بحيرة هيلير الوردية

22 سبتمبر 2017
لون وردي نتيجةً للطحالب (Auscape)
+ الخط -
تقع بحيرة هيلير على حافة الجزيرة الوسطى، التي تعدّ أكبر الجزر في أرخبيل ريشيرتش قبالة الساحل الجنوبي لغرب أستراليا. ويقسم المنطقة بينها وبين المحيط؛ شاطئٌ طويل ورفيع. ويبلغ طول البحيرة حوالى 600 متر وعرضها 250 متراً، وتحيط بها ضفة رملية وغابة كثيفة من أشجار الكافور. كما يوجد بالمكان شريط ضيق من الكثبان الرملية التي يكسوها الغطاء النباتي، وتفصل حافة البحيرة عن ساحل الجزيرة المطل على المحيط.

ورغم تعوّدنا على أن يكون لون البحيرات المالحة هو الأزرق السماوي؛ فإن بحيرة هيلير وحدها تصدم المشاهدين بلونها الوردي الرائق. لون وردي دائم الحياة، لا يتغير عند أخذ شيء من ماء البحيرة في أي إناء، فاللون الوردي ناتج من كائن حي يعيش فيه يُسمَّى دوناليلا سالينا.

هذا الكائن هو نوع من الطحالب التي توجد بشكل خاص في حقول الملح البحري، وهو مشهور بنشاطه المضاد للأكسدة وقدرته على خلق كمية كبيرة من الكاروتينات. يستخدم الدوناليلا في مستحضرات التجميل والمكملات الغذائية. وهو من الكائنات النادرة في العالم ذات القدرة على العيش في الأجواء شديدة الملوحة، مثل برك الملح والبحيرات المغلقة.

كانت أول سجلات مكتوبة عن البحيرة قد وضعتها بعثة "ماثيو فليندرز" في يناير/كانون الثاني 1802، ونشرت في المجلة المسماة باسم فليندرز، ولاحظ الرجلُ لونَ البحيرة عندما صعد إلى أعلى قمة في الجزيرة، والتي أُطلق عليها فيما بعد قمة فليندرز. ووصف المكتشف البحيرة كالتالي: "توجد في الجزء الشمالي الشرقي للجزيرة بحيرة صغيرة ذات لون وردي ومشبعة بالملح، لدرجة ترسب الملح الكثير بالقرب من شواطئها بما يكفي لتحميل سفينة منه، وكانت العينات التي أخذتُها منه وجلبتُها معي ذات نوعية جيدة ولا تتطلب أي عمليات أخرى لتكون صالحة للاستخدام الآدمي".

وسميت البحيرة باسم هيلير أحد أعضاء طاقم البعثة الذي توفي بسبب مرض الزحار في مايو/أيار 1803، خلال زيارة ثانية للبعثة للجزيرة. وفي عام 1889 نال أحد الأستراليين حقوق استخراج الملح تجارياً من البحيرة، فانتقل هو وأبناؤه للعمل والحياة في الجزيرة، وظلوا لنهاية القرن التاسع عشر يعملون في تعدين الملح. ثم توقفت عمليات الاستخراج بعد اكتشاف وجود مواد سامة مختلطة بالملح وصعب استخلاصها في ذلك الوقت.

اعتباراً من 2012 أصبحت البحيرة محمية، وجزءاً من محميات أرخبيل ريشيرتش الطبيعية، حيث توفر الطبيعة الخلابة للجزيرة والبحيرة جذباً كبيراً للسائحين والزوار للمشي على الأرض الملحية لضفافها، والتمتع بالشاطئ النحيل الفاصل بينها وبين المحيط. كما أن البحيرة توفر فرصة للسباحة في الماء شديد الملوحة، الذي يعالج الكثير من الأمراض الجلدية. ولا يوجد بالبحيرة أي كائنات حية سوى الدوناليلا سالسناـ ذلك الطحلب الذي يخلق الصبغة الحمراء من الملح ويعطي اللون الوردي. وتظهر البحيرة من الجو كقطعة من العلكة الوردية وسط دائرة بيضاء تحيطها النباتات الخضراء والأشجار من كل جوانبها.




المساهمون