جدّدت فرنسا، الإثنين، تحفّظاتها على خط أنابيب "نورد ستريم 2" لنقل الغاز الروسي إلى ألمانيا، بعدما تزايدت في برلين علامات الاستفهام بشأن مصير هذا المشروع في أعقاب تسميم زعيم المعارضة الروسية أليكسي نافالني.
ومشروع "نورد ستريم 2" هو خط أنابيب غاز يمتد تحت بحر البلطيق وتبلغ قيمة بنائه 10 مليارات يورو، وقد شارف بناؤه على الانتهاء، ويفترض أن يضاعف شحنات الغاز الطبيعي الروسي إلى ألمانيا؛ أكبر اقتصاد في أوروبا.
وقال وزير الدولة الفرنسية للشؤون الأوروبية كليمان بونو، في مقابلة أجرتها معه وكالة "فرانس برس" في برلين: "لقد أجرينا مناقشات على الصعيد الأوروبي، ومناقشات فرنسية-ألمانية حول مشروع نورد ستريم، وأبدينا تحفّظاتنا مرّات عدّة بغضّ النظر عن قضية نافالني التي لم تكن قد طُرحت آنذاك".
وأضاف: "لا أريد الانغماس في النقاش الدائر في ألمانيا حول نورد ستريم 2، لكنّ تحفّظاتنا على الاعتماد على روسيا في مجال الطاقة موجودة ومعروفة".
وكان الناطق باسم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أعلن، صباح الإثنين، أنّ برلين لا تستبعد أن تكون هناك تداعيات على مشروع "نورد ستريم 2" إذا فشلت روسيا في إجراء تحقيق شامل بشأن تسميم نافالني.
ولدى سؤاله عمّا إذا كانت ميركل ستسعى لحماية هذا المشروع في حال قرّرت برلين فرض عقوبات على موسكو بسبب قضية نافالني، قال الناطق شتيفن سيبرت إنّ "المستشارة تعتقد أن من الخطأ استبعاد أي أمر منذ البداية".
ويواجه مشروع أنابيب الغاز هذا معارضة أميركية شرسة، كونه يزيد من اعتماد القارة العجوز على روسيا في التزوّد بمصادر الطاقة، وقد بلغ الأمر بواشنطن حدّ فرض عقوبات على المقاولين العاملين فيه.
وحتى داخل الاتحاد الأوروبي، هناك أصوات معارضة لهذا المشروع.
لكنّ ألمانيا، رغم خلافاتها السياسية مع روسيا، ترى أنّ "نورد ستريم 2" يؤمن مصدراً للطاقة أكثر استقراراً ونظافة من الفحم الحجري والطاقة النووية.
(فرانس برس)