كشف ضابط من داخل صفوف تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، اليوم الخميس، لـ"العربي الجديد"، عن "وصول مجموعة مقاتلة جديدة تابعة للتنظيم فجر أمس الأربعاء، إلى أسوار مطار دير الزور العسكري، إضافة إلى إمدادات من الذخيرة الخفيفة والثقيلة، استكمالاً للحصار المفروض على المطار من قبل التنظيم، والرد على التقدم الأخير الذي أحرزه النظام على أسوار المطار خلال الأيام الماضية".
وأكد الضابط المنشق عن النظام السوري ويقاتل في صفوف التنظيم على مطار دير الزور العسكري، أن "التنظيم استطاع مساء أمس الأربعاء، استرجاع بعض النقاط التي تقدم بها النظام وما يدعى جيش العشائر المناصر له، كما قام بنصب كمين لقوات النظام وجيش العشائر على الطريق الدولي من جهة المطار، ما أدى إلى مقتل 17 عنصرا وجرح العشرات، تزامن ذلك مع نصب كمين آخر في حويجة صقر أودى بحياة 9 من عناصر النظام".
وأضاف المصدر نفسه، أن "التنظيم صعّد في اليومين الماضيين من هجماته على أسوار المطار، حيث قام بتشغيل الآليات الثقيلة وقصف نقاط معينة في المطار، إضافة إلى قصف قطاعات تابعة للنظام في منطقة الجبل، وفتح جبهات في المدينة". لافتاً إلى أن الأيام المقبلة ستشهد تصعيداً أكبر من قبل التنظيم.
يأتي هذا التصعيد العسكري لـ"داعش"، رداً على محاولات قوات النظام، خلال الأيام الماضية، التقدّم باتجاه قرية الجفرة المحاذية لمطار دير الزور العسكري من الجهة الشمالية الشرقية. وتزامن مع قصف مدفعي وغطاء جوي كثيف، إذ بلغ عدد الغارات، في الأيام الماضية، أكثر من 40 غارة، نجحت قوات النظام بعدها في التقدّم والسيطرة على نقطة وحيدة، وهي قطاع (الطريق الدولي) شرق المطار، بعد اشتباكات عنيفة مع مقاتلي "داعش".
كما استطاع النظام إحداث اختراق في صفوف التنظيم، أدى إلى مقتل مجموعة كاملة من عناصر التنظيم والمبايعين له من أبناء المنطقة، بعد قيام مجموعة من جيش العشائر والجيش الوطني، وهي مليشيات تابعة للنظام السوري، بالتسلل من خلف عناصر التنظيم في نقطة قطاع المزارع شمال شرق المطار، ونصبت كميناً في حقل النخيل أو ما يعرف بقطاع أبو برزان، لتستهدف بقذيفة "آر بي جي" سيارة لعناصر التنظيم، كانت متوجهة لتبديل نوبة حراسة على تلك النقطة، ما أدى إلى مصرع كامل المجموعة، لتقوم قوات النظام، في اليوم التالي تحت غطاء جوي وقصف مكثف، بمحاولة التقدم باتجاه قرية الجفرة.
ومطار دير الزور العسكري محاصر منذ أكثر من عامين، بداية على يد الجيش الحر، ومن ثم على يد "داعش"، بعد إخضاعه ريف دير الزور، ويحتوي على ألفي عنصر من قوات النظام ومليشيات الدفاع الوطني، موزعين داخل المطار وفي قطاعات محيطة به، بحسب تقديرات "داعش"، وعلى سرب طائرات "ميغ 21"، و"ميغ 23"، ومدرجين بطول 3.1 كيلومترات، وأكثر من ست مروحيات، يؤكد مقاتلون مرابطون حول المطار أنّ نصفها جرى إعطابه في مرابضها.
ويُعتبر مطار دير الزور العسكري، الواقع جنوب شرق مدينة دير الزور، صمّام أمان للنظام في المحافظة، ويهدّد فقدان السيطرة عليه، بخسارة المحافظة بأكملها. في المقابل، يختلف المطار جغرافيّاً عن مطار الطبقة العسكري، إذ يعتبر أكثر تعقيداً، لتداخله مع مجموعة من الألوية والقطع العسكريّة التابعة للنظام، والممتدة مع المطار في اتجاه الغرب، وهي "لواء التأمين" للجاهزيّة والإمداد، و"الفوج 119" دفاع جوي، إضافة إلى "اللواء 137 مشاة".
وتتمركز داخل المطار كتيبة للمدفعية الثقيلة وسرية للهاون وكتيبة للصواريخ، بالإضافة إلى العديد من الدبّابات والعربات المجنزرة و"الشيلكا" و"مدافع 23" وأسلحة خفيفة أخرى، ويُعد العميد، بسام حيدر، المسؤول الأول وقائد العمليات داخل المطار.