توقع بنك باركليز أن تتلقى أسعار النفط دفعة في الربع الثاني من العام الجاري، بفضل اضطرابات الإمدادات في الولايات المتحدة وفنزويلا، بجانب تلقيها دعماً إضافياً من التزام أوبك بخططها لتقييد الإنتاج.
وواكب توقعات البنك البريطاني الكشف عن نتائج استطلاع للرأي، أجرته رويترز يوم الجمعة، وأظهر أن المحللين تحولوا إلى التفاؤل الحذر بشأن أسعار النفط الخام هذا العام، متوقعين أن تشكل تخفيضات الإنتاج التي تنفذها أوبك وحلفاؤها، بجانب العقوبات الأميركية على إيران وفنزويلا، تحدياً لعوامل معاكسة نابعة من تعزز إنتاج النفط الأميركي وتراجع الاقتصاد العالمي.
وارتفعت أسعار النفط اليوم في ظل تخفيضات الإمدادات بقيادة أوبك والعقوبات الأميركية المفروضة على إيران وفنزويلا، ما يضع أسواق الخام على مسار تسجيل أكبر زيادة فصلية منذ 2009. وتجاهلت الأسعار تغريدة للرئيس الأميركي دونالد ترامب، يوم الخميس، حثّ فيها أوبك على تعزيز الإنتاج لخفض الأسعار.
وقال باركليز في مذكرة اليوم الجمعة، إن من المتوقع أن تتلقى أسعار النفط دفعة في الربع الثاني من العام الجاري بفضل اضطرابات الإمدادات في الولايات المتحدة وفنزويلا، بجانب تلقيها دعماً إضافياً من التزام أوبك بخططها لتقييد الإنتاج.
ويتوقع باركليز أن تبلغ أسعار برنت في المتوسط 73 دولاراً للبرميل خلال الربع الثاني، فيما من المتوقع أن تبلغ العقود الآجلة للخام الأميركي في المتوسط نحو 65 دولاراً.
وقال البنك البريطاني: "لكن، من المرجح أن يظل هناك سقف للأسعار هذه المرة ونعتقد أن من المستبعد أن تتجاوز 75 دولاراً للبرميل لأكثر من ربع سنة واحد، إذ إن السوق أصبحت أكثر مرونة بكثير مما يدرك الناس".
وتلقت أسعار النفط الدعم في 2019 بسبب خطط منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، وحلفاء من خارج المنظمة مثل روسيا لخفض الإنتاج بنحو 1.2 مليون برميل يومياً هذا العام.
وارتفعت أسعار خام برنت نحو 26 بالمئة منذ بداية الربع الجاري، بينما ازدادت أسعار خام غرب تكساس الوسيط 31 بالمئة.
وقال باركليز إن استمرار غياب خطة طويلة الأجل لأوبك، سيؤدي على الأرجح إلى تقلبات حادّة للأسعار في الفترة التي تسبق الاجتماع القادم في يونيو/ حزيران.
وأضاف أن من المرجح أن تعزز الانقطاعات غير المسبوقة للكهرباء في فنزويلا واضطرابات النقل، بسبب تسرب كيماوي في قناة هيوستون شيب المخاوف بشأن الإمدادات.
وتتلقى أسعار النفط الدعم منذ بداية العام من اتفاق بين منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، وحلفاء مثل روسيا على خفض الإنتاج بنحو 1.2 مليون برميل يومياً.
تفاؤل حذر
في تطور ثان، أظهر استطلاع للرأي أجرته رويترز اليوم الجمعة، أن المحللين تحولوا إلى التفاؤل الحذر بشأن أسعار النفط الخام هذا العام، متوقعين أن تشكل تخفيضات الإنتاج التي تنفذها أوبك وحلفاؤها بجانب العقوبات الأميركية على إيران وفنزويلا، تحدياً لعوامل معاكسة نابعة من تعزز إنتاج النفط الأميركي وتراجع الاقتصاد العالمي.
