وتُعدُّ هذه الرسالة جزءاً من حزمة المعلومات الاستخبارية التي قدمتها بريطانيا لحلفائها، قبل طرد العشرات من الدبلوماسيين الروس، المتهمين بأنهم ضباط استخبارات، من نحو 30 دولة.
وتقول الصحيفة إن إحدى الرسالتين كانت أرسلت من سورية إلى "مسؤول" في موسكو، وتضم عبارة "تمّ تسليم الطرد بنجاح"، لتتبع ذلك بأن شخصين قد "غادرا بنجاح". وتنقل الصحيفة التي اطلعت على التقرير الاستخباري، أن سلاح الجو البريطاني الموجود في القاعدة العسكرية البريطانية في جنوب قبرص، تمكن من اعتراض رسالتين يوم الرابع من مارس/آذار الماضي، أي يوم الاعتداء على سكريبال وابنته.
ويعتقد أن المادة السامة قد تم تقديمها على شكل هلامي ("جل") يسمح بالنشر البطيء للسم، وهو ما يسمح للمهاجمين بالخروج بسلام.
في الوقت ذاته، رفضت وزارة الخارجية البريطانية طلب السفارة الروسية لقاء الوزير بوريس جونسون، لمناقشة الاعتداء على سكريبال. وقالت السفارة الروسية في بيان إن جهودها في هذا الاتجاه "باءت بالفشل كلياً".
وأكدت الخارجية البريطانية تلقي الطلب من السفارة الروسية، إلا أن المتحدثة باسم الوزارة وصفت الطلب الروسي بأنه "تكتيك تمويهي"، وأن التعامل الروسي مع القضية "غير مرضٍ".
كما وجه الاتهام إلى السفارة الروسية بأنها أرسلت يوم أمس إلى جونسون صورة استفزازية لفريق كرة القدم الإنكليزي المشارك في الألعاب الأولمبية التي أقيمت في ألمانيا، مؤدياً التحية النازية.
ويعتمد الكرملين استراتيجية مبنية على استغلال الثغرات في الرواية البريطانية بهدف زرع الشك فيها. وكان بوريس جونسون قد قدم للطرف الروسي فرصة ذهبية الأسبوع الماضي، حيث استغلت روسيا مزاعم خاطئة أدلى بها وزير الخارجية البريطاني لإذاعة ألمانية يذكر فيها أن مخبر بورتون داون البريطاني قد أكد له أن المادة قادمة من روسيا، بينما كشف التقرير المخبري أن المادة هي نوفيتشوك، ولكن نفى قدرته على تحديد مصدرها.
إلى ذلك، بدأ سيرغي سكريبال بالتعافي من تأثير المادة السامة، وبالتجاوب مع الأطباء، وسط تقارير تفيد بنقله وابنته إلى الولايات المتحدة، ومنحهم هويات جديدة بعد تعافيهم الكلي.
وتفيد التقارير بأن بريطانيا قد ناقشت الأمر مع دول "العيون الخمس" والتي تضمها إلى جانب كندا والولايات المتحدة وأستراليا ونيوزيلندا، وأن الولايات المتحدة تعد المكان الأكثر أمناً لسكريبال وابنته.
وكان المستشفى الذي يعالج فيه سكريبال قد أكد يوم الجمعة الماضي، تحسن وضعه الصحي، هو ما سيساهم في التحقيقات الجارية، حيث تعد شهادته وابنته أساسية فيها.
وتقوم ماي، بزيارة ليوم واحد، إلى الدولتين اللتين شاركتا في حملة طرد الدبلوماسيين الروس رداً على تسميم سكريبال، بناءً على معلومات استخبارية كانت بريطانيا قد شاركتها معهما، بعد اتهامها لروسيا بالوقوف وراء عملية التسميم.
وتناقش ماي مع رئيس الوزراء الدنماركي، لارس لوكه راسموسن، ورئيس الوزراء السويدي، ستيفان لوفن، قضايا الدفاع المشترك، إضافة إلى التجارة والعلاقات المشتركة ما بعد "بريكست".
وتتوقع الحكومة البريطانية أن تتعزز قضيتها ضد روسيا خلال الأسبوع الحالي، مع صدور نتيجة التحقيق الذي تجريه منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، حيث يتوقع أن تؤكد أن المادة المستخدمة في الاعتداء هي مادة "نوفيتشوك".