وشدد في كلمته، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية، "نكرر أن باب الحل واضح وهو تشكيل حكومة إنقاذ، حكومة فاعلة، حكومة أخصائيين رئيسها وأعضاؤها من أصحاب الكفاءة والجدارة والكف النظيف، وزراء من الأخصائيين الجديرين والقادرين على استعادة ثقة الناس وعلى معالجة الملفات على أن يكونوا مدعومين من القوى السياسية والكتل البرلمانية".
وتابع قائلاً "عملاً بهذا المنطق يختار الحريري رئيس حكومة يحظى بثقة الناس ومتوافق عليه فنكون احترمنا الميثاق بعدم تخطي إرادة الأكثريّة السنيّة، وعلى هذا الأساس يشكل رئيس الحكومة المكلّف بالتشاور مع رئيس الجمهورية حكومة تصالح اللبنانيين مع الدولة وتنفّذ الإصلاحات وتحافظ على التوازنات".
وأضاف "إذا أصر الحريري على (أنا أو لا أحد) وأصرّ حزب الله وأمل على مقاربتهما بمواجهة المخاطر الخارجية بحكومة تكنوسياسية برئاسة الحريري، نحن كتيّار وطني حرّ، وكتكتّل لبنان القوي، مع ترك الحريّة لمن يريد من الحلفاء، لا يهمّنا أن نشارك بهكذا حكومة لأن مصيرها الفشل حتماً".
وزاد قائلاً "إذا لعبنا اللعبة التقليدية كما في السابق سنربح، ولكن اليوم المعادلات اختلفت، لا نريد أن نربح في السياسة على أن نصل للفشل". وأضاف "الموازين واضحة، لسنا قادرين ولا نحن نريد أن نتخطى الموقع الميثاقي للحريري الذي ثبته في الانتخابات، لا لزوم لحرق أسماء وتدخل صرح ديني متل دار الفتوى لتثبيت المعادلة".
وقبيل مؤتمره الصحافي، عقد تكتل "لبنان القوي" الذي يترأسه باسيل، اجتماعاً استثنائياً لبحث موقف التكتل من الملف الحكومي، وسط معلومات صحافية تحدّثت في الأيام الماضية عن اتجاهه لإعلان الانتقال إلى صفوف المعارضة.
وقبيل ساعات من الاجتماع، زار باسيل مقرّ الرئاسة الثانية في عين التينة، حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري، من دون أن يدلي بأي تصريح بعد اللقاء.
وفي موقف لافت من القصر الرئاسي في بعبدا قد ينذر بالتوجه إلى حكومة اختصاصيّين، قال رئيس "الحزب الديمقراطي اللبناني" النائب طلال أرسلان: "فلتكن حكومة اختصاصيّين، ولكن بدءاً من رئيسها وصولاً إلى وزرائها، وقد أبلغت رئيس الجمهورية بموقفي".
وتنضوي كتلة "ضمانة الجبل" التي يترأسها أرسلان ضمن تكتل "لبنان القوي".
وينتظر اللبنانيون كلمة أخرى للأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله، يوم غد الجمعة، يُفترض أنّ تتحدّد فيها المواقف من الملف الحكومي، قبيل الاستشارات النيابية التي ستعقد، الإثنين المقبل، لتكليف رئيس جديد لمجلس الوزراء.
وعادت أسهم الحريري إلى الارتفاع بعد سقوط اسم المرشح سمير الخطيب، إلا أنّ الحريري دعا، أمس الأربعاء، إلى الإسراع بتشكيل حكومة اختصاصيين للخروج من الأزمة الراهنة.
وقال الحريري، في بيان، إن الخروج من الأزمة يستوجب "الإسراع بتأليف حكومة اختصاصيين، تشكل فريق عمل متجانسا وذا مصداقية، مؤهلا لتقديم إجابات على تطلعات اللبنانيين بعد 17 أكتوبر/تشرين الأول".
وعبّر الحريري في وقت سابق عن عدم رغبته بتولّي رئاسة الحكومة، وتأييده لحكومة تكنوقراط.
وبدأ اللبنانيون، في 17 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، انتفاضة غير مسبوقة، احتجاجاً على تردّي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، وتوجّه الحكومة إلى فرض ضرائب جديدة.
وقدّم الحريري في 29 أكتوبر/تشرين الأول استقالته إلى رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون، مشيراً إلى أنها تأتي بعدما وصل إلى طريق مسدود، ونزولاً عند رغبة الشعب اللبناني، الذي خرج في تظاهرات حاشدة غير مسبوقة ضدّ الفساد والسرقة والأزمة الاقتصادية المستفحلة.
وشهدت العاصمة اللبنانية توتراً جديداً، مساء الأربعاء الخميس، جراء محاولة عناصر حزبية مناصرة لـ"حركة أمل" اقتحام ساحتي الاعتصام في رياض الصلح وساحة الشهداء، وسط بيروت.
وشهدت منطقة خندق الغميق مروراً بجسر الرينغ ومحيط ساحتي الاعتصام عمليات كرّ وفرّ بين عناصر حركة "أمل" وقوات الأمن اللبنانية التي استخدمت قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريقهم.
وجاء التوتر بعد يوم من اعتداء عناصر من شرطة مجلس النواب اللبناني، الذين يحرسون مقر رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، على متظاهرين كانوا يمرون من المنطقة ضمن مسيرات نظموها بشكلٍ سلمي أمام منازل عدد من السياسيين.