لا تزال مدارس موريتانيا تعاني من انتشار البرك والمستنقعات الناجمة عن الأمطار، رغم أنه لم يتبق على افتتاح السنة الدراسية سوى أيام قليلة.
وبدت أغلب المدارس الحكومية خالية من آليات شفط المياه رغم الوعود الرسمية التي تلقتها هذه المؤسسات، منذ بدء التحضير لانطلاق العام الدراسي. واستسلم مسؤولوها للوضع في انتظار ما ستؤول إليه الأمور في الأيام القليلة المتبقية.
وتجددت مخاوف أولياء الطلبة من تأجيل افتتاح السنة الدراسية كما حدث قبل سنتين.
مصطفى ولد محمد يورا (43 عاما)، موظف، ولديه أربعة أطفال ينتظرون افتتاح العام الدراسي أوائل أكتوبر/تشرين الأول المقبل، يوضح لـ"العربي الجديد" أنه لا يعرف إن كان سيتمكن أطفاله من الدراسة في ظروف جيدة، بسبب البرك المائية التي تنتشر في كل مكان داخل المدرسة".
ويشير إلى أنه لم يتمكن قبل يومين من دخول المدرسة لتسجيل أطفاله، بسبب البرك التي تنتشر في مدخل المدرسة ومحيطها. ويأمل مثل غيره من الآباء أن تسارع السلطات لشفط مياه البرك والمستنقعات التي تعيق تنقل الطلبة، وتسيء لمنظر المدرسة، وتنشر الأمراض، كما تمنع الأطفال من اللعب والتحرك بحرية فيها.
وكانت الحكومة الموريتانية قد وعدت ببدء عمليات سحب مياه الأمطار من المؤسسات الطبية والمدارس أولا، على أن تستكمل باقي عمليات شفط المياه من الشوارع والأحياء في المرحلة الثانية والثالثة داخل العاصمة، التي لا يتوفر فيها نظام للصرف الصحي.
وأكدت الحكومة أن الحملة التي تدخل في إطار التهيئة لانطلاق السنة الدراسية، ستبدأ بشفط المياه عن 36 مؤسسة تعليمية في العاصمة، ومن ثم ردم آثار الأمطار في الساحات المدرسية حتى لا تتسبب بأضرار للتلاميذ.
كما ذكرت اللجنة الوزارية المكلفة بمسائل الصرف الصحي أنها تعمل بالتعاون مع السلطات الإدارية بمختلف ولايات نواكشوط، والمكتب الوطني للصرف الصحي، والحماية المدنية على إزالة المستنقعات الناجمة عن التساقطات المطرية الغزيرة التي شهدتها العاصمة نواكشوط خلال الأيام الماضية.
وأكدت أن كافة الإجراءات التي اتخذت لإزالة كل المستنقعات، ومواجهة تأثيرات هذه المياه المتجمعة، هدفها حماية صحة الطلبة، وتوفير الظروف المناسبة لانطلاقة سنة دراسية ناجحة.
في المقابل، فإن الكثير من المراقبين يؤكدون أن اللجنة لن تستطيع إكمال عملها قبل بداية العام الدراسي، بسبب قلة عدد الفرق الفنية المكلفة بعمليات شطف المياه، وردم البرك مقارنة مع عدد المدارس، والمؤسسات الجامعية، وانتشار المياه الراكدة داخلها ومحيطها.
ووسط مخاوف من انتشار الأوبئة والأمراض التي تسببها تجمعات المياه الآسنة، دعت مجموعات شبابية إلى القيام بحملات تطوعية لشفط المياه وردم البرك. وطالبت السلطات وفعاليات المجتمع بمساعدتها في إنجاح هذه الحملات، ومعالجة البرك التي تحيط بالأحياء السكنية، وتشل حركة المرور، وتهدد صحة المواطنين، خاصة في المراكز الحيوية والأحياء التي تشهد اكتظاظا.