بعد 3 أشهر من الحصار: قطر تواصل دعمها للفلسطينيين

08 سبتمبر 2017
من مشاريع قطر لإعمار غزة (عبدالحكيم أبو رياش)
+ الخط -
حين تعرضت قطر للحصار من قبل السعودية والإمارات والبحرين ومصر في الخامس من يونيو/ حزيران الماضي، انهالت عليها الاتهامات، لكن من بين أكثر الاتهامات استغراباً وإدانة، كانت تلك المتعلقة بالقضية الفلسطينية ودعم الدوحة لقطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة "حماس". عقب اتهام محور الحصار قطر بدعم "الإرهاب" و"حماس"، أطلق وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أول تصريح سعودي رسمي ضد الحركة التي كانت إلى وقت قريب جداً مرحّب بها في المملكة، لكنّ زج باسمها وسط الأزمة مع قطر.

ولم تنجح الضغوط على قطر في وقف دعم غزة والقضية الفلسطينية، وهو ما يتأكد من خلال الاتصال الثنائي الذي جرى بين وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، ورئيس المكتب السياسي لـ"حماس" إسماعيل هنية، مساء الأربعاء. وبحث آل ثاني وهنية، وفق بيان لـ"حماس"، دعم الدوحة للقضية الفلسطينية وقطاع غزة، وسبل تحقيق المصالحة ومواصلة تقديمها الدعم للقطاع.

وفي الاتصال الهاتفي ثمّن هنية الجهود القطرية لدعم الفلسطينيين في قطاع غزة، وعبّر عن "عظيم الشكر والتقدير لمواقف قطر الأصيلة إلى جانب شعبنا الفلسطيني وقضيته العادلة وجهودها المتواصلة في دعم أهلنا في قطاع غزة". وجدد هنية التأكيد على "أسمى معاني الوفاء لدولة قطر أميراً وحكومة وشعباً، والتي وقفت مع غزة وأهلها في أحلك الظروف"، مرحّباً بجهود قطر لتحقيق المصالحة الوطنية، وكل الجهود التي تصب في استعادة وحدة الشعب الفلسطيني.

أما وزير الخارجية القطري، فأكد "موقف قطر الثابت تجاه القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني"، مشدداً على "استمرار دعم قطر لقطاع غزة وأهله". وأشار إلى مواصلة الدوحة جهودها من أجل تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية، بحسب ما ورد في بيان "حماس".


وتُنفّذ اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة عشرات المشاريع الحيوية والمهمة في القطاع، ضمن منحة الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لإعادة إعمار غزة، والبالغة قيمتها 407 ملايين دولار، إضافة إلى المنحة التي تبرعت بها خلال مؤتمر القاهرة لإعمار غزة في أكتوبر/ تشرين الأول 2014 والبالغة قيمتها مليار دولار.
وعلى الرغم من حصار قطر، حضر إلى غزة مرتين السفير محمد العمادي، رئيس اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة، وافتتح مزيداً من المشاريع، وتعهد بأخرى في وقت قريب، في تأكيد مباشر على أنّ الحصار لن يغيّر من سياسات الدوحة تجاه القضية الفلسطينية، ولن يوقف الدعم المادي والسياسي القطري للفلسطينيين.

ولقطر تاريخ طويل في دعم الفلسطينيين، ولها السبق في دعم البنية التحتية المهترئة في قطاع غزة الذي تحاصره إسرائيل منذ أحد عشر عاماً، إذ أعادت بناء الشوارع الرئيسية ودعمت بمئات ملايين الدولارات السكان المدنيين وأقامت مدينة الشيخ حمد في جنوب القطاع للسكان الفقراء، إضافة إلى مستشفى للأطراف الصناعية ومشاريع أخرى.
وقبل الدعم المادي، كانت قطر السبّاقة في ملف المصالحة الوطنية، إذ زار رئيس وزرائها ووزير خارجيتها السابق حمد بن جاسم القطاع حين بدأ الاقتتال الداخلي بين "حماس" و"فتح" وعمل على تهدئة الأوضاع والتوتر، لكن الإقليم وجيران غزة من العرب، لم يكونوا راضين عن هذه الوساطة وعطّلوها.

وفي القدس المحتلة، سبقت يد قطر من لحقوها بالدعم، حتى أنّ الإسرائيليين اشتكوا أكثر من مرة من الدعم القطري للمرابطين في المسجد الأقصى، وموائد الإفطار والسحور في المسجد الذي يتهدده التهويد وخطر الهدم نتيجة المخططات الإسرائيلية.
دبلوماسياً، كانت قطر إلى جانب القيادة الفلسطينية في خطواتها الأخيرة تجاه الحصول على اعتراف بدور مراقب في الأمم المتحدة، ولا يخلو خطاب لمسؤول قطري من الدعوة لحل القضية الفلسطينية وإنهاء المعاناة المترتبة على الاحتلال الإسرائيلي. ولا تخلو أيضاً، خطابات أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، من التذكير بفلسطين وقضيتها العادلة وما يتعرض له الفلسطينيون من قتل على يد الإسرائيليين، وحتى في خطاب توليه الحكم خلفاً لوالده، أكد أمير قطر استمرار الدعم لفلسطين وشعبها.