باحث أردني: الانقلاب على الربيع العربي دفع الشباب لداعش

30 سبتمبر 2015
حسن أبو هنية متحدّثاً عن مصير داعش (العربي الجديد)
+ الخط -
أرجع الباحث والخبير الأردني في شؤون الجماعات الإسلامية، حسن أبو هنية، نشأة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) إلى الاحتلال الأميركي للعراق، فيما أرجع تعاظم قوته لاحقاً، وجاذبيته إلى انغلاق الأفق السياسي في الدول العربية، وسوء الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، وانعدام قيم الحرية والديمقراطية، التي أدت مجتمعة إلى فشل الدولة القُطْريّة، مؤكداً في محاضرة في العاصمة عمّان، مساء اليوم الثلاثاء، أن "الاستبداد والعنف الذي تمارسه الأنظمة العربية على شعوبها شكل حواضن للتنظيم".

اقرأ أيضاً: "داعش غيت": تحقيق أميركي في فساد وأكاذيب الحرب

ورأى أبو هنية أن القضاء على من صنع الوحش يصبح أكثر أهمية من القضاء على الوحش نفسه، وقال "من عملوا على وأد الربيع العربي وخنقه هم الذين ينبغي أن يُحاكَموا"، في إشارة منه إلى دور الثورات المضادة في صناعة التطرف وزيادة أعداد الملتحقين بالتنظيم.

وبحسبه، فإن "الانقلاب على نتائج الربيع العربي دفع جيلاً جديداً باتجاه التنظيم، بعد أن أغلقت الأنظمة الديكتاتورية جميع أبواب الأمل أمام الشباب"، معتبراً أن الأمل الذي منحه التنظيم للمنتمين يتمثل "بالأمل بالانتقام من الأنظمة الدكتاتورية".

ووصف أبو هنية التنظيم بـ" المحظوظ" فهو، إضافة إلى قوته الذاتية، استفاد من تراجع أولوية محاربته على أجندة فصائل المعارضة السورية، التي بقيت ترى في محاربة نظام بشار الأسد أولوية لها، ورفض جهات عراقية مضطهدة من قبل السلطة الحاكمة محاربة التنظيم، كما استفاد من الخلافات الدولية التي عطلت محاربته بشكل جدي، مما منحه فرصة لزيادة قوته وفرض سيطرته على الأرض.

اقرأ أيضاً: هيثم المالح :إذا خيرت بين الأسد و"داعش" لاخترت "داعش"‏ 

ويرى أبو هنية أن إجماع العالم اليوم على ضرورة محاربة التنظيم تنقصه آلية ناجحة للقضاء عليه، مشيراً إلى أنه يوجد من يرغب في النزول إلى الأرض ومحاربة "داعش" مباشرة، وأن محاربته ستستمر على نفس طريق التحالف الدولي القائمة على محاولات صده واحتوائه، على أمل تمكين القوات الوطنية من محاربته، وهي الاستراتيجية التي أثبتت فشلها، كما يرى الخبير مدللاً على ذلك بأن الغارات الجوية على معاقل التنظيم لم تمنع تمدده المستمر في كُلٍّ من سورية والعراق.

وقلل من أهمية الوسائل التي تنتهجها الأنظمة العربية في الحرب على "داعش"، والتي تركز في مجملها على محاربته فكرياً وعقائدياً، معتبراً أن أول خطوة في المعركة تتمثل بضرورة بناء نموذج إرشادي للحكم الرشيد في العالم العربي، يقوم على تعزيز قيم الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، يكبح توجه الشباب للنموذج الأسوأ الذي يمثله التنظيم.

وأكد أبو هنية أن تنظيم "داعش" مصيره إلى الزوال، مثله مثل أي نظام دكتاتوري، داعياً الشباب إلى مواصلة الثورة وعدم اليأس نتيجة للعنف الذي تمارسه الأنظمة الدكتاتورية، مؤكداً أن "العنف ما بعد الثورة ليس حكراً على الثورات العربية لكنه رافق جميع الثورات في العالم، وفي كثير من الحالات كان العنف أكثر قسوة مما حدث في العالم العربي".

اقرأ أيضاً: "الحشد الشعبي" تستبعد انتصار واشنطن على "داعش" بالأنبار

المساهمون