بريطانيا: دعوات إلى تبني الإخصاب الصناعي الثلاثي

02 فبراير 2015
أبحاث متطورة على الإخصاب الصناعي الثلاثي(GETTY)
+ الخط -
حثّت جمعيات خيرية وجماعات مؤيدة للتقنيات المستحدثة، المشرّعين البريطانيين، على اغتنام فرصة أن تصبح المملكة المتحدة أول دولة في العالم تسمح بتقنية الإخصاب الصناعي الثلاثي العلاجية للأسر التي تريد ألا تنقل أمراضاً مستعصية إلى أطفالها.

وفي رسالة مفتوحة قبل الاقتراع البرلماني الذي يجري غداً الثلاثاء، ذكرت هذه الجماعات أمس الأحد أن هذه الفرصة "تقدم للأسر أول بصيص أمل بأن بمقدورهم أن يكون لهم طفل يعيش دون ألم ومعاناة".

ويعرف هذا الأسلوب، الذي يدور حوله الجدل، باسم "التبرع بالميتوكوندريا" أو الإخصاب الصناعي الثلاثي، لأن النسل سيتضمن جينات من الأم والأب ومن أنثى متبرعة. وتتضمن هذه العملية- التي لا تزال تخضع لطور البحث في بريطانيا والولايات المتحدة- التدخل في عملية الإخصاب لإزالة الميتوكوندريا التالفة من الحمض النووي الريبوزي (دي.إن.إيه) والتي تتسبب في حالات مرضية وراثية، منها مشاكل القلب القاتلة وقصور وظائف الكبد واضطرابات المخ والعمى وضمور العضلات.

إلا أن المنتقدين يخشونه، قائلين إنه يسمح بولادة "أطفال حسب الطلب"؛ لأنه يتضمن زرع أجنة معدلة وراثيا في رحم الأمهات.

وكانت بريطانيا قد أعدت في فبراير/شباط من العام الماضي مسودة تشريع سيجعل من بريطانيا- في حالة التصديق عليه- أول دولة تسمح بتطبيق هذا الأسلوب.

ووصفت جمعيات- منها المؤسسة المتحدة للميتوكوندريا ومقرها الولايات المتحدة والمؤسسة الأسترالية لأمراض الميتوكوندريا وجماعات أخرى من فرنسا وألمانيا وبريطانيا وإسبانيا- في خطابها أمراض الميتوكوندريا بأنها "قاسية على نحو يتعذر وصفه".

وكتبوا يقولون "إنه يسلب أطفالنا المهارات التي تعلموها، ويكبدهم آلاما لا طاقة لهم بها، وينهك أعضاءهم واحداً تلو الآخر، حتى تعجز أجسامهم الرقيقة عن العمل فيما بعد"، معتبرين أنه "لا يوجد أي إجراء طبي مستحدث لا ينطوي على مخاطر"، لكنهم يقولون إن لديهم "ثقة عمياء" في اللجان العلمية التي فحصت هذا الأسلوب المبتكر.

وكانت قضية التبرع بالميتوكوندريا قد أوقفت على أيدي عدة لجان من الخبراء في بريطانيا، بما في ذلك هيئة الإخصاب البشري وعلوم الأجنة ومجلس نفيلد للأخلاقيات الحيوية. ورحب كثير من العلماء والعاملين في المجال الطبي بقرار الحكومة المضي قدما.

وقال جيريمي فرار مدير (ولكام تراست) إنه "سيتيح للقانون أن يلحق بركاب الرأي العام والرأي العلمي"، مضيفاً "الآباء الذين يدركون معنى رعاية طفل مريض ومعذب يعاني من أمراض الميتوكوندريا، هم خير من يقررون ما إذا كان التبرع بالميتوكوندريا يصلح لهم. آن الأوان كي نوفر لهم هذا الخيار".