نظراً لهيمنة صفة الروائي عليه بفضل أشهر أعماله "نجمة"، قد يستغرب البعض حيث يجد اسم كاتب ياسين (1929 - 1989) في غلاف ألبوم موسيقي يشير إلى أنه مؤلّف كلمات الأغاني. هنا، ينسى كثيرون الشكل الأدبي الذي خصّص له ياسين معظم وقته، وإن كان الأقل ظهوراً، وهو الشعر.
تحويل أشعار الكاتب الجزائري، الذي يكتب بالفرنسية إلى أغان، هذا ما أعلنته مؤخّراً المغنية الفرنسية بريجيت فونتان، حيث أنها تخصّص ألبومها المقبل له. المشروع سيجمع كلّاً من فونتان والإذاعي الجزائري الفرنسي توفيق حاكم الذي كشفت المغنية بأنه صاحب الفكرة، إضافة إلى كونها تتذوّق أشعار ياسين منذ زمن طويل بفضل صديقة جزائرية، وفق قولها.
نشر ياسين ثلاثة مجموعات شعرية؛ هي: "مناجاة" (1946) و"أشعار الجزائر المضطهدة" (1948) و"ألف عذراء" (1958). ورغم أن اهتمام الجمهور انصب في معظمه على منجزه المسرحي والروائي، وخصوصاً "نجمة"، إلا أنه كان يعتبر نفسه شاعراً بالأساس، كما توضّح ذلك مجموعة الحوارات التي نُشرت في كتاب بعد رحيله وحملت عنوان "الشاعر كملاكم" (1994).
لعل مبادرة فونتان تساهم في إرجاع الصفة الشعرية إلى حجمها الطبيعي في مشوار ياسين، وتفتح الزاوية أكثر على بقية أعماله الأخرى، وفيها إضافة إلى الشعر ععد من المسرحيات، كي لا تظلّ "نجمة" الشجرة التي تحجب الغابة.
اقرأ أيضاً: إيمانويل روبليس.. في أعالي مدينة النسيان