بعد أن قدّم رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس، اليوم الثلاثاء، استقالته للرئيس فرانسوا هولاند، قَبلها الأخير على الفور، معلناً تعيين وزير الداخلية برنار كازنوف خلفاً لفالس.
ومن المنتظر أن يُعلن رئيس الحكومة الجديد اليوم عن أعضاء حكومته الجديدة، بعد استشارات بدأها مع هولاند فور تعيينه.
إذن، اختار هولاند، برنار كازنوف، 53 سنة الأوفر حظا، من بين المرشحين الستة الذين كانت التكهنات تستعرضهم بقوة، لمنصب رئيس الحكومة، خلال فترة لا تتجاوز خمسة أشهر، المتبقية من ولاية هولاند.
ويبدو أن الرئيس الفرنسي اختار الشخصية السياسية التي تحظى بتقدير كل الأوساط (أحد الشخصيات اليسارية الأكثر شعبية بين أوساط اليمين)، خاصة بعد الاعتداءات الأخيرة التي شهدتها باريس. ونادراً ما تعرّض كازنوف لانتقادات اليمين، إذا استثنيا تجريحات نيكولا ساركوزي في حملته الانتخابية الفرعية.
وحتى في أوج تظاهرات الشرطة، التي عرفتها فرنسا مؤخراً، لم تكن الشعارات الغاضبة موجهة ضد كازنوف، وعرف في نهاية الأمر، كيف يتعامل مع الأزمة.
ويُعرف عن هذا الرجل الوفي لهولاند، ورجل الدولة، العلماني من دون تطرف وتسلط، بأنه ليس صاحب طموحات سياسية كبيرة يمكن أن تزعج أحداً في الحزب الاشتراكي.
كما أنه محبّ للحوار في كل القضايا، ومحاوروه من ممثلي الإسلام الفرنسي لمسوا لديه رغبة قوية في الانفتاح والإنصات والتسامح، وهو ما كان مفتقداً خلال تولي مانويل فالس وزارة الداخلية.
يذكر أن الأغلبية الاشتراكية المريحة في البرلمان ستمنحه السكينة، خاصة أنه لم يعد يوجد أي إصلاح برلماني في الأفق. وهو ما سيجعله ينكب على الداخلية والدفاع والخارجية، ومواجهة أي طارئ، فيما يشبه حكومة تصريف الأعمال، في انتظار الانتخابات الرئاسية سنة 2017.
وإذا كان الاشتراكيون قد بدأوا حربا طاحنة في انتخابات فرعية لتحديد من يمثلهم في استحقاقات 2017، فإن موقف كازنوف لن يكون سوى تطبيق توجيهات الرئيس فرانسوا هولاند، الرئيس الذي يَدين له كازنوف بالكثير.