أصابني بطءٌ مفاجئ،
مثلما يشق برقٌ شجرة وحيدة.
أصابني بطءٌ غريبٌ،
تفاقم بهدوء،
ومدّ مياهه البيضاء إلى قلبي وعيني.
لم يكن مرضاً، ولا كان ردة فعلٍ،
قدر ما كان مسّاً، هديةً عجيبة
أو ربما نصيحة حكيمة قديمة قدم الموت.
لم يفاجئني، إذ بدا كأنه رافقني مدة طويلة
قادماً من أعالٍ سحيقة كالنور؛
ومثل صديق صامت يخفي مودة كبيرة،
حلّ شيئاً فشيئاً
مثلما يمضي النهار عادةً
من دون أن نرى زرقة عينه اللولبية الغائرة.
لكنه أخذ يتحوّل إلى صمتٍ مضنٍ،
أقرب إلى عناء ثمرةٍ عاجزةٍ عن النضج،
عاجزة عن الموت والسقوط.
* شاعر سوري