تعليقاً على عرض الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، خلال مؤتمره الصحافي المشترك مع أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الصباح، في البيت الأبيض، القيام هو شخصياً بوساطة بين دولة قطر وكل من السعودية والإمارات لحل الأزمة الخليجية، شكك الباحث الأميركي والخبير في شؤون الشرق الأوسط، آرون دايفيد ميلر، بقدرات الرئيس الأميركي التفاوضية ومهارته في إبرام الصفقات والتسويات، كما يزعم في كتابه "فن عقد الصفقات".
وتساءل ميلر في مقال نشره موقع "سي إن إن"، ما إذا كانت الحكمة السياسية لدى رئيس الولايات المتحدة أم أنها أنانيته، ونظرته إلى نفسه على أنه "ملك المفاوضين"، هي التي جعلته يرمي نفسه وسط نزاع بين الدوحة، وكل من الرياض وأبوظبي.
ويرى العضو السابق في الوفد الأميركي إلى مفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية، أن الأشهر الثمانية التي قضاها ترامب في البيت الأبيض، لا توحي بنجاح الرئيس في عقد الصفقات السياسية على غرار نجاحاته السابقة في عقد الصفقات في تجارة العقارات. فكل إنجازات ترامب، باستثناء الصفقة الأخيرة مع الأقلية الديمقراطية في الكونغرس حول الميزانية، لم يكن مصدرها مهاراته في التفاوض وعقد التسويات، بل كان معظمها عبر قرارات رئاسية تنفيذية.
ويشير الدبلوماسي الأميركي إلى ما يصفه بالوعد الوهمي، الذي أخذه ترامب على عاتقه بالتوصل إلى اتفاق سلام نهائي في الشرق الأوسط، ينهي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، معتبراً أنه لا يقدم على ذلك إلا الهواة في السياسة. ويقول ميلر إن "الجميع يعلم، وخصوصاً الفلسطينيين والإسرائيليين، ووسيط السلام وصهر الرئيس، جاريد كوشنير، أنه من المستحيل تحقيق هذا الأمر". ويستشهد بنصيحة كان قد تلقاها من وزير الخارجية الأميركي السابق، جيمس بيكر، دعاه فيها إلى أن يخفض دائماً من التوقعات أمام الرأي العام، ليلاحظ أن الرئيس الأميركي فعل عكس ذلك تماماً.
ويستعرض ميلر ما يعتبره تخبطاً في سياسات ترامب الخارجية من الملف الكوري الشمالي، والتلويح بـ"الغضب والنار"، والانتقال إلى الاستعداد للجلوس مع الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، والحديث عن مبيعات الأسلحة الأميركية لكوريا الجنوبية واليابان، إلى تقلبات مواقفه من العلاقة مع الصين، ويخلص إلى القول "إن أحداً لا يتوقع أن يحل ترامب كل مشاكل أميركا، لكن المطلوب منه بالتأكيد هو ألا يجعل هذه المشاكل أكثر سوءاً".