بريطانيا: هواء الشوارع يسمّم 2.6 مليون من تلاميذ المدارس

09 مايو 2019
أطفال المدارس أكثر عرضة لتلوّث الهواء (Getty)
+ الخط -
خلص تحقيق أجرته صحيفة "التايمز" البريطانية، إلى أن ملايين الأطفال الذين يذهبون إلى المدارس في بريطانيا، يعانون من مستويات خطيرة من تلوث الهواء.

وأوضحت الصحيفة، اليوم الخميس، استناداً إلى نتائج التحقيق، إلى أن نحو 6500 مدرسة أي ما يقارب الـ 2.6 مليون طفل يوجدون في مناطق تحوي جزيئات دقيقة في الهواء، تتجاوز الحدّ الموصى به من منظمة الصحة العالمية.

وتكشف هذه النتائج بعد أيام من أمر المحكمة العليا بإجراء تحقيق جديد في وفاة فتاة في لندن، تدّعي والدتها أنها قتلت بسبب أبخرة العادم من الطرق المسدودة.

وتعتبر هذه الجسيمات الدقيقة المعروفة باسم "PM 2.5"، من أخطر أشكال تلوث الهواء، لأن حجمها المجهري يسمح لها باختراق الرئتين ودخول مجرى الدم.

وبحسب تحقيق "التايمز"، فإن كل مدرسة في لندن قد تجاوزت الحدّ الموصى به من منظمة الصحة العالمية. وهناك ما يزيد عن 234 مدرسة في برمنغهام تتجاوز ذلك، بالإضافة إلى أكثر من 100 مدرسة في مدن كبيرة مثل ليستر ونوتنغهام.

ويشمل المجموع 3900 حضانة ومدرسة ابتدائية، حيث يكون الأطفال الصغار أكثر عرضة لتلوّث الهواء، لأن الرئتين لديهم لا تزال في مرحلة التطور.

تطلق "التايمز" حملة من أجل قانون الهواء النظيف الجديد، الذي يمنح الجميع الحق في الحماية من الهواء السامّ، الذي يسهم في وفاة 40 ألف شخص سنوياً، ويهدّد بشكل خاص الشباب وكبار السنّ والأشخاص الذين يعانون من أمراض الرئة. تشمل تغطيتها أداة بحث تفاعلية للآباء، تتيح لهم التحقّق من مستوى الجسيمات التي يتعرّض لها الأطفال في مدارس لندن.

في المقابل، زعمت الحكومة أنها تتعامل مع تلوث الهواء بموجب استراتيجية الهواء النظيف التي نشرت في يناير/ كانون الثاني، لكن تحليل التوقعات الرسمية يكشف أن نحو 4700 مدرسة تضم 1.9 مليون تلميذ، ستظل فوق الحد الموصى به بحلول عام 2030.

وتضمنت الاستراتيجية هدفاً يتمثل في خفض عدد الأشخاص، الذين يعيشون في المناطق التي تتجاوز الحد الذي وضعته منظمة الصحة العالمية، إلى النصف بحلول عام 2025، لكنّها لم تقدم خطّ الأساس للهدف ولم تضع خطة واضحة لتحقيق ذلك.

ويُظهر التفتيش الدقيق للتوقّعات الحكومية بشأن جودة الهواء، أنه على الرغم من التحسينات التدريجية في السنوات الأخيرة، فإن أكثر من تسعة ملايين شخص سيظلون يعيشون في مناطق تتجاوز الحد الأقصى في غضون ستّ سنوات من الآن.

من جهته، وعد وزير البيئة في يناير/ كانون الثاني، بتحديد هدف طموح جديد وطويل الأجل للحدّ من تعرض الناس لجسيمات "PM2.5"، ونشر أدلة في وقت مبكر من عام 2019 لدراسة الإجراء المطلوب، للوصول إلى الحدّ الذي أوصت به منظمة الصحة العالمية، بيد أنّه لغاية الآن لم ينشر الهدف أو الدليل.

بدورها، منحت المحكمة العليا في الأسبوع الماضي والدة إيلا كيسي ديبرا الحق في تحقيق جديد في وفاة ابنتها، بعد سنوات من حملات الدعم العامة.

تقول روزاموند كيسي-ديبرا والدة الطفلة، إن مرض ابنتها البالغة من العمر تسع سنوات ونوبة الربو القاتلة في عام 2013، كانا ناجمين عن تلوث من الطريق الدائري الجنوبي بالقرب من منزلهما في جنوب لندن.

أدّت هذه الخطوات إلى رفع مستوى الوعي بالمخاطر في المدارس، وبدأ بعضها باتخاذ إجراءات صارمة لحماية تلاميذهم من التلوث. أمّا مدرسة سانت ماري الابتدائية في تشيسيك، إحدى أكثر المدارس تلوثاً في لندن، فعمدت إلى خفض فترة وقت اللعب الخارجي بسبب الأبخرة الناتجة عن الطريق السريع، الذي يحمل 80 ألف سيارة يومياً، ويبعد أقل من ثلاثة أمتار عن الملعب.

من جانبه قال جوناثان جريج، أستاذ طب الجهاز التنفسي للأطفال في جامعة كوين ماري في لندن، إن الأرقام التي كشفت عنها التايمز تظهر الحاجة إلى عمل حكومي عاجل.

وأضاف أنّه بحلول عام 2025، يجب ألا يتعرض أي طفل لتلوث الهواء الذي يلحق الضرر بالصحة في مدرسته وحولها.

ويعاني ما يزيد عن خمسة ملايين شخص، من الربو في المملكة المتحدة، بما في ذلك 1.1 مليون طفل. وتسجّل المملكة المتحدة، أعلى معدلات الوفيات الناجمة عن الربو في أوروبا.

المساهمون