ودقّت وزارة التعليم ناقوس الخطر، محذّرة من سنة بيضاء يكون التلاميذ الخاسر الأكبر فيها، بسبب مطالب النقابات، وأغلبها يدور حول تحسين أوضاعها المادية، في حين تقدّر النقابات أنها قادرة على إنقاذ السنة الدراسية، داعية إلى تطبيق اتفاقات سابقة موقّعة مع الحكومة.
واستقبل رئيس البرلمان محمد الناصر، ليلة الأربعاء، طرفي الأزمة، كلا على حدة، وبدأ بأمين عام اتحاد الشغل، نور الدين الطبوبي، والأمين العام المساعد للاتحاد، سمير الشفي، قبل أن يلتقي وزير التعليم، حاتم بن سالم.
وقال بيان صادر عن رئاسة البرلمان، عقب اللقاءات، إنه "تم الاستماع إلى وجهات نظر الطرفين بخصوص أزمة التعليم الثانوي، وتمت دعوتهما إلى إنقاذ السنة الدراسية ومواصلة الحوار".
وتجاوز اللقاء ثلاث ساعات، حسب ما أكد مصدر لـ"العربي الجديد"، مضيفا أن "الحكومة غير قادرة على تلبية طلبات النقابات بخصوص زيادة منح العودة المدرسية، وزيادة الأجور، ومراجعة سن التقاعد، بسبب عجز الميزانية"، وأن الحكومة تطالب بالإفراج عن أعداد التلاميذ قبل العودة إلى طاولة المفاوضات. في حين عبّر اتحاد الشغل عن استعداده للمفاوضات، شريطة التزام الحكومة بالاتفاقات السابقة.
وقال رئيس اتحاد الشغل لـ"العربي الجديد"، عقب اللقاء، إن مبادرة رئيس البرلمان والكتل طيبة وفي وقتها، لأن "السنة البيضاء ومستقبل التلاميذ خط أحمر"، مشيرا إلى استعداد الاتحاد للتفاوض. "سيتم الاتصال برئيس الحكومة، للجلوس بدون شروط أو قيود"، معربا عن استعداده لإلغاء التزاماته في المؤتمرات الجهوية للاتحاد، للجلوس على طاولة الحوار وحلحلة الأزمة.
ولفت إلى أن هناك اتفاقات تراجع عنها وزراء الحكومة، مؤكدا ضرورة التوافق بعيدا عن كل التوترات والتجاذبات، لكنه استنكر "عدم وجود طرف مفاوض صاحب قرار في الحكومة قادر على الالتزام بما يتفق عليه".
ودعا الطبوبي الحكومة إلى عدم توظيف التلاميذ ومطالب الأساتذة في خلافها مع اتحاد الشغل، منددا بمحاولات متكررة لشيطنة المعلمين وتهديدهم.
وتعيش تونس، منذ شهور، على وقع أزمة لا يُعرف مداها، بدخول قرابة 100 ألف معلم في إضراب، قالت النقابة إن المشاركين فيه فاقت أعدادهم 90 في المائة، بينما تحذّر وزارة التربية من التلاعب بمستقبل أكثر من مليون تلميذ يتضررون من قرار امتناع الأساتذة عن التدريس على مقربة من فترة امتحانات البكالوريا.
ويأتي تدخّل البرلمان بينما تتواصل الأزمة من دون أية بوادر للانفراج، بعد دخول إضراب أساتذة التعليم الثانوي يومهم الثاني، وبعد 4 أشهر من السجال بين نقابة التعليم الثانوي ووزارة التعليم، في أعقاب قرار النقابة حجب أعداد التلاميذ وتعليق الدروس.