المملكة العربية السعودية هي "ضيف شرف" دورة هذا العام من "معرض القاهرة الدولي للكتاب" (يستمر حتى 12 من الشهر الجاري). هل من الممكن أن نتغافل عن علاقة هذا التشريف بالسياق الجيوسياسي للمرحلة؟ لكن، قبل ذلك، إلى أي حد تضيف هذه البروتوكولات لحدث ثقافي سنوي مثل معرض الكتاب؟
تقول مؤشرات الإقبال الجماهيري في معرض القاهرة للكتاب بأن جناح المملكة لم يحظ بنسبة مرتفعة من الزيارات، بالمقارنة مع المشاركات السابقة، رغم الموقع المتميّز ورحابة الفضاء المخصّص. أليس هذا دليلاً ساطعاً على أن تنظيرات الهيئة المنظمة بعيدة كل البعد عن تصوّرات القارئ الذي من المفترض أن يكون إرضاؤه أولوية المعرض؟
هذا القارئ الذي نقول عنه دائماً بأنه "يدفع ثمن تذكرة الباص أو ثمن إيواء سيارته، ثم يدفع ثمن تذكرة دخول"؛ يأتي من أجل المادة الثقافية. هذه المادة لا يمكن أن يجدها في فضاءات البروتوكولات والقفازات أو في ردهات "للعرض فقط". وهذه ملاحظة بديهية للغاية.
"تسييس" الثقافة ليس بدعةً مصريّةً. كل الجهات المنظّمة لكلّ معارض الكتاب في العالم العربي هي وزارات الثقافة أو هيئات متفرّعة عنها. بعبارة أخرى، كلها أدوات في يد الدولة. وكل هذه الدول "العتيقة" ما زالت ترى في الثقافة مجرد أغطية. بالنسبة إلى أحبّاء الكتاب، فليبحثوا بعيداً عن الأغطية...