برشلونة ساهم في إنقاذ الجزائري رياض محرز

تعرض جورج وستنغهاوس خلال طفولته إلى حملة قوية حتى إن مدرسيه وصفوه بـ "الغباء"، ومع ذلك دخل التاريخ على اعتباره واحدا من أكثر الشخصيات إبداعا في تاريخ البشرية، ونجح في كسب التحدي بعد أن أعطى ظهره لكل الملاحظات المحبطة.

رياض محرز كان يحلم باللعب يوما بين الكبار وكان يعشق نادي برشلونة الإسباني، حتى إنه صرح لزملائه بأنه سيلعب يوما مع نادي برشلونة الإسباني مما جعله محل سخرية من قبل الحاضرين.

ويروي مدربه في نادي كيمبيه، رونان سالاون، في حديثه لراديو مونت كارلو قائلا: "كان بالفعل في بداية تحقيق حلمه، وقال لي إنه سيلعب يوما مع نادي برشلونة، فأجبته العب مع كيمبر سيكون أفضل لك".

هذه الإجابة المحبطة زادت في عزيمة الفتى الأسمر الجزائري العربي، وجعلته يدرك أن وصفة النجاح تقتضي منه ألا يضع يديه في جيبه، ورفض كل الجمل السلبية التي كانت قادرة على أن تحبط عزائمه وآمن بقدرته على النجاح.

ويواصل مدرب محرز السابق حديثه قائلا: "عندما جاء رياض للعب معنا كان يفتقر للنضج الكروي ولم يكن يحمل في ذهنه فكرة كبيرة عن الدهاء التكتيكي وكيفية التأقلم مع المجموعة داخل الملعب لأنه كان يعول على مهارته التي كانت بحاجة كذلك للصقل".

وتابع رونان: "كنا نضم في صفوفنا بعض اللاعبين الشبان الذين يعرفون الفشل في الانضمام إلى مراكز التدريب الكبرى في فرنسا، وجلهم كان يتابع نفس الفشل ومن النادر جدا أن يعرف أحدهم النجاح الكبير، على غرار محرز الذي شكل استثناء".

وأضاف مدرب كيمبيه: "رياض كان يمتلك الرغبة في التطور وآمن بداخله أنه أمام فرصة تاريخية قد لا تعوض وقد لا تتاح مرة أخرى، كنت أجد نفسي مضطرا في أحيان عديدة إلى غلق الملعب، وإلا فإن رياض سيبقى إلى ساعات متقدمة من الفجر وهو يسدد الكرات بطريقته التي يحبذها، وأتذكر جيدا أنه كان يهاتفني ليطلب مني بكل إلحاح أن نجعل توقيت التدريبات أطول".

"سألعب يوماً مع برشلونة"، هي جملة رددها الجزائري رياض محرز، ولكن في حقيقة الأمر لم تكن مجرد كلمات نطقها، بل هي رهان وضعه اللاعب على نفسه، وحلم آمن بقدرته على تحويله إلى واقع ملموس، واليوم، حتى وإن فشل اللاعب في الانضمام إلى الفريق الكتالوني، فيكفيه فخرا أنه تحول في ظرف وجيز إلى نجم يتصدر الصفحات الأولى لأبرز الصحف والمجلات العالمية، ويتحول إلى مادة دسمة عربيا وعالميا، وهكذا ساهم برشلونة في إنقاذ رياض محرز فقط بمجرد الرغبة والسعي إلى بلوغ حلم اللعب مع هذا النادي الكبير.

اقرأ أيضاً: بالفيديو...أكروباتية يابانية تمنح ليستر سيتي هدفاً رائعاً!