بضائع الصين تبتلع السوق العراقي

19 أكتوبر 2015
البضائع الصينية تغزو الأسواق (أرشيف/Getty)
+ الخط -


استحوذت البضائع الصينية على أكثر من 80% من السوق العراقي، لرخص ثمنها وقدرتها على تعويض نقص السلع الأساسية للمواطنين، حسب خبراء لـ"العربي الجديد"، الذين أكدوا أن البضائع الصينية هيمنت على مختلف المجالات خلال الأعوام الأخيرة.

وكان وزير الخارجية السابق، هوشيار زيباري، أعلن خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الصيني مطلع 2014 أنَّ التبادل التجاري بين البلدين ارتفع 20 ضعفاً، بقيمة 24 مليار دولار، وأنَّ أكثر من 25 شركة صينية أصبحت تعمل في العراق بمختلف مجالات الحياة".

واستمرت التجارة بين البلدين في النمو المطرد، ليعلن وزير الخارجية الحالي إبراهيم الجعفري، في يونيو/حزيران الماضي، أنَّ حجم التبادل التجاري بين العراق والصين ارتفع إلى 30 ضعفاً، ووصل قيمة التبادل بينهما إلى 30 مليار دولار.

واعتبر خبراء أنَّ زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين بشكل كبير، رغم التدهور الأمني الذي عصف بالبلاد مطلع عام 2014، يدل على مدى حاجة العراقيين الذين تدهورت أوضاعهم المعيشية للبضائع الصينية رخيصة الثمن.

وقال الخبير الاقتصادي مصطفى القادري، لـ"العربي الجديد"، إنه "بعد 2003 برزت حاجة العراق إلى الانفتاح على سوق يتميز بأمرين أساسيين هما رخص الثمن والجودة النسبية، مقارنة بالبضائع غالية الثمن وصعبة الحصول على قطع الغيار، فبدأت البلاد بالانفتاح على السوق الصينية بشكل غير مسبوق من قبل".

ويضيف القادري لـ"العربي الجديد": "من 2003 إلى 2015 تضاعف التبادل التجاري مع الصين 30 مرة، وأصبحت البضائع الصينية المحرك الرئيسي للسوق العراقية، وإن كانت بعض تلك البضائع ذات جودة رديئة بسبب ضعف الرقابة".

ويقول تجار إنَّ الصين تعطي تسهيلات كبيرة لهم وتوفر خيارات متعددة لمختلف البضائع. وأوضح تاجر حاسبات آلية، رحيم مصلح، لـ"العربي الجديد"، أن "البضائع الصينية تدخل في كل مفاصل حياة العراقيين، بدءاً من قلم الرصاص إلى الأجهزة الكهربائية والإلكترونية والأثاث المنزلي والملابس والسيارات والدراجات الهوائية والنارية".

ويتابع مصلح "إن ما يجعل المواطن العراقي يقبل على البضاعة الصينية أنها رخيصة الثمن، وتصليحها سهل، وأدواتها الاحتياطية متوفرة بكثرة في الأسواق، بخلاف بضائع ومنتجات الدول الأخرى التي تتميز بغلائها وقلة موادها الاحتياطية".

واعتبر مواطنون أنَّ البضائع الصينية أصبح لا غنى عنها، فهي رخيصة الثمن ومتوفرة، لكنها غالباً سريعة الاستهلاك وكثيرة الأعطال بالنسبة للأجهزة الكهربائية والإلكترونية، ولكن تصليحها سهل، وموادها الاحتياطية متوفرة، بحسبهم.

وقال المواطن مازن علي (39 عاماً) إن "كل عراقي يمشي في الشارع تقريباً مغطى بالبضاعة الصينية من ساعة اليد إلى البنطلون والحذاء وحتى الجوارب والقمصان والأحزمة الجلدية والهاتف المحمول، وعرفنا أهمية البضائع الصينية بشكل لافت عبر مولدات الكهرباء المنزلية التي كانت خير عون لنا منذ سنوات بسبب النقص الحاد في الطاقة الكهربائية".

 

اقرأ أيضاً: ابتزاز السياسيين للتجّار يهدّد أسواق العراق

دلالات
المساهمون