وتوقع مسح شهري شمل 32 خبيراً اقتصادياً ومحللاً، أن يبلغ متوسط سعر خام القياس العالمي برنت 67.12 دولاراً للبرميل في 2019، بارتفاع نسبته واحد بالمئة بالمقارنة مع التوقعات في الاستطلاع السابق البالغة 66.44 دولاراً للبرميل.
وبينما هذه هي المرة الأولى في خمسة أشهر التي يرفع فيها المحللون توقعاتهم، فإن تقديرهم للسعر في 2019 ما زال يقل عن المستوى المتوقع في يناير/ كانون الثاني البالغ 67.32 دولاراً للبرميل. ويبلغ متوسط سعر خام برنت منذ بداية العام الجاري نحو 63.70 دولاراً للبرميل.
وقال فرانك شالينبرجر مدير أبحاث السلع الأولية لدى شركة ال.بي.بي.دبليو: "مع تباطؤ نموّ الاقتصاد العالمي أكثر، فإن الطلب على النفط لن يتسم بالنشاط الكبير هذا العام".
وأضاف قائلاً: "لكن إذا تمسكت أوبك بتخفيضاتها للإنتاج، ولم تخفف الولايات المتحدة العقوبات المفروضة على إيران وفنزويلا، وهما منتجان رئيسيان، فإن الأسعار المرتفعة ستظل مستمرة مع الاتجاه إلى تسجيل عجز في الإمدادات في النصف الثاني من 2019".
ومن المقرر أن يجتمع كبار منتجي النفط، بقيادة منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وروسيا، في 25-26 يونيو/ حزيران في فيينا، لمراجعة تخفيضات الإنتاج. وتدافع السعودية، أكبر مُصدر للنفط في العالم، عن تمديد التخفيضات حتى نهاية العام.
وتقول وكالة الطاقة الدولية، إن معدل امتثال أوبك للتخفيضات المُتفق عليها بلغ 94 بالمئة، فيما بلغ معدل التزام المنتجين المستقلين 51 بالمئة في فبراير/ شباط. ودفعت التخفيضات أسعار النفط للارتفاع أكثر من 25 بالمئة منذ بداية العام الجاري.
ويتوقع محللون استقرار نموّ الطلب العالمي على النفط عند 1.2-1.5 مليون برميل يومياً في 2019.
وأبقت وكالة الطاقة الدولية، في توقعاتها الصادرة في مارس/ آذار، على توقعاتها لنموّ الطلب دون تغيير عند 1.4 مليون برميل يومياً هذا العام.
وأظهر استطلاع الرأي، أنه من المتوقع أن يرتفع برنت إلى 68.85 دولاراً في الربع الثالث من 67.55 في الربع السابق، قبل أن ينخفض في الربع الأخير من العام إلى 68.40 دولاراً بفعل ارتفاع إنتاج الولايات المتحدة والمخاوف الاقتصادية.
وقال هاري تشيلينجوريان الخبير الاقتصادي لدى بنك بي.ان.بي باريبا الفرنسي، إنه من المرجح أن تشهد نهاية 2019 تعرض أسعار النفط لضغوط، مع تصدير الولايات المتحدة لكميات أكبر من إنتاجها من النفط الصخري الخفيف إلى الأسواق العالمية، وفي الوقت الذي يسجل فيه الاقتصاد العالمي تباطؤاً على نحو متزامن من وجهة نظرنا.
وقال أدريا مورون سالميرون، الخبير الاقتصادي لدى كايكسا بنك ريسيرش إن جزءاً من النموّ الأميركي سيرجع إلى خطوط أنابيب جديدة في الحوض البرمي، ستدخل الخدمة في النصف الثاني من 2019.
ومن المتوقع أن يبلغ الفارق بين برنت وخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 8.65 دولارات في الربع الثاني من 2019، لينكمش إلى 8.04 دولارات و6.85 دولارات على مدى الفصلين القادمين على الترتيب.
وقال تشيلينجوريان: "بحلول نهاية 2019، نتوقع أن ينكمش فارق السعر بين خام غرب تكساس الوسيط وبرنت كثيراً، في الوقت الذي تدخل فيه صادرات الولايات المتحدة من الخام الخفيف المنافسة في حوض الأطلسي والأسواق الآسيوية".
(رويترز، العربي الجديد)