بطولة الأندية العربية..فشل في تحقيق"ريمونتادا" تعيد الهيبة للعرب!

24 سبتمبر 2019
أخطاء آل الشيخ وأزماته ساهمت في ابتعاد الأندية(ريان بيرس/Getty)
+ الخط -
يوما بعد يوم، تزداد البطولة العربية للأندية لكرة القدم، في نسختها الثانية ابتعادا عن دائرة الأضواء وتفشل في تقديم "ريمونتادا" حقيقية، تعيد الهيبة للكرة العربية ومنافساتها الإقليمية، وتفشل معها التجربة الجديدة التي خرجت من السعودية.

ورغم انطلاق النسخة الثانية للبطولة العربية، إلا أنها كتبت شهادة وفاتها مبكرا وقبل أن تنطلق، وبات توقفها مستقبلا يطرح نفسه لعدم تحقيقها الأهداف المرجوة وعلى رأسها الجذب الجماهيري وكذلك ضعف المنافسات داخل الملعب، رغم الدفع بالعديد من الفرق العربية.

ومن يتابع البطولة العربية، يجد أن فشلها الذريع خلال النسخة الحالية يرجع إلى عدة أسباب، منها الفني وأيضا الجماهيري في ظل إقحام تركي آل الشيخ رئيس الهيئة العامة للترفيه السعودية والرئيس السابق للاتحاد العربي، الذي تولى مهمة إعادة البطولة إلى الحياة السياسة، وكذلك إخفاقه في الحصول على تصنيفها بطولة دولية معتمدة من جانب الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا".

وبشكل عام كتبت البطولة العربية في نسختها الماضية ونسختها الجارية حاليا فشلا ذريعا في صناعة الجماهيرية لها، وهو ما يرجع لعدة أسباب أبرزها على الإطلاق، تراجع الأندية المصرية الكبرى وفي مقدمتها الأهلي والزمالك والمصري البورسعيدي، خاصة أن الأهلي والزمالك عانيا في النسخة الأولى من ضغط المباريات الكبير وقررا اختيار المشاركة في دوري أبطال أفريقيا على حساب البطولة العربية رغم أن الأولى جوائزها المالية لا تزيد عن مليوني و500 ألف دولار مقابل 7 ملايين دولار، يحصل عليها الفائز في البطولة العربية.

ومن الأسباب التي ساهمت في تراجع نجومية البطولة العربية في الفترة الأخيرة وفشل تجربة إعادتها إلى الحياة، كثرة المشاركات في البطولات القارية، سواء في دوري أبطال أفريقيا أو دوري أبطال آسيا التي تمنحها الأندية المشاركة عربيا الأولوية على حساب البطولة العربية.

ففي العام الماضي منحت فرق عديدة البطولات القارية الأولوية، وشاهد الجميع الترجي التونسي يتوج بطلا لدوري أبطال أفريقيا مرتين في أقل من 7 أشهر فيما ودع منافسات البطولة العربية من الدور الأول أمام الاتحاد السكندري، الأمر نفسه بالنسبة للأهلي المصري وكذلك الإسماعيلي المصري اللذين منحا الأولوية الموسم الماضي إلى دوري أبطال أفريقيا.

ويتحمل تركي آل الشيخ نصيبا كبيرا من إخفاق عودة الحياة إلى البطولة العربية ولجوئه فقط إلى استخدام سلاح المال في محاولة إنعاشها، عبر رصد ميزانية مالية ضخمة تفوق الـ 30 مليون دولار سنويا، تدفعها المملكة من أجل تنظيم البطولة وتمويل مبارياتها وجوائزها المالية.



ولعبت خلافات آل الشيخ مع النادي الأهلي المصري دورا كبيرا في ابتعاد الأخير عن النسخة الحالية، وكذلك خلافات تركي مع أندية عربية أخرى مثل الوداد المغربي الذي انتقدت جماهيره تمويل رئيس الترفية السعودي لصفقة رحيل نجمه الكبير أشرف بن شرقي إلى الهلال السعودي قبل نحو عامين، الأمر تكرر مع ناد عربي آخر هو النجم الساحلي بطل النسخة الأخيرة الذي ترفض جماهيره آل الشيخ.

ولا ننسى تمويله صفقة رحيل حمدي النقاز ظهير أيمن الفريق إلى الزمالك المصري قبل قرابة عامين، وهو ما تكرر مؤخرا بتمويله صفقة انتقال يوسف بلايلي نجم الترجي التونسي والمنتخب الجزائري إلى الأهلي السعودي في صفقة أثارت جماهير الترجي ضد آل الشيخ رغم محاولات الأخير نفي أن يكون له دور فيها. 

وشهدت كواليس ما قبل بدء النسخة الثانية، توجه اتحادات أهلية في الوطن العربي لتحجيم المشاركة في البطولة لديها، ومنحت الأولوية لاختيار فرق من خارج المشاركين في البطولات القارية، وشاهدنا الاتحاد الجزائري يرفض مشاركة شبيبة القبائل واتحاد العاصمة في البطولة، وكلاهما يشارك الآن في دوري أبطال أفريقيا.

وكذلك رفض مشاركة شباب بلوزداد وشباب باردو في البطولة العربية لمشاركتهما في كأس الكونفيدرالية الأفريقية أي غياب أقوى 4 فرق حاليا في الكرة الجزائرية الفائزة عبر منتخبها الوطني الأول ببطولة كأس الأمم الأفريقية الماضية في القاهرة.

ويضاف إلى ذلك فوضى اللائحة التي تدار بها البطولة خاصة وأنها ودية، حيث يتم فتح باب القيد فيها أكثر من مرة ومع كل دور بشكل ينعدم معه التكافؤ، وتحدث فوضى تعاقدية قد تصل لأن تتعاقد أندية مع لاعبين فقط ليشاركوا في مباريات البطولة العربية.

ومن الأدوات الكاشفة لفشل البطولة العربية في نسختها الجديدة استكمالا للانهيار الذي عانت منه في النسخة الماضية التي شهدت خروج مبكر لكل الفرق الكبيرة التي لم تمنحها الاهتمام مثل الأهلي والزمالك والترجي والهلال التي منحت الأولوية لبطولاتها القارية، غياب الاهتمام الجماهيري والإعلامي.

البطولة لم يجر مثلا تسويقها فضائيا وتم الاتفاق بشكل ودي بين الاتحاد العربي وقت تولي آل الشيخ المسؤولية وشبكة قنوات أبوظبي الإماراتية الرياضية على بث الأخيرة للمباريات، بصورة شبه مجانية في محاولة لإكسابها الزخم، أملا في جذب المشاهد العربي لها، وهو ما فشلت خلاله أبوظبي الرياضية وظهر جليا في النسخة الماضية وتكرر في النسخة الحالية، حيث لم تحصل على العائد المالي الكبير من وراء الإعلانات لغياب الاهتمام الجماهيري بها.

ويمكن القول إن البطولة العربية رغم جوائزها المالية الضخمة فشلت في إعادة أقطاب الكرة من المحيط إلى الخليج للمنافسة بشرف في المستطيل الأخضر على لقب إقليمي كبير يفتقد لكل مقومات البطولة الحقيقية.

المساهمون