للسنة السابعة على التوالي، يخرج مسلسل "باب الحارة" إلى المشاهدين بصورة بصرية مكررة وقالب لم يتغير، مع أفكار تكرّس ثقافة الشوارب المفتولة والجهل، مع إدخال خط سياسي يحاكي الواقع من وجهة نظر القائمين على العمل.
لذلك، اختار مجموعة من الشباب الناشط في حلب السخرية من مسلسل "باب الحارة"، عبر إنتاج نسخة معارضة له، وهو عمل كوميدي ساخر ناقد يحاكي أحداثاً تجري في الوقت الحالي. ويقول "مصعب العرابي" أحد القائمين على العمل لـ "العربي الجديد"، "جاءت الفكرة، لأن باب الحارة يعمد لتزوير الحقائق وتشويه التاريخ، إضافة إلى تشتت كاتب المسلسل الأصلي ومخرجه في تشكيل واقع يحاكي الوضع الحالي في سورية".
ويضيف أن "قصة استبعاد علم الاستقلال من المسلسل الأصلي، تدل على أن العمل يخضع لرقابة تشبيحية وأمنية، عدا عن تكرار الأخطاء الإخراجية والاستخفاف بعقل المشاهد، مثلا قصة حمل زوجة معتز التي استمرت سنتين، وأخيراً عودة أبو مرزوق للحياة في مشهد عزاء نادية، وغيرها الكثير".
ويؤكد العرابي: عملنا حر، بمعنى أنه لا يخضع لضغوط أمنية ورقابية، واﻷفكار متنوعة ومستوحاة من شخصيات المسلسل الأصلي، فإحدى الحلقات كانت بعنوان "عودة أبو شهاب" وآخرى عن الخيانة والإرهاب والبوط العسكري من وجهة نظر، بعيدة عما يقدمه المسلسل الأصلي.
وتم تصوير المسلسل في الداخل السوري، ومازال الفريق مستمراً في كتابة وتصوير الحلقات حتى اللحظة لمواكبة الأحداث بوقتها، ويقول العرابي: "نصور حالياً في ريف حلب الغربي الذي يشهد قصفاً متواصلاً من قبل قوات الأسد، وفي أكثر الأوقات كنا نطفئ إضاءة التصوير خوفاً من الطيران الحربي".
ويضيف: "نعمل بجهود شخصية، ومعدات بسيطة وإكسسوارات تم تصنيعها يدوياً، لأننا لا نملك المال الكافي لشراء معدات تصوير متطورة وملابس وغيرها من الأدوات، كما أننا نواجه الآن مشكلة في المحروقات لإكمال العمل، إذ لا يوجد كهرباء أو ديزل، والبنزين متوفر لكن بأسعار خيالية تصل إلى 500 ليرة سورية للتر الواحد".
ويتم تدريب الممثلين قبل تصوير كل حلقة، خاصة وأن المناطق المحررة تفتقر إلى الخبرات الأكاديمية في مجال التمثيل وإنتاج الأعمال الفنية، ورغم ذلك كان هناك تفاعل مقبول من المتابعين، وبرأي مصعب فإن ذلك يعود إلى أعمالهم السابقة "عملنا على 4 مشاهد "اسكتشات" كوميدية شبه ارتجالية، وهي كواليس الرئيس، عودة سلوم، وادي الضيف،
والنمر الوردي، ومن وقتها كسبنا جمهوراً ينتظر أعمالنا ويطلب المزيد دوماً". يذكر أن حلقات المسلسل لا تتعدى الـ 6 دقائق، والعمل من إنتاج قناة حلب اليوم.
اقرأ أيضاً: باب الحارة:المسلسل الذي روّج فكرة الزعيم الذي لا يقهر