وكتب مارك مويار في صحيفة "وول ستريت جورنال"، تقريراً عن الكتاب، وجاء فيه: "قد يتوقع القارئ أن يعيد بانيتا سرد الأحداث على طريقة السياسي الحزبي مثل وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون، في مذكراتها، وليس على طريقة المهني مثل وزير الدفاع السابق روبرت غيتس، لكن الأمر لم يكن كذلك. صحيح أن كتاب "قتال يستحق" اشتمل على الجوانب الحزبية، ولكنه اشتمل أيضاً، لحسن حظ القارئ، على لمحات من صراحة غيتس".
ويضيف مويار "يستعرض بانيتا، بشيء من التفصيل، الخلافات التي أحاطت بأساليب سي آي إيه المدعومة في التحقيق والتي منعها أوباما، في أوائل فترة رئاسته بعد أن وصفها علناً بالتعذيب. ويذكر كيف عبّر أوباما، عن معارضته لتلك الأساليب في جلسات الكونغرس، لكنه ترك المجال مفتوحاً أمام امكانية استخدامها في حالات "سيناريوهات العد التنازلي لانفجار قنبلة".
ويتابع "خلافاً للعديد من النقاد، يقول بانيتا، إن تلك الأساليب وفرت معلومات استخبارية مهمة للغاية حول مكان وجود زعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن. وأضاف بطريقة دبلوماسية ما لن نعرفه اطلاقاً، هو ما إن كانت تلك هي الأساليب الوحيدة للحصول على تلك المعلومات".
ويورد أنه "في مواقع أخرى من الكتاب يحمل بانيتا، أوباما الخطأ في عدم الخروج بالكونغرس من الخفض العام للإنفاق الذي بدأ في يناير/كانون الثاني 2013، بإخفاق لجنة الكونغرس في التوصل إلى تسوية للموازنة. كما يلقي بانيتا، باللوم على بقية الوزراء في حكومة أوباما، على عدم تحذيرهم الشعب من أخطار خفض الإنفاق، وهو الشيء الذي كان يفعله هو نفسه خلال تلك الفترة".
ويشير إلى أن بانيتا "كان يردد: الوزراء كانوا بانتظار إذن أوباما لمعارضة الخطة... ولم يأت ذلك الإذن قط". واعتبر مويار أن "ذلك دليل على أنه على الرغم من تنديد أوباما، عادة بخفض الإنفاق، إلا أنه كان يريد أن يتم في الواقع، وذلك لتقليص موازنة الدفاع جزئياً".
ويشير إلى أنه "اتّضح فيما بعد أن موازنة الدفاع، تعرضت لخفض هو الأكبر منذ ثلاثينات القرن الماضي. ويلوم بانيتا، أوباما على الانسحاب المتسرع من العراق بنهاية عام 2011. وكان بانيتا، وغيره ممن كانوا يدعمون بقاء القوات الأميركية في بغداد، يعتقدون أن البيت الأبيض كان تواقاً إلى الانسحاب من العراق، أكثر من ترتيب إجراءات كفيلة بحفظ النفوذ والمصالح الأميركية".
ويلفت إلى أنه "بحسب بانيتا، فإن بعض اللوم يقع على رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي، لإصراره على موافقة البرلمان العراقي على استمرار بقاء القوات الأميركية في العراق. ولكن كما كشف الجنرال المتقاعد برنارد تراينور، والمراسل العسكري لصحيفة نيويورك تايمز مايكل غوردون، في كتابهما عام 2012، اللعبة الأخيرة، كان أوباما هو من أصّر على موافقة البرلمان العراقي. ويبدو أنه قام بذلك كذريعة لانسحاب القوات الأميركية لعلمه بأن بعض النواب سيصوتون بالرفض. لكن فكرة أن البرلمان العراقي قيّد أيدي أوباما، دُحضت، إذ أعاد القوات الأميركية إلى العراق قبل بضعة أشهر من دون مباركة البرلمان".
ويرى مويار أنه "بالنسبة لسورية، يتطرّق بانيتا، بشكل خاطف لرفض أوباما دعم المعارضة المعتدلة في الفترة الأولى من الثورة في سورية، حين كانت فرصة النجاح أكبر بكثير مما هي الآن. لكنه لم يشجب تعامل أوباما مع الرئيس السوري بشار الأسد، بشأن الأسلحة الكيميائية. وكان أوباما قال في ديسمبر/أيلول 2012، إن استخدام سورية لتلك الأسلحة يمثل خطاً أحمر يدعو لرد أميركي متشدد. لكن وبعد عام من ذلك، ومع وجود دليل قوي على أن أسلحة النظام السوري الكيميائية قتلت مئات الناس في الغوطة، تراجع أوباما عن قوله السابق. ويقول بانيتا، إن مثل ذلك التذبذب كان ضربة للصدقية الأميركية".
ويتطرق مويار إلى مواقف بانيتا في دعم مرؤوسيه في أكثر من مناسبة ضد الاتهامات غير المؤسسة، ومنها اتهام الرئيسة السابقة للكونغرس نانسي بيلوسي، لوكالة الاستخبارات الأميركية بأنها كذبت على الكونغرس بشأن استخدام وسيلة الإيهام بالغرق.
وأخيراً يتطرق بانيتا إلى الهجمات الإرهابية في بنغازي في ليبيا عام 2012 والتي أدت إلى مقتل السفير الأميركي وثلاثة آخرين وشحّ الموارد الأمنية في ليبيا ورد الكونغرس الفوضوي على تلك الهجمات وما تلا ذلك من تشويش.