بعد عقدين على فضيحة كلينتون: ماذا تقول مونيكا لوينسكي اليوم؟

27 فبراير 2018
(أدريان سانشيز-غونزاليز/فرانس برس)
+ الخط -
 

كتبت مونيكا لوينسكي التي اشتهرت بعلاقتها الغرامية مع الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون، في منتصف التسعينيات، مقالاً جديداً نُشر في مجلة "فانتي فير" الأميركية يوم الأحد، أعلنت فيه أن حملة "وأنا أيضاً"، الداعية إلى فضح المتحرشين على وسائل التواصل الاجتماعي، ساعدتها على تغيير وجهة نظرها، بعد عقدين من الفضيحة التي طاولتها، وإلقاء اللوم على كلينتون.

وقالت لوينسكي التي تبلغ اليوم 44 عاماً من عمرها: "شعرت بالرهبة حيال موقف كل أولئك النسوة اللواتي كسرن قوالب المعتقدات النمطية، وجعلنني أُعيد التفكير في كل ما مررت به قبل التحقيق معي عام 1998"، وأضافت أنها لم تعد تعتبر علاقتها مع كلينتون، عندما كانت متدرّبة عشرينية في البيت الأبيض، توافقية تماماً، بعد أن كوّنت تعريفاً مختلفاً لفكرة "إساءة استغلال السلطة"، وفقاً لموقع "سي إن إن".

وسُلّطت الأضواء على فضيحة لوينسكي والرئيس كلينتون بعد تحقيق علني أجراه المحامي المستقل كين ستار عام 1998، وأدّى إلى اتهام كلينتون بالكذب تحت القسم، وكاد أن يسفر عن عزله من فترة رئاسته الثانية، قبل أن ينجح في تبرئة اسمه، في حين بقيت هي مصابة باضطراب ما بعد الصدمة لسنوات، وهذا ما دفعها اليوم للإشارة إلى إشكالية افتراض التوافق في العلاقة، التي كان أحد طرفيها واحداً من أقوى الرجال في العالم، مؤكدة أنه أساء استخدام سلطته ومكانته، للحصول عليها.

وقالت لوينسكي، مشيرة بشكل ضمني إلى أن كلينتون استغلّ منصبه، للتقرب إليها وإرضاء رغباته الجنسية، بشكل يطابق التعريف الحديث للتحرّش الجنسي اليوم: "كان مديري، ويكبرني بنحو 27 عاماً، مع امتلاكه خبرة حياتية كبيرة تساعده على تمييز الصواب، لكونه في ذروة حياته المهنية، في حين كنت قد حصلت للتوّ على أول وظيفة لي بعد تخرجي من الجامعة".


ووصفت ستار بالرجل الذي حوّل حياتها إلى جحيم، وكشفت أنها التقت به للمرة الأولى في نيويورك خلال الشتاء الماضي، وأنها ظنّته يحاول الاعتذار عما سبّبه لها من معاناة طيلة كل تلك السنوات، عندما سألها عن أحوالها، وقالت: "لامس ذراعي مرات عدة، وهذا جعلني غير مرتاحة" وأضافت: "أدركت في وقت لاحق أنني أنا من كنت أمهد له ليعتذر، إلا أنه لم يفعل، وحافظ على ابتسامته الغريبة المبهمة".

وأكدت أنها تلقّت الدعم مؤخراً من الحركات النسائية، في ظل انتفاضة النساء ضد التحرش بهن العام الماضي، وأن مديرة حملة "وأنا أيضاً" عبّرت لها عن أسفها لأنها اضطرت لتجاوز الفضيحة في التسعينيات وحدها، وقالت: "أنا مدينة للنساء اللواتي كسرن حاجز الصمت الذي كان يحمي أصحاب السلطة لوقت طويل"، وأضافت: "كنت وحيدة بشدة، وهجرني الطرف الرئيسي في الفضيحة، مع أنه يعرفني جيداً، أعترف أنني أخطأت، إلا أن السباحة في بحر الوحدة مرعبة جداً".

كذلك أشارت إلى دور الحركات النسائية اليوم في تغيير نظرة ضحايا التحرش إلى ذواتهن، والتوقف عن جلدها، عن طريق تحطيم المعايير الاجتماعية الراسخة، وقالت: "عشت لفترة طويلة محاصرة بالادعاءات الكاذبة التي وصفتني بالشخصية المضطربة، في حين كان عليّ أن أواجه تصوراتي وأتحداها، وأسمح للحقيقة المختبئة تحت السطح بأن تطفو، لأستطيع استقبال إشراقة يوم جديد".

(العربي الجديد)

المساهمون