على رغم أنها أميركية، فقد أصرت النجمة، بري لارسون، على تنفيذ كل مقابلاتها الصحافية في باريس باللغة الفرنسية التي تتكلمها بطلاقة تامة، وحتى بلا لكنة مميزة. جاءت لارسون إلى فرنسا لتروج للفيلم الجديد الذي تؤدي بطولته "نار مطلقة" للبريطاني بن ويتلي. أما سابقاً فقد حازت لارسون في 2016 على أوسكار أفضل ممثلة عن دورها المميز في فيلم "غرفة" والذي نفذه ليني أبراهامسون. غير أنها شاركت توم هيدلستون وصامويل إيل جاكسون بطولة "كونغ: جزيرة الجمجمة" وهو عبارة عن مغامرة جديدة في سلسلة الأفلام التي تروي حكايات الغوريلا كينغ كونغ.
وفي مناسبة تواجدها في باريس، التقت "العربي الجديد" بري لارسون وحاورتها.
*لماذا تفضلين التحدث بالفرنسية في المقابلات الصحافية هنا في باريس، وكيف تفسرين إجادتك التامة لهذه اللغة؟
- أنا فرنسية الجذور واسم عائلتي هو دوزولنييه، وكنا نتكلم الفرنسية في البيت طوال فترة طفولتي بالرغم من أننا كنا نعيش في الولايات المتحدة الأميركية. وأنا بالتالي كبرت مع اللغتين وتعلمتهما معاً بلا أي أفضلية أو تمييز أو تفوق.
*لماذا إذاً غيرت اسمك إلى لارسون؟
-لأن اسم ديزولنييه صعب النطق بالنسبة للجمهور الأميركي.
*ولماذا لارسون بالتحديد؟
-لارسون هو اسم جدتي من ناحية أمي وهي كانت سويدية.
*الآن وقد تعرفنا إليك، لننتقل إلى فيلمك الجديد "نار مطلقة"، فماذا تقولين عنه؟
- تسلمت سيناريو الفيلم كي أقرأه وأرد على المخرج بن ويتلي وعلى الشركة المنتجة بخصوص مدى موافقتي على أداء بطولته النسائية، علماً أن الفيلم لم يتضمن سوى شخصية نسائية واحدة، وهذه ميزة ضخمة بالنسبة لأي ممثلة، فكلما تراجعت المنافسة كان الأمر أفضل لتلك التي حازت على الدور. نحن النساء كذلك. أنا قرأت النص بشكل روتيني متأكدةً من أنني سأوافق على المشاركة في الفيلم من دون نقاش، لكنني مع مرور الصفحات أمام عيني تعجبت أكثر وأكثر من درجة العنف التي لاحظتها في المواقف المختلفة من الحكاية، وذلك بالرغم من وجود العديد من المشاهد الفكاهية التي لم تخفف من حدة هذا العنف، وتساءلت عن مدى حصول فيلم كهذا على تصاريح العرض الضرورية من أجل النزول إلى الأسواق.
* ومع ذلك وافقت؟
- لا، فقد التقيت المخرج، بن ويتلي، وطلبت منه أن يفسر لي وجهة نظره في هذا النص، وكيف كان ينوي تصوير الفيلم، خاصة لقطات العنف فيه، وهو ارتاح لسؤالي وراح يتكلم طويلاً ويدخل في أدق تفاصيل المشاهد المختلفة بطريقة أراحتني ودفعت بي إلى توقيع العقد من دون أي تساؤل إضافي. لقد شعرت وكأنني أدركت من خلال كلام ويتلي مجموعة من الأشياء كانت قد فاتتني في أثناء قراءتي للسيناريو. والذي حدث في ما بعد هو أنني أدركت أن ويتلي في الحقيقة لم يفعل أكثر من إعادة نص السيناريو أمامي وبأسلوب حيوي وإنساني، بل أبوي إلى حد ما، صانعاً الفارق الكلي بين ما كنت قرأته على الورق وما سمعته من فمه. لقد خدعني إلى حد ما، حال الذين يلجأون إلى التنويم المغناطيسي بهدف إقناع الغير بشيء محدد.
