باكو ألكاسير.. ديفيد فيا الجديد؟

13 أكتوبر 2014
كوستا وألكاسير.. مستقبل هجوم إسبانيا
+ الخط -

نجح باكو ألكاسير مهاجم إسبانيا في سحب البساط من تحت أقدام زميله في المنتخب صاحب الأصول البرازيلية دييجو كوستا؛ بسبب مهارته في استغلال الفرص التي تتاح له وتحويلها إلى أهداف، مما يوحي بأن النزاع بينهما سيكون على أشده في الفترة المقبلة، وهو الشيء الذي كان يفتقده أبطال يورو 2012 في خط هجومهم بمونديال البرازيل 2014.

الخيار الصحيح
كل الأضواء كانت مسلطة على دييجو كوستا قبل المونديال، عقب حصوله على الجنسية الإسبانية، انتظارا لما سيقدمه من حلول يعرف الجميع أنه يملكها لهجوم "لاروخا". ولكن لم تأت الرياح بما تشتهى السفن في البطولة، وحتى بعدها؛ حيث استغرق الوقت من مهاجم تشيلسي الإنجليزي الحالي سبع مباريات، تحديدا 514 دقيقة للوصول لهدفه الأول، وهو الأمر الذي لم يعان منه ألكاسير.

فبعد صدمة المونديال وخروج إسبانيا من دور المجموعات، قرر المدير الفني لإسبانيا فيسينتي ديل بوسكى إجراء عملية إحلال وتجديد، وليست ثورة، في الفريق كما يظن البعض، وكان اسم ألكاسير من ضمن الخيارات التي قرر ديل بوسكى الاعتماد عليها في هذه المرحلة المقبلة.

صحيح لم يصل ديل بوسكي بعد إلى مرحلة الاتزان الكامل والصورة الجماعية المطلوبة من فريق ظل متسيدا العالم الكروي بين 2008 و2014، ولكن هذا لا يعني أن بعض اللاعبين أثبتوا فرديا صحة اختيار ديل بوسكي لهم، ويأتي باكو ألكاسير مهاجم فالنسيا الإسباني بالطبع على رأس القائمة.

أرقام مبشرة
أرقام اللاعب صاحب الـ21 عاما مع المنتخب حتى الآن تعتبر رائعة: ثلاثة أهداف في أربع مباريات، وهو الرقم الذي لم ينجح حتى هداف المنتخب التاريخي ديفيد فيا (59 هدفا في 97 مباراة) في الوصول إليه، حيث لم يقدر على هز الشباك مع "لاروخا" سوى في رابع مبارياته.

بداية ألكاسير المبشرة أيضا تتخطى تلك الخاصة بأسطورة ريال مدريد الإسباني، راؤول جونزاليس، ثاني هدافي إسبانيا التاريخيين بـ44 هدفا في 101 مباراة، والذي سجل هدفا واحدا في أول أربع مباريات له مع إسبانيا.

مهارات اللاعب الشاب التهديفية وعلاقته الغرامية مع الشباك ليست أمرا جديدا عليه، خاصة أنه سجل مع منتخبات الشباب على سبيل المثال 29 هدفا، هذا بخلاف الموسم الجيد الذي يقدمه مع فالنسيا في الوقت الحالي؛ حيث سجل حتى الآن وبعد مرور سبع جولات أربعة أهداف، ثلاثة بالقدم وواحد بالرأس.

رأس حربة متكامل
وتعد قدرة ألكاسير على التسجيل من أضيق الفرص من أهم مميزاته، فهذا هو ما كان ديل بوسكي يبحث عنه، بسبب "إبداعات" فرناندو توريس في إهدار الفرص، وسوء الحظ الذي ظل ملازما كوستا منذ انضمامه إلى إسبانيا حتى نجح في تخطيه أمام لوكسمبورج في الجولة الثالثة بالتصفيات المؤهلة لـ(يورو 2016)، حيث إن لاعب فالنسيا الشاب متميز في كل ما يتعلق بمنطقة الجزاء والألعاب الهوائية.

ومن ضمن نقاط الشبه بين ألكاسير وفيا أيضا لعبهما لفالنسيا، فاللاعب صاحب الـ21 عاما من ناشئي الخفافيش وسجل في موسمه الأول مع الفريق الثاني للـ"خفافيش" 15 هدفا، فيما أن الهداف التاريخي لمنتخب إسبانيا كان انتقل إلى النادي قادما من سرقسطة، ولكنه قدم بين صفوفه أداء راقيا؛ حيث نجح في تسجيل 108 أهداف في 166 مباراة، وكان بوابة انتقاله نحو برشلونة وبعده أتلتيكو مدريد.

حتى وقت قريب، فإن الأمور على صعيد الأندية لم تكن تسير بشكل جيد مع ألكاسير؛ فهو لعب الموسم قبل الماضي معارا لخيتافي؛ حيث سجل ثلاثة أهداف في 20 مباراة، ومنذ عودته في 2013 للخفافيش وحتى الآن سجل 14 هدفا لفريقه؛ سواء في الليجا أو الكأس أو أوروبيا.

البدايات المبشرة أحيانا تكون العنوان الصحيح لمسيرة رائعة أو مجرد خدعة عن أسطورة لن تكتمل. وحده ألكاسير هو الذي سيقدر على تحديد خياراته من ضمن هذين الاحتمالين، خاصة أنه يحظى بدعم ديل بوسكى والإعلام الإسباني، وأمامه فرصة ذهبية في ظل عدم وجود منافسة حقيقية سوى من دييجو كوستا؛ خاصة مع عدم وجود موانع من أن يلعب الاثنان معا في نفس التشكيل، من دون جلوس أحدهما احتياطيا إذا ما استدعت الحاجة.
المساهمون