بدأ العد العكسي لافتتاح مطار إسطنبول الجديد بعد نحو أسبوعين، فيما تسعى تركيا لتحويل المدينة إلى الوجهة السياحية الأولى عالمياً، كما قال الرئيس رجب طيب أردوغان، الذي سبق وأكد نية نقلها إلى المراتب الأولى بين المدن الأكثر استقبالاً للزوار.
في السياق كان إعلان شركة الخطوط الجوية التركية عن نقل رحلاتها الجوية بالكامل، من مطار "أتاتورك" إلى مطار إسطنبول الجديد، بحلول 6 إبريل/نيسان المقبل، بعد أن وصل عدد المسافرين، بحسب المديرية العامة لهيئة مطارات الدولة، وعبر مطارات إسطنبول الثلاثة، خلال شهرين إلى نحو 15.286 مليون مسافر.
الشركة أوضحت أن عملية نقل رحلاتها إلى المطار الجديد انطلقت ابتداء من اليوم، معلنة أن رحلات الشركة في مطار أتاتورك ستنتهي في 6 إبريل/ نيسان.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد افتتح يوم 29 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، مطار إسطنبول الجديد، الذي يعد أحد أكبر المطارات في العالم، بمساحة منطقة البناء 7659 هكتارا قرب بحيرة تيركوس. وأكبر مبنى ركاب تحت سقف واحد، بسعة سنوية في المرحلة الأولى 90 مليون مسافر وفي الثانية 150 مليونا.
وتزيد التكاليف الإجمالية للمطار الجديد عبر مرحلتيه على 23.5 مليار يورو، وفازت بمناقصته عام 2013 شركات "جنكيز، كولين، ليماك، كاليونمابا" التركية، والتي ستقوم بتشغيله لمدة 25 عامًا قبل تحويله إلى الحكومة التركية.
ويمتاز المطار بسبعة مداخل رئيسية و229 نقطة مراقبة جوازات للقادمين والمغادرين و77 بوابة طيران، وتبلغ مساحة المطاعم والمقاهي 33 ألف متر مربع، وسيعمل به 225 ألف شخص، وسيوفر أكثر من مليون فرصة عمل بحسب وزير المواصلات التركي.
ونال المطار الثالث بإسطنبول قبل تدشينه، استثمارات ضخمة كأكبر فندق في أوروبا بسعة 451 غرفة تعهدته شركة "يوتيل" وجوائز عدة عالمية، كجائزة "المركز الأوروبي للهندسة المعمارية والتصميم" عام 2015 على أنظمة المشروع بما فيها الكهربائية، إضافة إلى برج المراقبة وتصميم مبنى المطار، وحصل المطار على جائزة تصميم في فئة "المشاريع المستقبلية، والبنى التحتية"، لمبنى المسافرين عام 2016.
ونفذت طائرة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في 20 تموز 2018، أول هبوط بمطار إسطنبول الثالث، قادمة من غازي عنتاب، وهبطت الطائرة في المدرج الأول البالغ طوله 3 آلاف و750 مترًا وعرضه 60 مترًا.
وأعلنت الإدارة التشغيلية لمطار إسطنبول الثالث وبالتعاون مع بلدية إسطنبول الكبرى عن تجهيزها 19 نقطة انطلاق من وإلى المطار الجديد عبر 150 حافلة و18 خطاً، تسهيلا لحركة المسافرين في مختلف مناطق إسطنبول.
ومن المتوقع، بحسب مشغلي المطار، أن يساهم المطار الثالث بـ 4.9% من إجمالي الدخل المحلي في تركيا بعد انطلاقه، إلى جانب 79 مليار دولار أرباحا إضافية، وأن يتم نقل 75 ألف مسافر يوميا عبر هذه الحافلات، وبأسعار تتراوح بين 12 و30 ليرة على الراكب الواحد، فيما سوف يكون للأطفال تحت عمر 6 سنوات مجانا.
وسيودع مطار أتاتورك، في 6 نيسان/إبريل المقبل، ركابه ليتحول، بعد 65 عاماً من العمل إلى "مساحة خضراء" بالتزامن مع نقل كامل الرحلات إلى المطار الجديد، لصبح واحدة من أكبر حدائق إسطنبول بمساحة قرابة 4 أضعاف مساحة حديقة "سنترال بارك" بمدينة نيويورك الأميركية.
وتمتاز تركيا عموماً وإسطنبول على وجه الخصوص، بحدائق عامة كبيرة، كحديقة أوتاتبه التي افتُتِحت عام 1996 في مدينة إسطنبول. وتمتد على التلة المحاذية لنهاية الطرف الآسيوي لجسر السلطان محمد الفاتح، بمساحة تبلغ نحو 152 ألف متر مربع.
وتهتم إسطنبول التي تسعى للتربع على قائمة المدن الأكثر جذبا للسياح، بحدائق كبيرة أقدمها "غولهانة" والتي كانت خاصة بالسلاطين العثمانيين قبل أن تفتح أبوابها أمام العامة عام 1926.
كما تأتي حديقة يلدز القريبة من القصر الشهير "يلدز" في منطقة بشكتاش بإسطنبول، التي تضم الحديقة في أرجائها ما يزيد على 120 نوعًا من الأشجار، ضمن حدائق إسطنبول الشهيرة، إضافة لكثير من الحدائق، مثل حديقة فنار بهجة التاريخية الواقعة في الطرف الآسيوي من إسطنبول، التي تعد واحدة من أبرز الحدائق العامة في المدينة.