أفادت مصادر مطلعة، لـ"العربي الجديد"، بأنّ اتفاقاً في مراحله النهائية، سيُعلن في وقت قريب، بين "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) والنظام، برعاية روسيا، يقضي بخروج المليشيات الكردية من أحياء حلب الشرقية.
ويقضي الاتفاق بأنّ قوات "قسد"، والتي تعتبر "وحدات حماية الشعب"، و"وحدات حماية المرأة" الكردية عامودها الفقري، ستسحب تواجدها العسكري من حي الشيخ مقصود، والأحياء التي سيطرت عليها في حلب الشرقية، على أن يتم إبقاء مجموعة تقوم بدور الشرطة لحفظ الأمن الداخلي، ودخول المؤسسات الخدمية إلى المنطقة".
وقالت المصادر إنّ "القوات الكردية المنسحبة ستتوجّه إلى منطقة عفرين بريف حلب، والخاضعة لسيطرة قسد أيضاً"، موضحة أنّ "الضامن للاتفاق هم الروس الذين يدفعون إلى إنجازه في أقرب وقت ممكن".
وبيّنت المصادر أنّ "الروس يملكون قوات على الأرض في حلب اليوم، وقد عملوا، خلال الفترة الماضية، على خروج مختلف المليشيات الإيرانية والعراقية واللبنانية والسورية، إضافة إلى القوات النظامية من حلب الشرقية".
وتتواجد قوات النظام السوري "بشكل رمزي" في مدينة حلب، والتي يبدو أنّها ستبقى من دون تواجد عسكري، بحسب الاتفاق الروسي التركي، وفقاً للمصادر.
ونفت المصادر أن "تكون قسد قد انسحبت من المناطق التي سيطرت عليها في حلب الشرقية، بل انسحبت من بعض النقاط التي تحتاج إلى إصلاح وتأهيل لإعادة الحياة إلى حلب".
ورأت المصادر أنّ "مستقبل حي الشيخ مقصود والمناطق التي تسيطر عليها قسد في حلب والمنطقة الشرقية، مرتبط بالحل السياسي في سورية".
في سياق آخر، تشهد مدينة الحسكة شمالي سورية، توتراً بين قوات "قسد"، وما تبقى من القوات التابعة للنظام، قد يصل إلى تجدّد الاشتباكات بين الطرفين، بعد رفع قوات النظام وتيرة صدامها مع قوات الأمن الكردية "أسايش" و"قسد"، في الحسكة بعد حلب، بحسب ناشطين.
كما كثّفت قوات النظام مساعيها لتشكيل مليشيات موالية لها، بينما شهد، أمس الاثنين، مقتل قيادي من قوات "أسايش" بدوار سبع بحرات الخاضع لسيطرة النظام، من جراء انفجار عبوة ناسفة.
يشار إلى أنّ "قسد" تسيطر على مساحات واسعة من محافظة الحسكة، وهي تتمدّد باتجاه الرقة حيث تخوض معارك ضد "داعش" بدعم من التحالف الدولي، فضلاً عن تواجدها في عفرين بريف حلب، في وقت توجّه لها اتهامات بارتكاب انتهاكات ضد العرب في المناطق التي تسيطر عليها.
وتتبنّى "قسد" رؤية لمستقبل الحكم في سورية، على شكل "جمهورية اتحادية"، يرى البعض أنّها مقدّمة لتنفيذ التوجّهات الانفصالية.