بعد مرور 13 عاماً على بدء تدفّق مهول لبرامج اكتشاف النجوم، لا بد من طرح السؤال: أين هم نجوم الغناء العربي الجدد؟ وهل برامج اكتشاف النجوم صارت المعنية باكتشافهم وتقديمهم إلى الجمهور؟ أم حلّت هذه البرامج مكان المهرجانات الغنائية؟
في الماضي، كانت المهرجانات الغنائية تشكّل عصب سوق الساحة الفنية. فالفنان الذي يستطيع أن يعبر امتحان جمهور المهرجانات يثبّت أقدامه في عالم نجومية الغناء، أمام الجميع، في وقت كان فيه لتقاليد المهرجانات احترامها، وفي وقت كان الفنّ أقرب إلى الرسالة مما هو سلاح شهرة وانتشار.
في مرور سريع على أسماء المهرجانات التي كانت تحظى بمتابعة جماهيرية وإعلامية كبيرة، نجد أنّ "جرش" و"قرطاج" و"دبي" و"المحبة والسلام" و"ليالي التلفزيون في مصر" و"بعلبك" كانت تشكّل عصب الساحة الفنية العربية. ومن منصّاتها كان ينطلق أيّ صوت غنائي كي ينجح في تطويع جمهوره واستمالته.
ظلّت هذه المهرجانات تمارس دورها في تقديم رسالتها الفنية، جنباً إلى جنب مع مهرجانات جديدة أخذ يلمع اسمها في الساحة الفنية العربية بداية الألفية الثالثة مثل "موازين" و"الدوحة" و"بيت الدين" و"الفحيص" وغيرها.
اقرأ أيضاً: أبرز 10 مواقف محرجة للفنانين العرب
لكنّ ظهور برامج اكتشاف المواهب، وتناسخها بشكل سريع عبر شاشات التلفزيون الكثيرة والمنتشرة بفعل التطور التكنولوجي، أسهم نوعاً ما في خفوت دور المهرجانات، مع تكاثر الأصوات الراغبة بالشهرة. تلك التي وجدت في الإطلالة التلفزيونية أسهل الطرق نحو النجومية، فضلاً عن أنّ هذه البرامج تكاثرت كالفطر بسبب الضخّ الإعلاني المهول. وباتت مسرحاً دائماً يُمكن مشاهدتها في أيّ وقت من العام، على عكس المهرجانات الفنية التي لها مواسم ثابتة ينتظرها الناس من عام إلى آخر.
في منتصف التسعينيات كانت المهرجانات الفنية في أوجها وكان "جرش"، على سبيل المثال، حلماً لأيّ فنان يريد أن يوسّع قاعدة انتشاره الجماهيري. فـ"جرش" كان المهرجان الأوّل، يمنح الفنان الذي يتجاوز امتحان جمهوره جواز انتشار عربي. وكانت الأسماء التي تصل إليه تختار بعناية شديدة، وكان يحظى باهتمام إعلامي. ولذا كانت محطة "art" تقيم استديو مفتوحاً لبثّ أمسياته على شاشتها الأكثر مشاهدة عربياً حينها وتغطّي جزءاً كبيراً من أوروبا.
في العام 1996، سنحت الفرصة للفنانة اللبنانية نجوى كرم بأن تشارك للمرّة الأولى في "جرش"، فاستثمرت الفرصة بذكاء إذ كانت في بداية انطلاقتها ومعروفة بشكل واسع في لبنان وسورية والأردن، لكنّها كانت في حاجة إلى انتشار عربي أوسع. جاءت وقدّمت ثلاث سهرات على مسرح "جرش" العتيق، وجهّزت للمهرجان أغنيتها الشهيرة "جايه يا جرش". فكان المهرجان فأل خير عليها، كما كان سابقاً مع كاظم الساهر وعاصي الحلاني وعمر العبداللات وماجد المهندس وجورج وسوف وراشد الماجد وعبد المجيد عبد الله وأحلام ونوال الزغبي ولطيفة التونسية وصابر الرباعي وفارس كرم وآخرين.
اليوم بات المغنون يفرضون شروطهم للغناء في المهرجانات، وباتوا يركضون وراء من يدفع أكثر، بعدما اكتشفوا أنّ برامج الهواة تدرّ دخلاً أكبر. فهذه البرامج صارت مجرد منفعة مادية للمغنين المعروفين، الذين يتبادلون الأدوار. فالفنان ذاته تراه حَكَماً في برنامج ما، وضيفاً على برنامج آخر.. حتّى بات الفن لأجل الفنّ آخر الاهتمامات. الأهمّ كيف يحصل الفنان على الدولارات.
الوسوف قالها
قبل 5 سنوات أطلق جورج وسوف تصريحاً حول انتهاء عصر ظهور النجوم، رادّاً الأمر إلى ندرة الموهبة عند معظم المغنين ، فضلاً عن تغيّر الزمن وانتهاء صلاحية الأفكار التي تقدّمها الأغنيات. وهو ما يبدو حقيقياً اليوم، أمام قلة ظهور النجوم، أو انحسار نجومية البعض بسرعة.
