وأضاف الضابط أن عناصر "الحشد" يعتبرون أن مشاركتهم في المعركة بزي الجيش العراقي "تبخس حقهم، لذلك يصرون على دخولهم بصفتهم الحقيقية". وأكد أن "الجيش يعاني من استنزاف شديد والطيران الدولي ينفذ هجمات يومية، لكنه لا يحسم الموقف على الأرض". لذلك "تبقى الحاجة الأهم لقوات برية تعمل بطريقة حرب العصابات"، وفق المصدر نفسه، الذي اعتبر أن "المليشيات أكثر كفاءة من الجيش وباقي القوات النظامية في ذلك"، وفقاً لقوله.


في غضون ذلك، ذكر القيادي في مليشيات "الحشد الشعبي"، رضا علاوي، أن إشراكهم في المعركة "بات وارداً جداً". وقال لـ"العربي الجديد"، إن "المعركة تتطلب تدخل قوات غير نظامية، لأن الجيش يتحرك بثقل واضح داخل الأحياء"، مبيناً أن "تدخل الحشد يجب أن يكون علنياً وعلى الحكومة عدم محاباة واشنطن في ذلك من خلال تكرار لصق صفة الشرطة الاتحادية أو الجيش بأفراد قواتنا"، بحسب تعبيره.

وانتقد القائد العسكري لمليشيات "الحشد الشعبي"، هادي العامري، "المتفائلين بسرعة حسم معركة الموصل". وقال في تصريح له بثته وسائل إعلام محلية "توقعنا منذ الأيام الأولى أن المعركة ستطول، وأن تنظيم داعش سيقاوم بقوة في المدينة". وأضاف أن قطعات الجيش والشرطة الاتحادية ومكافحة الإرهاب يخوضون معارك شرسة لاستعادة مدينة الموصل من "داعش".

ولم تشهد معركة الموصل في الساعات الـ48 الماضية أي تقدم للقوات العراقية. وساد الهدوء أغلب محاور المعركة باستثناء المحور الشرقي والجنوبي الشرقي الذي اندلعت فيه معارك عنيفة عقب هجمات مباغتة لتنظيم "داعش"، استهدفت قوات الجيش وجهاز مكافحة الإرهاب. واستمرت غارات "التحالف الدولي" بقيادة الولايات المتحدة على الموصل بواقع 30 ضربة جوية استهدفت مواقع مختلفة فيها.

المساهمون