تواصل القوات العراقية، بعد مرور 72 ساعة على إعلان التحرير الكامل، عمليات تطهير وتمشيط وتتبّع جيوب تنظيم "داعش" الإرهابي، في آخر المناطق المحرّرة، والتي لم يكتمل تطهيرها بعد، بينما تعمل قيادة العمليات على إعداد خطة لتأمين تلك المناطق من أي نشاط قد يظهر مستقبلا للتنظيم.
وقال مصدر أمني لـ"العربي الجديد"، إنّ "القوات العراقية، ومنذ أن تم إعلان التحرير الكامل لجميع الأراضي، لم تتوقف عن عمليات التطهير التي تنفذها"، مبينًا أنّ "الخطة الموضوعة حاليًا تتضمن إنهاء أي وجود لداعش، والقضاء الكامل على جيوبه وأنفاقه وتحركاته وكل عناصره".
وأوضح أنّ "القوات الأمنية تعمل حاليًا على تمشيط وتطهير بقايا جيوب داعش في صحراء الأنبار، الممتدة حتى محافظتي صلاح الدين والموصل، إلى الحدود السورية"، مبينًا أنّ "الطيران العراقي يتابع عمليات التطهير مع القوات العراقية أولًا بأول، وقد أسفرت تلك العمليات حتى الآن عن قتل عدد من عناصر التنظيم، عثر عليهم داخل أنفاق في صحراء الأنبار".
وأضاف أنّ "القوات تعمل أيضًا، برفقة الحشد الشعبي، على جمع مخلفات داعش في جيوبه التي تركها والأسلحة والعتاد، والسيطرة عليها"، مبينًا أنّ "العمليات مستمرة حتى يتم التطهير الكامل للأراضي".
وأشار إلى أنّ "تلك العمليات ليست محصورة في محافظة الأنبار، بل القوات العراقية مستمرة في عمليات التطهير في محافظة صلاح الدين وكركوك وديالى أيضًا"، مبينًا أنّ "مناطق في تلك المحافظات ما زالت تشهد تحركات لداعش وجيوبًا له، والقوات العراقية تعمل وفق خطة موضوعة للسيطرة الكاملة على أي تحرّك في تلك المناطق".
وبموازاة ذلك، تعمل القوات على تفعيل شبكات استخبارية لمتابعة أي تحرك مشبوه في المستقبل في المناطق المحررة.
في غضون ذلك، تعمل قيادة العمليات المشتركة على وضع خطط أمنية متكاملة للسيطرة على الأرض في المناطق المحررة. وقال القيادي في عشائر الأنبار، هاشم الجغيفي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "قيادة العمليات عقدت اجتماعات مع القيادات الأمنية في المحافظة وقوات العشائر، وبحثت موضوع مسك الأرض وفرض السيطرة الكاملة عليها".
وأشار إلى أنّ "القيادة ستنتهي قريبًا من وضع خطة متكاملة للسيطرة على تلك المناطق، وستولي مهام حمايتها للشرطة المحلية والقوات العشائرية، والتي سيتم تجهيزها وإعدادها لهذه المهمة".
وأكد أنّ "القيادة وعدت بزيادة أعداد الشرطة في المحافظة، وأن يكون مع القوات العشائرية عدد كاف للسيطرة على المناطق"، مشيرًا إلى أنّ "تسليم الملف لن يتم إلّا بعد الانتهاء الكامل من عمليات التطهير".
وكانت الحكومة العراقية قد أعلنت، التاسع من الشهر الجاري، الانتهاء من عمليات تحرير الأراضي العراقية بشكل كامل من سيطرة "داعش" الإرهابي.