بعض من يوميات مخيم البداوي في رمضان

19 يونيو 2017
القطايف من الحلويات المفضلة لدى كثيرين (العربي الجديد)
+ الخط -

استقبل مخيم البداوي للاجئين الفلسطينيين (شمالي لبنان) شهر رمضان المبارك هذا العام بكثير من القلق والحذر بعد الإشكالات الأمنية التي حصلت مؤخراً، وراح ضحيتها شاب من أهالي المخيم منذ ما يقارب الشهرين.

يعيش اليوم في هذا المخيم عدد كبير من سكانه الأصليين الذي نزحوا إليه مع بدايات النكبة الفلسطينية، وبعد نكبة مخيم نهر البارد نزح إليه عدد من أهالي البارد، ومازالوا مقيمين فيه حتى اللحظة بانتظار إتمام بناء منازلهم، كما نزح إليه عدد من السوريين والفلسطينيين السوريين بعد اندلاع الحرب في سورية.

يقول مسؤول إعلام الجبهة الشعبية في منطقة الشمال فتحي أبوعلي إن "أكثر ما يؤثر على الوضع والحياة المعيشية في المخيم هو نسبة البطالة المرتفعة التي تنتشر بين أبنائه، فهناك العديد من الشبان الخريجين وغير الخريجين عاطلون من العمل، وهذا يؤثر بشكل سلبي على حركة الاقتصاد في المخيم". ويشرح أن هؤلاء الشبان جميعهم صاروا من رواد المقاهي، وإن حدث ووجد أحدهم عملاً فيكون ذلك لفترة مؤقتة، كما أن نسبة النازحين في المخيم كبيرة جداً.

والمخيم، كما يقول أبو علي، فيه جمعيات ومؤسسات خدماتية تؤمن بعض الاحتياجات للنازحين ولبعض أهالي المخيم، فهناك مؤسسات نسوية تقدم معونات تموينية وطعاماً للنازحين في شهر رمضان، كما أن الصليب الأحمر يساهم في تقديم 150 حصة موزعة على عدد من العائلات وذلك بالتعاون مع المؤسسات الموجودة في المخيم.

يشير بلال جبر، وهو أحد سكان المخيم، إلى إن أجواء شهر رمضان هذا العام عادية تقريباً، والشارع يعج بالناس بعد فترة العصر تحديداً، حيث يخرج الجميع من بيوتهم لشراء العصير والحلويات، أما الفترة التي تلي أذان المغرب فهي الفترة التي ينتظرها الأولاد. وتكثر العزائم المتبادلة بين الأهالي في المخيم خلال شهر رمضان.




من جهته، يقول بائع الخضر أبو حسان إن "الأوضاع سيئة جداً في الأيام العادية لكن الوضع مستقر حالياً في شهر رمضان"، لافتاً إلى أن نسبة البيع فيه أفضل بكثير من الأيام العادية، إذ يهتم الناس بشراء الخضروات وغيرها من اللوازم من أجل تحضير لوازم الإفطار". يؤكد أبو حسان أن "الأسعار مقبولة تقريباً من الجميع". أما عن جو رمضان فيقول: "خلال فترة النهار لا نرى في السوق إلاّ من يود أن يتبضّع، أما في فترة المساء فيبدأ الناس بالنزول إلى السوق، وبخاصة الأولاد.

يقول إبراهيم، النازح من حمص وهو أحد باعة الكعكة الشامية في مخيم البداوي، إنه في الأسبوعين الأولين من شهر رمضان ارتفعت مبيعاته من الكعكة الشامية. يتحدث أكثر عن الكعكة "التي نعجنها من عدّة مكونات من بينها جوزة الطيب واليانسون والسمن والسكر والطحين، وتؤكل مع كوب من الشاي". أما خلال النصف الثاني من رمضان، يتابع حديثه، فيقل الإقبال عليها "إذ إن الناس تميل إلى شراء البيتي فور والكعك بالتمر، خصوصاً أننا نكون قد اقتربنا من العيد، فنتوقف عن عجنها ونبدأ بالتالي بالتجهيز للكعك.

نزح السوري أبو خالد منذ بدايات الأزمة السورية إلى مخيم البداوي، وافتتح محلاً لبيع الحلويات. يهتم ابو خالد خلال شهر رمضان ببيع عجينة القطايف "كونها من الحلويات المفضلة لدى كثيرين وكذلك لتدني سعرها". يشرح أبو خالد: "في شهر رمضان تتضاعف نسبة المبيعات تقريباً. ننتظر هذا الشهر من عام إلى آخر، لأن فيه تتحسن مبيعاتنا". يهتم أبو خالد إلى جانب صناعة القطايف، بالبرازق. فهذه الحلوى أيضاً مطلوبة، بحسب ما يقول. أما عن عادات رمضان في سورية فيقول إن "العادات في رمضان بسورية شبيهة بعادات لبنان، لكن في سورية هناك لحمة أكثر بين الأهل والأقارب، كوننا نعيش جميعاً في مكان واحد". يتمنى أبو خالد أن يأتي رمضان العام القادم وقد عمّ الأمن والاستقرار في سورية كي يعود إلى بلده.