لاحقه شبح الموت، من بلدته في سورية، إلى بريطانيا، محمد حاج علي، الشاب الذي لم يتجاوز الـ 23 من العمر، كان أوّل ضحيّة تمّت تسميتها في برج غرينفيل.
جاء لاجئاً إلى هذه البلاد في عام 2014، وحلم بمستقبل أفضل، درس الهندسة المدنية، أملاً أن يعود ذات يوم إلى وطنه ليساهم في إعادة إعماره.
بيد أنّه عاش ساعات من الرّعب، وواجه الموت وحده بعيداً عن أهله وأحبائه، في حريق لندن الذي لقي جراءه ما يزيد عن 58 شخصاً حتفهم أو فقدوا فيه. وترجّح هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، إمكانية ارتفاع هذا العدد إلى نحو 70 شخصا.
في المقابل، كان القدر أكثر رحمة مع أخيه الأكبر عمر، الذي تمكّن من النجاة والخروج من الطابق الرّابع عشر، حيث كانا يقيمان معاً. وبعد أن انفصلا وعجز محمد عن تحمّل الدخان الكثيف المنتشر في جحيم البرج المشتعل، عاد إلى شقته، أملاً في وصول رجال الإطفاء إليه لنجدته، إلى أن أيقن أن الموت قادم لا محالة وراح يودّع أهله وأصدقاءه.
لم تهدأ ميرنا سليمان (26 عاماً)، صديقة العائلة منذ سمعت بالحريق، محاولة معرفة مصير محمد الحاج علي، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فضلاً عن بحثها عنه في العديد من المستشفيات ومراكز الاستراحة واتصالها على خط مساعدة الضحايا، قبل أن تنفجر بالبكاء، حين سمعت خبر وفاته من والدتها.
تقول ميرنا:" أخبرتني أمي وانفجرت بالبكاء، على الرّغم من أنّني لم أكن أعرفه. لكن كان من الصعب جداً تحمّل سماع تلك الاخبار"، وفق ما أوردت "بي بي سي".
وتكمل ميرنا، أنّها بدأت حملة التوقيعات للسماح لعائلته بالحصول على تأشيرات لدخول البلاد، لأنّها بصفتها سورية، تدرك صعوبة الموافقة على تأشيرة زيارة إلى بريطانيا، خاصّة بعد أن ارتفعت نسبة رفض طلبات الحصول على تلك التأشيرات في عام 2011 نتيجة اندلاع الحرب الأهلية في سورية.
نجحت ميرنا في مساعدة أفراد عائلة الحاج علي، على الوقوف إلى جانب ابنهم عمر في أصعب الظروف. ووقّع على العريضة ما يزيد عن 80 ألف شخص، سمح بموجبها للعائلة بدخول بريطانيا.
من جهتها، قالت وزارة الداخلية، وفق "بي بي سي"، إنّ عائلة الحاج علي ستتمكن من المجئ إلى بريطانيا لأسباب رحيمة.
— Rasha Alhajali (@AlhajaliRasha) June 14, 2017 " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
أمّا حملة التضامن مع سورية فقالت في بيان لها: "إنّ محمّد خاض رحلة هروب خطيرة من الحرب والموت في سورية، ليقابله هنا في منزله في بريطانيا. كان حلمه أن يكون قادراً يوماً ما على العودة إلى دياره وإعادة بناء سورية".
وقالت متحدّثة باسم وزارة الداخلية:" إنّهم يعملون على طلبات الحصول على تأشيرة خارج قواعد الهجرة وعلى أساس الرأفة". وأوضحت أنّهم على اتّصال مع أسرة الحاج علي، وسيقدّمون أي مساعدة ممكنة، لمساعدتها على الحصول على وثائق السفر الضرورية التي تحتاجها في ظل هذه الظروف المحزنة.
عبّرت ميرنا عن سعادتها بالنتيجة، لكنّها أضافت:" لا ينبغي أن نصل إلى مرحلة الموت قبل أن يسمح للعائلات بالاجتماع بعضها ببعض".