* هل يعني الأمر أنك نادمة على وجودك في الفيلم؟
-لا إطلاقاً، وأنا غفرت لويتلي تصرفه فور مشاهدتي الفيلم، وفهمت أنني كنت أمام فنان عبقري بدليل أن فيلمه حاز في كل مكان على الموافقات اللازمة من أجل عرضه في الصالات.
* حدثينا عن دورك في الفيلم.
-تدور الأحداث في مخزن كبير تلتقي فيه عصابات تبرم الاتفاقات الخاصة بتجارة الأسلحة والمخدرات، وأنا أنتمي إلى إحدى هذه العصابات، ولا تدور الصفقة المتفق عليها مع فريق آخر بالطريقة الصحيحة، فتثور ثائرة بعضهم ويرتفع الضغط وكذلك درجة الحرارة بين الأطراف المعنية، ويفتح أحد الموجودين النار على الذين يعتبر أنهم خانوه، واعتباراً من هذه اللحظة بالتحديد سوف يلجأ كل فرد إلى الأسلحة المكدسة في المخزن، والتي من المفروض أن يتم تسليمها من عصابة إلى الثانية لقاء حقائب تتضمن كميات هائلة من الدولارات، لاغتيال الآخرين. وتبدو شخصيتي بريئة وساذجة في وسط كل هؤلاء المجرمين، إلا أنها في الواقع أخطر منهم جميعاً، وتخطط للاستيلاء على المال والتخلص من العصابتين قبل مغادرة المكان.
* هل أعجبك تمثيل المشاهد العنيفة؟
- تمتعت بأداء هذه الشخصية وبالتصرف على مثل هذا النحو، وشعرت بأنني طفلة في "ديزني لاند" تحقق أحلامها الجنونية، وبالتالي أعترف بأن التمثيل يسمح لي بإنجاز هذه الأحلام، ولذا اعتبره أحلى مهنة في الوجود. وأشكر المخرج بن ويتلي على كونه عرف كيف يقنعني بتوقيع العقد حتى ولو كان فعل ذلك بواسطة التنويم المغناطيسي.
*كيف عشت التحول من أدوارك العاقلة الهادئة إلى حد ما في كل من فيلمي "غرفة" و"كونغ: جزيرة الجمجمة" إلى الشخصية الجنونية التي تؤدينها في "نار مطلقة"؟
- لقد أدركت ما يعنيه الممثل كريستوف وولتز، وهو أدى شخصية الشرير في فيلم لجيمس بوند ثم أيضاً في "طرزان" الجديد، حينما يعترف بأن تمثيل دور الشرير يجلب المتعة والإثارة أكثر ألف مرة من دور البطل الشجاع.
* أنت حصلت على جائزة أوسكار أفضل ممثلة عن دورك العميق والصعب في الفيلم المثير "غرفة". هل لا تزالين سعيدة بذلك؟
- أتذكر أنني في لحظة سماع اسمي، تخيلت نفسي في موقف مشابه عشته وأنا صبية في المدرسة حينما تم الإعلان عن اسم التلميذة الحائزة على المرتبة الأولى في الصف وسمعت عبارة "دوزولنييه هي الأولى"، فبكيت من الفرح وكاد أن يغمى علي. وحدث الأمر ذاته عندما سمعت اسم الفائزة بالأوسكار واكتشفت أنه اسمي، لكن لارسون في هذه المرة وليس دوزولنييه. أنا إذاً لا أزال سعيدة بأنني عشت مثل هذه اللحظات المجزية لكنني سرعان ما عدت إلى العمل في ما بعد لأن الجائزة في النهاية ليست أكثر من محطة في المشوار الفني.
