ويهدف المؤتمر، بحسب القائمين عليه، إلى التوصل لحلول ناجعة حول محاربة فكر التنظيم ومنع انتشاره بما يؤسس لتنظيمات أخرى جديدة أو عودته مرة أخرى.
ويقام المؤتمر بمجمع المنصور في ساحة الاحتفالات الكبرى ببغداد ويستمر ليومين برعاية الحكومة العراقية، ويشارك فيه سفراء الولايات المتحدة وبريطانيا ودول أوروبية وعربية.
وتتضمن فعاليات المؤتمر عشر جلسات بحثية على مدى يومين، يشترك فيها خبراء ومستشارون وباحثون يتناولون طرق التصدي للتطرف ومنع انتشار أفكار تنظيم "داعش" وباقي التنظيمات المتطرفة الأخرى، ومحاربة الأسباب التي تدفع للتطرف، وفي مقدمتها الفقر والبطالة والانتهاكات والممارسات الخاطئة.
وفي مستهل افتتاح المؤتمر، قال فالح الفياض، مستشار الأمن الوطني العراقي ورئيس هيئة "الحشد الشعبي"، وهي المظلة الحكومية للفصائل والمليشيات العراقية البالغ عددها نحو 70 تشكيلاً مسلحاً معظمها يرتبط بطهران، إن "العراق يرفض أن يكون منطلقاً للاعتداء على أية دولة"، في إشارة إلى إيران وتصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأخيرة حول أن الوجود العسكري الأميركي في العراق هو لمراقبة النظام الإيراني.
وفي ما يخص وجود القوات الأجنبية في العراق، قال إن "البرلمان صاحب الكلمة الفصل بخصوص وجود القوات الأجنبية"، مبيناً أن "لا وجود للقواعد الأميركية في العراق، وكل ما موجود من قوات في العراق جاء بالتنسيق من حكومته"، في تأكيد جديد على أن القوات الأميركية توجد داخل قواعد عسكرية عراقية وليست منفصلة.
وأشار أيضاً إلى أن "معادلة القتال على الأرض العراقية بيد القوات العراقية والعراقيون هم من حققوا النصر على داعش"، متابعاً أن "وجود قوات التحالف تم بطلب من الحكومة، وهي تعمل على التدريب وتوفير المعلومات ومحاربة الإرهاب بالتنسيق معها، مع مراعاة السيادة العراقية".
ولفت إلى أنّ "العراق على استعداد للتعاون مع دول المنطقة في مواجهة فكر داعش، كما أنّه مستعد للتعاون مع دول الجوار والمنطقة في مجال التدريب العسكري".
وخلال المؤتمر، قال القائم بأعمال السفارة الأميركية ببغداد، جوي هود، إن "قوى سياسية عراقية نشرت مزاعم سخيفة بأن التحالف الدولي هو الذي جلب تنظيم داعش"، معتبراً أن "داعش لا يزال يشكل خطراً في العراق، وهناك من يساند داعش في ترويج الأفكار المنحرفة والتضليل الإعلامي".
وأكد أن "القوات العراقية هي التي حررت المدن العراقية من داعش وتواصل العمل مع شركائها في التحالف الدولي في محاربة داعش".
وأضاف: "لا قواعد أميركية في العراق، ونعمل في قواعد عراقية وبالتنسيق مع الحكومة العراقية وبطلب منها".
وفيما نبه القائم بأعمال السفارة الأميركية إلى عدم "مس السيادة العراقية بأي ضرر"، أكد قائلا: "نريد عراقاً قوياً قادراً على الدفاع عن نفسه".
وفي أول إشارة من نوعها، قال هود إن "قوات الحشد الشعبي والبشمركة قدمت تضحيات كبيرة في الحرب على داعش". وهو ما اعتبره مراقبون بمثابة إشادة غير مسبوقة من واشنطن بالفصائل المسلحة المنضوية ضمن "الحشد الشعبي".
وتابع "إننا سوية مع التحالف الدولي قمنا بتجهيز وتدريب أكثر من 190 ألف عنصر من القوات العراقية".
وأشار إلى أنّ "الناس بحاجة إلى فرص عمل، ونحن نشجع على زيادة فرص العمل، وقد قامت السفارة بجلب أكثر من 50 شركة للتعرف على العمل في العراق"، مؤكدا أنّ "وجود عراق آمن مستقر يصب في مصلحة الولايات المتحدة".
ويأتي المؤتمر في وقت يثار فيه جدل في الشارع العراقي بشأن الوجود الأميركي في البلاد، حيث يبحث البرلمان تمرير قانون لإخراج القوات الأميركية من العراق، وسط انقسام بين الكتل السياسية بشأنه، بينما أظهرت بعض الجهات السياسية أخيراً تغيّراً واضحاً بمواقفها، وتحديداً قيادات مليشيات "الحشد الشعبي" التي تحدثت عن إمكانية بقاء القوات الأميركية.
وكانت واشنطن قد أعلنت في وقت سابق، أنّ لديها أكثر من 5000 جندي في العراق، وأنّهم يعملون بالتنسيق والتعاون مع القوات العراقية، وأن وجودهم جاء بطلب من الحكومة العراقية.