يحرص السياسيون الأكراد في العراق على استغلال التطورات المتلاحقة في بلاد الرافدين لصالحهم، وتحديداً لمحاولة تأمين استقلال إقليم كردستان وضم كركوك إليه.
وبعد نشر قوات البشمركة في كركوك، والتصريحات المتوالية عن عدم "التفريط بشبر من أرضها"، دعا رئيس إقليم كردستان، مسعود برزاني، أعضاء برلمان الإقليم، اليوم الخميس، إلى الاستعداد لإجراء استفتاء حول استقلال الاقليم، الذي يتمتع بحكم ذاتي عن العراق.
وطالب النواب بدراسة الوضع حول تأييدهم الانفصال عن العراق والاستقلال، أو تبني خيارات أخرى.
واستعرض كل من المستشار الإعلامي للرئاسة، أوميد صباح، ومستشار الرئاسة للشؤون البرلمانية، طارق جوهر، في تصريح صحافي، أهم ما ورد في كلمة برزاني أمام البرلمان، في جلسة مغلقة، نظراً لحساسية الكلمة وتوقيتها.
وقال صباح إن "برزاني دعا البرلمان، إلى تهيئة الأرضية القانونية لإجراء الاستفتاء حول المناطق المتنازع عليها، ومستقبل كردستان، وستقوم رئاسة الإقليم بدعم اجراءات البرلمان".
وحث برزاني النواب على الإسراع بإصدار قانون هيئة الانتخابات، والاستفتاء الخاص بإقليم كردستان. وحول خيار الاستقلال عن العراق، أشار برزاني إلى وجود دعم دولي حول هذه المسألة، مضيفاً أنه "من لا يؤيدوننا، لا يعادوننا".
وفي السياق نفسه، أكد جوهر أن "قوات البشمركة لن تنسحب أبداً من كركوك، والمناطق التي دخلتها". وأضاف: "هذا قرارنا النهائي، وهذا ردنا على (رئيس الوزراء المنتهية ولايته) نوري المالكي". وكان المالكي قد هدد، أمس الأربعاء، باستعادة السيطرة على كركوك.
في هذه الأثناء، نُقل عن عضو اللجنة القانونية البرلمانية، فرست صوفي، قوله إن برزاني حثّ أعضاء البرلمان على الاستعجال في إكمال المناقشات، للمصادقة على قانون تأسيس المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في كردستان، باعتبارها الجهة القانونية المخولة تنظيم أي استفتاء في الإقليم، سواء ما يتعلق بالمناطق المتنازع عليها بين بغداد وأربيل، أو مطالبة سكان الإقليم بالاستقلال عن العراق.
من جهته، قال سكرتير البرلمان، فخر الدين قادر، إن الظروف مناسبة لاجراء استفتاء حول المناطق المتنازع عليها.
يذكر أن هذه أول زيارة لبرزاني إلى البرلمان المحلي في الإقليم، منذ خمس سنوات. وتأتي الزيارة بناء على طلب برزاني إلقاء كلمة، الأمر الذي دفع البرلمان إلى عقد جلسة "استثنائية" لهذا الغرض.