* ماذا عن فيلم "كونغ: جزيرة الجمجمة"؟
عشت في مناسبة تصوير هذا الفيلم في الأدغال، مغامرة رائعة، وذلك مرة جديدة، لأنها سمحت لي بتحويل حلم مستحيل المنال إلى واقع حي، إذ إنني شاهدت أساساً كل أفلام "كينغ كونغ" وعددها كبير، من الأول العائد إلى زمن الأربعينيات من القرن الفائت إلى الأخير الحديث العهد والذي سبق ذلك الذي أديت بطولته.
اقــرأ أيضاً
وفي مناسبة تواجدها في باريس، التقت "العربي الجديد" بري لارسون وحاورتها.
*لماذا تفضلين التحدث بالفرنسية في المقابلات الصحافية هنا في باريس، وكيف تفسرين إجادتك التامة لهذه اللغة؟
- أنا فرنسية الجذور واسم عائلتي هو دوزولنييه، وكنا نتكلم الفرنسية في البيت طوال فترة طفولتي بالرغم من أننا كنا نعيش في الولايات المتحدة الأميركية. وأنا بالتالي كبرت مع اللغتين وتعلمتهما معاً بلا أي أفضلية أو تمييز أو تفوق.
*لماذا إذاً غيرت اسمك إلى لارسون؟
-لأن اسم ديزولنييه صعب النطق بالنسبة للجمهور الأميركي.
*ولماذا لارسون بالتحديد؟
-لارسون هو اسم جدتي من ناحية أمي وهي كانت سويدية.
*الآن وقد تعرفنا إليك، لننتقل إلى فيلمك الجديد "نار مطلقة"، فماذا تقولين عنه؟
- تسلمت سيناريو الفيلم كي أقرأه وأرد على المخرج بن ويتلي وعلى الشركة المنتجة بخصوص مدى موافقتي على أداء بطولته النسائية، علماً أن الفيلم لم يتضمن سوى شخصية نسائية واحدة، وهذه ميزة ضخمة بالنسبة لأي ممثلة، فكلما تراجعت المنافسة كان الأمر أفضل لتلك التي حازت على الدور. نحن النساء كذلك. أنا قرأت النص بشكل روتيني متأكدةً من أنني سأوافق على المشاركة في الفيلم من دون نقاش، لكنني مع مرور الصفحات أمام عيني تعجبت أكثر وأكثر من درجة العنف التي لاحظتها في المواقف المختلفة من الحكاية، وذلك بالرغم من وجود العديد من المشاهد الفكاهية التي لم تخفف من حدة هذا العنف، وتساءلت عن مدى حصول فيلم كهذا على تصاريح العرض الضرورية من أجل النزول إلى الأسواق.
* ومع ذلك وافقت؟
- لا، فقد التقيت المخرج، بن ويتلي، وطلبت منه أن يفسر لي وجهة نظره في هذا النص، وكيف كان ينوي تصوير الفيلم، خاصة لقطات العنف فيه، وهو ارتاح لسؤالي وراح يتكلم طويلاً ويدخل في أدق تفاصيل المشاهد المختلفة بطريقة أراحتني ودفعت بي إلى توقيع العقد من دون أي تساؤل إضافي. لقد شعرت وكأنني أدركت من خلال كلام ويتلي مجموعة من الأشياء كانت قد فاتتني في أثناء قراءتي للسيناريو. والذي حدث في ما بعد هو أنني أدركت أن ويتلي في الحقيقة لم يفعل أكثر من إعادة نص السيناريو أمامي وبأسلوب حيوي وإنساني، بل أبوي إلى حد ما، صانعاً الفارق الكلي بين ما كنت قرأته على الورق وما سمعته من فمه. لقد خدعني إلى حد ما، حال الذين يلجأون إلى التنويم المغناطيسي بهدف إقناع الغير بشيء محدد.
* هل يعني الأمر أنك نادمة على وجودك في الفيلم؟
-لا إطلاقاً، وأنا غفرت لويتلي تصرفه فور مشاهدتي الفيلم، وفهمت أنني كنت أمام فنان عبقري بدليل أن فيلمه حاز في كل مكان على الموافقات اللازمة من أجل عرضه في الصالات.
