باحث إسرائيلي: مسلسل "أم هارون" يمهد للتطبيع
قال رئيس قسم الدراسات الشرقية في جامعة تل أبيب، يرون فريدمان، إن مسلسلي "أم هارون" و"مخرج 7" اللذين تعرضهما مجموعة "إم بي سي" يهدفان إلى إبراز مظلومية اليهود، و"التدليل على أنهم كانوا ضحية القمع العربي، ويعبران عن محاولة للتمهيد للتطبيع بين إسرائيل والخليج".
وأوضح فريدمان، في مقال نشره موقع "يديعوت أحرونوت" أمس الجمعة، أن مُعدّي مسلسل "أم هارون" تحديداً، ومن خلال تركيزهم على معاناة عائلة يهودية عاشت في الكويت في أربعينيات القرن الماضي، والتشديد على تعرضها للملاحقة لأنها فقط تعتنق الديانة اليهودية، يهدف إلى إبراز المظلومية اليهودية والتدليل على أنه ليس الفلسطيني فقط الذي تعرض للظلم والملاحقة.
وأوضح أن هناك مخاوف لدى الفلسطينيين والكثير من القطاعات داخل العالم العربي من أن يسهم التركيز على عمليات "القمع والملاحقة" التي تعرض لها اليهود في العالم العربي في منح إسرائيل المبررات لتبرير رفضها منح اللاجئين الفلسطينيين حق العودة إلى الأراضي التي طردوا منها.
ولفت إلى أن المسلسل حرص على تبني المصطلحات التي اعتمدتها الحركة الصهيونية في توصيف تاريخ فلسطين، لا سيما الإشارة إلى أن "الانتداب البريطاني انتهى على أرض إسرائيل"، بدل "أرض فلسطين".
وأشار إلى بعض الملاحظات التي تعكس عدم الحرص على إعداد المسلسل بشكل متقن، مثل كتابة العبرية من اليسار إلى اليمين بالإضافة إلى نطق كلمات بالعبرية بشكل خاطئ، إلى جانب الإشارة إلى سيطرة إسرائيل على القدس والمسجد الأقصى عام 1948 في حين أن هذا تم خلال حرب عام 1967.
ونبّه فريدمان إلى أن المسلسل زعم أن جالية كبيرة قد عاشت في الكويت، مع العلم أن مجموعات صغيرة من اليهود عاشت في دول الخليج، لافتاً إلى أن الضغوط التي مارسها الرأي العام العربي أدت هدفها، إذ إن نواباً في مجلس الأمة الكويتي طالبوا بتشكيل لجنة تحقيق رسمية وطالبوا بعدم بث المسلسل في الكويت.
وأشار إلى أن مسلسل "أم هارون" ليس الأول الذي أثار ضجة في العالم العربي بسبب وجود شبهات بأن الهدف منه تشجيع التطبيع مع إسرائيل، إذ سبقه مسلسل "حارة اليهود" الذي بث في مصر في 2015، وتم توجيه اتهام للنظام المصري بأنه عمل على ترويج المسلسل بهدف تهيئة الظروف أمام التطبيع. وأبرز حقيقة أن عرض المسلسل قوبل بموجة غضب عارمة في جميع أرجاء العالم العربي.