اقرأ أيضاً: بالأرقام: هكذا تفوّق سعد لمجرّد على نجوم العرب كلّهم
في الماضي، كانت المهرجانات الغنائية تشكّل عصب سوق الساحة الفنية. فالفنان الذي يستطيع أن يعبر امتحان جمهور المهرجانات يثبّت أقدامه في عالم نجومية الغناء، أمام الجميع، في وقت كان فيه لتقاليد المهرجانات احترامها، وفي وقت كان الفنّ أقرب إلى الرسالة مما هو سلاح شهرة وانتشار.
في مرور سريع على أسماء المهرجانات التي كانت تحظى بمتابعة جماهيرية وإعلامية كبيرة، نجد أنّ "جرش" و"قرطاج" و"دبي" و"المحبة والسلام" و"ليالي التلفزيون في مصر" و"بعلبك" كانت تشكّل عصب الساحة الفنية العربية. ومن منصّاتها كان ينطلق أيّ صوت غنائي كي ينجح في تطويع جمهوره واستمالته.
ظلّت هذه المهرجانات تمارس دورها في تقديم رسالتها الفنية، جنباً إلى جنب مع مهرجانات جديدة أخذ يلمع اسمها في الساحة الفنية العربية بداية الألفية الثالثة مثل "موازين" و"الدوحة" و"بيت الدين" و"الفحيص" وغيرها.
اقرأ أيضاً: أبرز 10 مواقف محرجة للفنانين العرب
لكنّ ظهور برامج اكتشاف المواهب، وتناسخها بشكل سريع عبر شاشات التلفزيون الكثيرة والمنتشرة بفعل التطور التكنولوجي، أسهم نوعاً ما في خفوت دور المهرجانات، مع تكاثر الأصوات الراغبة بالشهرة. تلك التي وجدت في الإطلالة التلفزيونية أسهل الطرق نحو النجومية، فضلاً عن أنّ هذه البرامج تكاثرت كالفطر بسبب الضخّ الإعلاني المهول. وباتت مسرحاً دائماً يُمكن مشاهدتها في أيّ وقت من العام، على عكس المهرجانات الفنية التي لها مواسم ثابتة ينتظرها الناس من عام إلى آخر.
في منتصف التسعينيات كانت المهرجانات الفنية في أوجها وكان "جرش"، على سبيل المثال، حلماً لأيّ فنان يريد أن يوسّع قاعدة انتشاره الجماهيري. فـ"جرش" كان المهرجان الأوّل، يمنح الفنان الذي يتجاوز امتحان جمهوره جواز انتشار عربي. وكانت الأسماء التي تصل إليه تختار بعناية شديدة، وكان يحظى باهتمام إعلامي. ولذا كانت محطة "art" تقيم استديو مفتوحاً لبثّ أمسياته على شاشتها الأكثر مشاهدة عربياً حينها وتغطّي جزءاً كبيراً من أوروبا.
في العام 1996، سنحت الفرصة للفنانة اللبنانية نجوى كرم بأن تشارك للمرّة الأولى في "جرش"، فاستثمرت الفرصة بذكاء إذ كانت في بداية انطلاقتها ومعروفة بشكل واسع في لبنان وسورية والأردن، لكنّها كانت في حاجة إلى انتشار عربي أوسع. جاءت وقدّمت ثلاث سهرات على مسرح "جرش" العتيق، وجهّزت للمهرجان أغنيتها الشهيرة "جايه يا جرش". فكان المهرجان فأل خير عليها، كما كان سابقاً مع كاظم الساهر وعاصي الحلاني وعمر العبداللات وماجد المهندس وجورج وسوف وراشد الماجد وعبد المجيد عبد الله وأحلام ونوال الزغبي ولطيفة التونسية وصابر الرباعي وفارس كرم وآخرين.
اليوم بات المغنون يفرضون شروطهم للغناء في المهرجانات، وباتوا يركضون وراء من يدفع أكثر، بعدما اكتشفوا أنّ برامج الهواة تدرّ دخلاً أكبر. فهذه البرامج صارت مجرد منفعة مادية للمغنين المعروفين، الذين يتبادلون الأدوار. فالفنان ذاته تراه حَكَماً في برنامج ما، وضيفاً على برنامج آخر.. حتّى بات الفن لأجل الفنّ آخر الاهتمامات. الأهمّ كيف يحصل الفنان على الدولارات.
الوسوف قالها
قبل 5 سنوات أطلق جورج وسوف تصريحاً حول انتهاء عصر ظهور النجوم، رادّاً الأمر إلى ندرة الموهبة عند معظم المغنين ، فضلاً عن تغيّر الزمن وانتهاء صلاحية الأفكار التي تقدّمها الأغنيات. وهو ما يبدو حقيقياً اليوم، أمام قلة ظهور النجوم، أو انحسار نجومية البعض بسرعة.
اقرأ أيضاً: بالأرقام: هكذا تفوّق سعد لمجرّد على نجوم العرب كلّهم