* حدثينا عن دورك في الفيلم.
-تدور الأحداث في مخزن كبير تلتقي فيه عصابات تبرم الاتفاقات الخاصة بتجارة الأسلحة والمخدرات، وأنا أنتمي إلى إحدى هذه العصابات، ولا تدور الصفقة المتفق عليها مع فريق آخر بالطريقة الصحيحة، فتثور ثائرة بعضهم ويرتفع الضغط وكذلك درجة الحرارة بين الأطراف المعنية، ويفتح أحد الموجودين النار على الذين يعتبر أنهم خانوه، واعتباراً من هذه اللحظة بالتحديد سوف يلجأ كل فرد إلى الأسلحة المكدسة في المخزن، والتي من المفروض أن يتم تسليمها من عصابة إلى الثانية لقاء حقائب تتضمن كميات هائلة من الدولارات، لاغتيال الآخرين. وتبدو شخصيتي بريئة وساذجة في وسط كل هؤلاء المجرمين، إلا أنها في الواقع أخطر منهم جميعاً، وتخطط للاستيلاء على المال والتخلص من العصابتين قبل مغادرة المكان.
* هل أعجبك تمثيل المشاهد العنيفة؟
- تمتعت بأداء هذه الشخصية وبالتصرف على مثل هذا النحو، وشعرت بأنني طفلة في "ديزني لاند" تحقق أحلامها الجنونية، وبالتالي أعترف بأن التمثيل يسمح لي بإنجاز هذه الأحلام، ولذا اعتبره أحلى مهنة في الوجود. وأشكر المخرج بن ويتلي على كونه عرف كيف يقنعني بتوقيع العقد حتى ولو كان فعل ذلك بواسطة التنويم المغناطيسي.
*كيف عشت التحول من أدوارك العاقلة الهادئة إلى حد ما في كل من فيلمي "غرفة" و"كونغ: جزيرة الجمجمة" إلى الشخصية الجنونية التي تؤدينها في "نار مطلقة"؟
- لقد أدركت ما يعنيه الممثل كريستوف وولتز، وهو أدى شخصية الشرير في فيلم لجيمس بوند ثم أيضاً في "طرزان" الجديد، حينما يعترف بأن تمثيل دور الشرير يجلب المتعة والإثارة أكثر ألف مرة من دور البطل الشجاع.
* أنت حصلت على جائزة أوسكار أفضل ممثلة عن دورك العميق والصعب في الفيلم المثير "غرفة". هل لا تزالين سعيدة بذلك؟
- أتذكر أنني في لحظة سماع اسمي، تخيلت نفسي في موقف مشابه عشته وأنا صبية في المدرسة حينما تم الإعلان عن اسم التلميذة الحائزة على المرتبة الأولى في الصف وسمعت عبارة "دوزولنييه هي الأولى"، فبكيت من الفرح وكاد أن يغمى علي. وحدث الأمر ذاته عندما سمعت اسم الفائزة بالأوسكار واكتشفت أنه اسمي، لكن لارسون في هذه المرة وليس دوزولنييه. أنا إذاً لا أزال سعيدة بأنني عشت مثل هذه اللحظات المجزية لكنني سرعان ما عدت إلى العمل في ما بعد لأن الجائزة في النهاية ليست أكثر من محطة في المشوار الفني.
* ماذا عن فيلم "كونغ: جزيرة الجمجمة"؟
عشت في مناسبة تصوير هذا الفيلم في الأدغال، مغامرة رائعة، وذلك مرة جديدة، لأنها سمحت لي بتحويل حلم مستحيل المنال إلى واقع حي، إذ إنني شاهدت أساساً كل أفلام "كينغ كونغ" وعددها كبير، من الأول العائد إلى زمن الأربعينيات من القرن الفائت إلى الأخير الحديث العهد والذي سبق ذلك الذي أديت بطولته.