باريس تأمل بـ"تفاهم يشمل روسيا" حول حلب بمجلس الأمن

16 ديسمبر 2016
فرنسا "لا تتصور" معارضة روسيا القرار (دومينيك رويتر/فرانس برس)
+ الخط -

أعلن السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة، فرنسوا دولاتر، أن بلاده تأمل بـ"تفاهم يشمل روسيا" حول مشروع قرارها بشأن مدينة حلب، والذي ستقدمه لمجلس الأمن الدولي اليوم الجمعة.


وسيعقد المجلس جلسة مغلقة، مساء اليوم، لبحث الوضع في حلب والاقتراحات الفرنسية.

وقال دولاتر للصحافيين إن "الهدف هو نشر مراقبين في حلب وحول حلب في أسرع وقت، للتأكد من صمود وقف إطلاق النار ومن إنجاز عملية إجلاء المدنيين وإيصال المساعدة الإنسانية"، وفق وكالة "فرانس برس".

وأوضح أن هؤلاء المراقبين الدوليين الذين تأمل فرنسا بنشرهم "للتنسيق والإشراف" يمكن أن يكونوا من الطاقم الأممي الموجود أصلاً على الأرض، مضيفا أنه "أمر ملح. فلنستعن بالإمكانات التي لدينا على الأرض".

وأشار إلى أن "القرار الفرنسي يهدف أيضا إلى ضمان "حماية مستشفيات وطواقم طبية"، وذكر أن عملية الإجلاء من شرق حلب "علّقت قبل بضع ساعات"، ولكن "يبقى آلاف المدنيين في شرق حلب".

وأكد دولاتر أن "فرنسا تريد أن يتم تبني قرارها في أسرع وقت"، وفي حال عدم وجود "تفاهم واضح" حوله فإن "باريس قد تلجأ إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة التي ستتم دعوتها ضمن دورة خاصة بهدف ممارسة أكبر قدر من الضغط (الدولي) على من لديهم تأثير على الوضع في سورية".

وقرارات الجمعية العامة ليست ملزمة، ولكن لا يمكن لروسيا والصين أن تعطلاها باللجوء إلى حق النقض (الفيتو) كما حصل مراراً في مجلس الأمن.

وأيّد السفير البريطاني، ماثيو رايكروفت، أمام الصحافيين، فكرة "نشر طاقم أممي إضافي" في حلب "لتجنب ارتكاب فظائع"، لكنه أبدى شكوكا إزاء قدرة الأمم المتحدة "على تعبئة قوة كهذه" سريعا.







وتأتي الجلسة المرتقبة لمجلس الأمن بعد جلسة عقدها، الثلاثاء، حول حلب، ولم تسفر عن نتائج تذكر.

وكان الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، قد حذّر من عرقلة جديدة من قبل روسيا، مؤكدا، في ختام قمة أوروبية في بروكسل، أمس، أنّه "لم يكن حتى يتصور" أنّ روسيا قد تعارض "القرار الإنساني" الذي تعتزم فرنسا طرحه للتبنّي في مجلس الأمن الدولي.

وقال الرئيس الفرنسي إنّ "روسيا استخدمت الفيتو مرات عدة ضد قرارات بشأن سورية، لكن الآن روسيا تستخدم الفيتو ضد قرار هدفه إنساني؟ ما المسؤولية التي ستتحملها إذا وصلت إلى هذا الحد"، مضيفاً "لا يمكنني حتى أن أتصور أنّه من الممكن فعل ذلك".

وأوضح أنّ القرار يهدف "في هذه الحالة إلى إنقاد المدنيين حتى ولو أنّ المعارك توقفت تقريباً"، بالإضافة إلى "إيصال الغذاء إلى المحاصرين الذين يقدر عددهم بين 50 إلى 100 ألف شخص" في حلب و"رعاية الأطفال والشيوخ".

وأشار إلى أنّ "ما تريده روسيا هو سحق المعارضة السورية، مع حيرة دائمة بين المعارضة المعتدلة والجماعات الإرهابية".

وسئل هولاند عن رئيس النظام السوري، بشار الأسد، وطلب إسقاط نظامه، فقال: "نعم، هو ديكتاتور أراد ذبح شعبه". وأضاف: "حتى مايو/أيار من العام المقبل سأستمر بالنهج الساعي للبحث عن حل سياسي عبر إشراك جميع الأطراف، من دون استبعاد أحد".

كذلك لفت إلى أنّ فرض عقوبات من قبل الاتحاد الأوروبي ضد روسيا، على خلفية دعمها النظام السوري، "جزءٌ من الخيارات التي قد تُطرح". وقال إنّ "المجلس الأوروبي قد يتخذ قراراً خلال الأسابيع المقبلة، في حال حصول انتهاكات جديدة للحقوق الإنسانية الأساسية".