وأعلن كير ستارمر، وزير "بريكست" في حكومة الظل العمالية، في حديث مع صحيفة "ذا غارديان"، "تفكيره الجدي" بالترشح لخلافة كوربن، رغم أن سباق خلافته لم يبدأ بعد.
وكشف ستارمر عن طيف من الآراء في المقابلة التي أجراها مع الصحيفة المقربة من دوائر "العمال"، مركزاً على ما يرى أنها أسباب الفشل في الانتخابات العامة، داعياً الحزب إلى الالتزام بمبادئه، وأن يكون المظلة التي تجمع الجميع تحتها.
وقال ستارمر إن "العمال" لم يفعل ما بوسعه للتصدي للوعد الانتخابي المركزي للمحافظين في "تطبيق بريكست"، كما أن الحزب لم يتعامل بالطريقة المثلى مع مسألة معاداة السامية.
وأصر ستارمر على أن حزبه يستطيع كسب الانتخابات العامة المقبلة، قائلا "لقد كانت هزيمة كارثية، ولكن من الضروري ألا ننحرف عن مسارنا. إن ضرورة حكومة عمالية جريئة راديكالية لا تزال بالقوة التي كانت عليها الخميس الماضي. ونحتاج لأن نثبت أنفسنا في ذلك المسار".
وأضاف "أريد استعادة الثقة بحزب العمال كقوة تقدمية إلى الأبد، ويعني ذلك أنه علينا تحقيق النصر. ولكن لا نصر من دون القيم".
Twitter Post
|
وكان استطلاع للرأي أجرته مؤسسة "يوغوف" قد وضع ستارمر على رأس المرشحين المفضلين لخلافة كوربن، بينما تعد ريبيكا لونغ بيلي المرشحة الأقرب إلى كوربن. ولكن السباق على زعامة "العمال" لن يبدأ حتى 8 يناير/ كانون الثاني.
كما أعلنت وزيرة الخارجية في حكومة الظل العمالية، إيميلي ثورنبيري، عن دخولها رسمياً سباق خلافة كوربن في زعامة "العمال"، في مقال نشرته في صحيفة "ذي غارديان" أيضاً.
ووصفت ثورنبيري نفسها بأنها الأفضل لمواجهة رئيس الوزراء البريطاني لكونها عملت كوزيرة ظل للخارجية عندما كان جونسون وزيراً لخارجية بريطانيا، وبالتالي كانت الأكثر احتكاكاً بسياساته.
كما انتقدت ثورنبيري قرار دعم التوجه للانتخابات العامة، وهاجمت مؤيدي "بريكست" في قيادة "العمال" ممن دعموا الانتخابات، لأنها منحت جونسون فرصة الاقتراع على قضية اختارها في الوقت الذي يناسبه. ورأت أن الخيار الأفضل كان في عزل "بريكست" عن الانتخابات من خلال استفتاء منفصل على صفقة جونسون ويتم تنظيمه أولاً.
كما انتقدت الأصوات المطالبة بأن يكون زعيم "العمال" المقبل سيدة من خارج لندن، وهي المطالب التي تدعم ريبيكا لونغ بيلي المقربة من كوربن. وطالبت أن يكون تقييم المرشحين بناء على "رؤيتهم السياسية والاستراتيجية".
Twitter Post
|
وكان اجتماع كوربن بنواب حزبه في البرلمان، مساء أمس، قد شهد خلافات حادة تعكس حجم المأزق الذي يمر به "العمال"، وأبدى كوربن "تحمله لمسؤولية نتائج الانتخابات"، معرباً عن اعتذاره عنها.
وفي أول اجتماع لزعيم الحزب بنواب "العمال" الجدد والعائدين في غرف البرلمان، وجه كوربن اللوم إلى "بريكست" في فشل استراتيجيته الانتخابية، كما أشار إلى دور الإعلام في التركيز على رسالة المحافظين الخاصة بالخروج من الاتحاد الأوروبي.
وقال "إني آسف جداً للنتيجة، التي أتحمل مسؤوليتها". وأضاف "سأستمر في قيادة الحزب حتى انتخاب زعيم جديد. أريد ضمان انتقال سلس من أجل مصلحة الحزب ككل، ومصلحة المرشحين للمجالس المحلية الذين ينتظرون الانتخابات في مايو/ أيار".
وتابع قائلاً "رغم كل جهودنا، كانت هذه الانتخابات حول بريكست. وتمكنت الحملة المحافظة مدعومة بالتضخيم الإعلامي من إقناع العديدين بأن جونسون يستطيع تطبيق بريكست، وسينكشف عدم صواب هذا الادعاء قريباً".
وطلب كوربن من نواب حزبه التصويت ضد اتفاق رئيس الوزراء بوريس جونسون بخصوص "بريكست"، يوم الجمعة، والذي سيكون الفرصة الأولى لجونسون لاستعراض عضلاته البرلمانية، حيث يمتلك أغلبية من 80 مقعداً، بينما يسعى كوربن لرسم حدود واضحة بين "العمال" و"المحافظين" في ما يتعلق بالانسحاب من التكتل الأوروبي.
وقال كوربن "سيجري نقاش اتفاق بريكست يوم الجمعة. وسنصوت ضده لأنه يضع جدولاً زمنياً مستحيلاً للتوصل إلى اتفاق جيد مع الاتحاد الأوروبي. ولقد كشف بوريس جونسون عن أن أولويته هي الصفقة السامة مع (الرئيس الأميركي) دونالد ترامب والتي ستشهد بيع خدماتنا الصحية الوطنية وتهديد سلامة غذائنا. كما أن الاتفاق (بريكست) يهدد جداً اتفاقية الجمعة العظيمة".
وكان البرلمان البريطاني قد عاد للاجتماع، يوم الثلاثاء، حيث شهدت جلسته إعادة انتخاب لندزي هويل متحدثاً لمجلس العموم. كما بدأت عملية إدلاء النواب بالقسم الدستوري، والتي تستمر اليوم الأربعاء، بينما تفتتح أعمال البرلمان يوم الخميس بخطاب الملكة إليزابيث الثانية، قبل أن يطرح جونسون اتفاق "بريكست" للتصويت يوم الجمعة.