بريطانيا تتجه لتمديد حالة الإغلاق التام ثلاثة أسابيع أخرى

لندن

إياد حميد

إياد حميد
14 ابريل 2020
6652A126-E7A2-46E1-847A-4E93700C6A82
+ الخط -
ضمن تدابير العزل الصحي والتباعد الاجتماعي لمواجهة انتشار فيروس كورونا الجديد، تتجه بريطانيا إلى تمديد حالة الإغلاق التام ثلاثة أسابيع أخرى، حتى السابع من مايو/ أيار على الأقل، وسط جدل حكومي داخلي حول تداعيات الإغلاق على الاقتصاد.

ومن المتوقع أن يعلن وزير خارجية بريطانيا دومينيك راب، الذي يتولى مهام الحكومة نيابة عن رئيس الوزراء بوريس جونسون الذي يتعافى من مرض "كوفيد-19"، يوم الخميس، تمديد الإغلاق حتى السابع من مايو/ أيار المقبل على الأقل. وتلزم الحكومة البريطانية قانوناً بمراجعة حالة الإغلاق كل ثلاثة أسابيع بهدف تقييم جدوى الإجراءات التي تتبعها في مكافحة انتشار فيروس كورونا.

إلا أنّ حالة من الانقسام تسود الحكومة البريطانية حول السماح للموظفين بالعودة إلى مكاتبهم إذا كان الوضع آمناً، أو إذا لم يستطيعوا العمل من المنازل، حيث تشير المؤشرات إلى تصاعد الكلفة الاقتصادية والصحية والاجتماعية للإغلاق.
ويبدو أنّ مستويات العمل قد تراجعت دون التوقعات الحكومية، والتي بنت عليها خططها للإغلاق التام، ما يضع المزيد من العبء على وزارة المالية التي تعهدت بدفع رواتب 80% من أجور القطاع الخاص، وغيرها من المساعدات الحكومية التي تقدمها للباحثين عن عمل.

وكان كبير مستشاري الحكومة في المجال العلمي باتريك فالانس، قد حذر البريطانيين من انتظار أسبوع "صعب" يحتمل أن ترتفع فيه أعداد الوفيات اليومية نتيجة تفشي الفيروس. وأشار إلى أنّ الأرقام القادمة من دول أخرى تشير إلى أنّ أعداد الوفيات المرتفعة تستمر لأسبوعين أو ثلاثة، قبل أن تبدأ بالانخفاض.
وأكد، في الوقت ذاته، أنّ أعداد الإصابات الجديدة تنخفض باضطراد، ما يعكس نجاعة إجراءات الإغلاق الحالية، ولكنه حذر أيضاً من اتساع نطاق انتشار الفيروس في دور المسنين وفي المستشفيات.
وكان راب قد أقرّ، في مؤتمر صحافي، أمس الاثنين، بأنّ العجز عن توفير معدات وقاية العاملين في القطاع الصحي سببه نقص في المعدات وليس سوء التوزيع، كما زعمت الحكومة سابقاً.

وكان ارتفاع أعداد الوفيات في المستشفيات وبين الأطباء قد سلط الضوء على غياب المعدات الضرورية لحماية العاملين في القطاع الصحي البريطاني من التقاط عدوى الفيروس. وأشار راب إلى أن نقص معدات الوقاية لا يعود لغياب التمويل الحكومي، بل إلى "المنافسة الشديدة في السوق" على المعدات المتوفرة.
 
اقــرأ أيضاً

وكانت صحيفة "ذا غارديان" قد نشرت تقريراً أشار إلى أنّ بريطانيا فوتت ثلاث فرص للحصول على معدات الوقاية، لأنّ ممثلي بريطانيا في بروكسل غابوا عن اجتماعات مخصصة لبرنامج الاتحاد الأوروبي الخاص بشراء معدات الوقاية، والتي تشمل الأقنعة والقفازات والملابس الواقية.

وبينما تعاني بريطانيا من نقص في معدات الوقاية، يستقبل الأطباء في الاتحاد الأوروبي أول حزمة منها في غضون أيام وبقيمة 1.5 مليار يورو، من خلال برنامج شراء مشترك يضم 25 دولة.

ونقلت "ذا غارديان" عن مسؤول أوروبي قوله إنّ الجهد المشترك أدى لتوفير معدات تتجاوز الحاجة الأوروبية الحالية. وبينما يستمر الاتحاد بتخزين المعدات الوقائية في الدول الأعضاء، رفضت بريطانيا استقبال شحنة من 100 ألف من الملابس الواقية من الصين بعدما تبين أنها دون المعايير المطلوبة.
وكان استبيان لاتحاد الأطباء في بريطانيا قد كشف أنّ 52% فقط من الإجراءات عالية الخطورة تتم بارتداء المعدات الوقائية الكاملة.

"ديمقراطية رقمية"

ومن جهة أخرى، ينتظر أن يتحول عمل البرلمان البريطاني جزئياً إلى الفضاء الرقمي، مع عودة النواب من عطلة الربيع، بداية الأسبوع المقبل. وستقدم المقترحات للنواب للتصويت عليها فور عودة عمل البرلمان يوم 21 إبريل/ نيسان.
وتشمل المقترحات استجواب الوزراء عن طريق الدوائر التلفزيونية المغلقة، سواء في اجتماعات اللجان البرلمانية أو الأسئلة المستعجلة.

إلا أن اللجنة القائمة على تطوير عمل البرلمان البريطاني لا تعتقد بإمكانية التحول كلياً إلى "ديمقراطية رقمية" وعقد كافة جلسات البرلمان عن بعد، حيث لا تتوفر آلية لمناقشة القوانين والتصويت عليها من دون وجود النواب في مجلس العموم.
وستجتمع اللجنة، يوم الخميس، لمناقشة الخيارات المتوفرة، ولتعلن عن توصياتها، التي سيصوت عليها البرلمانيون عندما يعودون لعملهم، الثلاثاء المقبل.

ذات صلة

الصورة
مسيرة في برايتون وهوف دعماً لغزة/5 يونيو 2024(Getty)

سياسة

خرج الآلاف من مدينة برايتون وهوف (جنوب شرقي بريطانيا) يوم الأحد في مسيرة جنائزية صامتة، تكريماً لأرواح الشهداء الفلسطينيين الذين قتلهم الاحتلال الإسرائيلي.
الصورة
تظاهرة حاشدة في لندن (ربيع عيد)

سياسة

في الذكرى السنوية لحرب الإبادة الجماعية على غزة، خرج اليوم مئات الآلاف في العاصمة البريطانية، في تظاهرة تضامنية مع غزة والدعوة لمعاقبة إسرائيل على جرائمها
الصورة
تظاهرة سابقة في لندن أمام مقر الحكومة البريطانية (العربي الجديد)

سياسة

خرج العشرات في مدينة برايتون مساء اليوم الخميس في تظاهرة احتجاجية فجائية داخل محطة القطارات في المدينة، تنديدًا بالمجازر الإسرائيلية المستجدة بلبنان.
الصورة
المؤسس المشارك في حركة "بالستاين أكشن"، ريتشارد برنارد/سياسة/إكس

سياسة

يواجه ريتشارد برنارد، المؤسس المشارك في حركة "بالستاين أكشن"، ثلاث تهم تتعلق بدعم منظمة محظورة بموجب قانون الإرهاب في بريطانيا.