وذكر موقع صحيفة "جيروزلم بوست" الإسرائيلية، اليوم الإثنين، أن 4 من كبار الباحثين اليهود الأميركيين عارضوا بشدّة تشريع هذا القانون، خلال جلسات الاستماع التي شرعت اللجنة القضائية التابعة لمجلس النواب الأميركي بعقدها الأسبوع الماضي. ونوّهت الصحيفة إلى أنّ مشروع القانون الذي تطالب المنظمات اليهودية بسنه يلزم الجامعات الأميركية بتبني تعريف الخارجية الأميركية لمصطلح "معاداة السامية"، عند النظر للأنشطة التي تنظمها (BDS) في حرم أية جامعة من هذه الجامعات.
وحسب الصحيفة، فإن تعريف الخارجية الأميركية لـ"معاداة السامية الجديدة" أو "كراهية اليهود" تشمل أيا من أنماط السلوك التالية: "نزع الشرعية عن حق إسرائيل في الوجود، أو شيطنتها، أو تشبيهها بألمانيا النازية أو اعتماد معايير مزدوجة عند الحكم على السلوك الإسرائيلي، أو الادعاء بأن اليهود أكثر ولاء لإسرائيل من الدول التي يتمتعون فيها بحق المواطنة".
وخلال جلسة الاستماع، نسف البرفسور باري تراكتنبرغ، رئيس كرسي التاريخ اليهودي في جامعة "ويك فورست"، المسوّغات التي على أساسها عرفت الخارجية الأميركية مصطلح "معاداة السامية". وحسب تراكتنبرغ فإن "من المشروع أن يتم تشبيه إسرائيل بألمانيا النازية، علاوة على أن من المشروع أن يتم رفض حق إسرائيل في الوجود". وشدد على أنه حسب "العقيدة الصهيونية فإن ولاء اليهودي يجب أن يكون أولا لإسرائيل وليس للدولة التي يحمل جنسيتها".
من جهتها، حاججت البرفسورة باميلا نادل، المديرة العامة لبرنامج الدراسات اليهودية في الجامعة الأميركية في واشنطن، ورئيسة جمعية الدراسات اليهودية، بأن أنشطة (BDS) "لم تفض إلى إيجاد مناخ من الخوف يستهدف الطلاب اليهود"، مشيرة إلى أن الطلاب اليهود يتمتعون بقدرتهم على التعلم وممارسة أنشطتهم بشكل مطلق. وقد عارض كل من البرفسور كينيث ستيرن، الباحث في مؤسسة "روسنبيرغ" والبرفسور سوزان نوزل، المديرة التنفيذية لمركز "PEN" للدراسات، تشريع القانون على اعتبار أنه يتعارض مع مواد الدستور الأميركي ويتجاوز قانون الحريات، الذي يضمن حرية التعبير.
ولكي يدللوا على أن أنشطة "BDS" لم تسهم في زيادة الكراهية للطلاب اليهود في الجامعات الأميركية، أشار الباحثون اليهود إلى نتائج دراسة أجرتها جامعة "ستانفورد" مؤخرا حول مظاهر "معاداة السامية" في الجامعات الأميركية، حيث خلصت الدراسة إلى أن مشكلة "معاداة السامية" غير جدية وليست بالحجم الذي يبرر تشريع القانون. وحسب الدراسة التي أعدها الباحث اليهودي البرفسور آرييه كيلمان، أستاذ الدراسات اليهودية في الجامعة، فإن الطلاب اليهود لم يشعروا بالتهديد جراء أنشطة (BDS). ونوهت الدراسة إلى أن جزءا من الطلاب اليهود في الجامعات يساند إسرائيل وجزءا آخر لا يتردد في دعم المطالب الفلسطينية.
ونوهت الصحيفة إلى أن قطاعات واسعة من الطلاب باتت تسهم في أنشطة (BDS)، لدرجة أن إسهامات الطلاب اليهود باتت تفضي إلى إفشال التحركات الدعائية التي تنظمها الحكومة الإسرائيلية في الولايات المتحدة، وعلى وجه الخصوص في الجامعات الأميركية.
وأشارت الصحيفة إلى أن ولادة منظمة طلابية جديدة تدعى "Open Hillel"، والتي تطالب منظمة "Hillel"، التي تمثل الطلاب اليهود في الجامعات الأميركية بأن تسمح للطلاب اليهود بالانخراط في أنشطة (BDS)، دون أن يفقدوا عضويتهم في هذه المنظمة. وأشارت الصحيفة إلى أن أساتذة جامعات يهودا في الولايات المتحدة وقعوا مؤخرا على عريضة تطالب بمقاطعة الجامعة العبرية في القدس المحتلة، بسبب دورها في إسناد الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.
وأشارت الصحيفة إلى أن غضبا يسود إسرائيل والأوساط اليهودية الأميركية جراء إسهام الطلاب اليهود في إفشال الجولة التي قامت بها نائبة وزير الخارجية الإسرائيلي، تسيفي حوطبيلي، خلال الأسبوعين الماضيين، والتي هدفت إلى نزع الشرعية عن (BDS). ونوهت الصحيفة إلى أن الطلاب اليهود في جامعة "ستانفورد" ألغوا الكلمة التي كان من المقرر أن تلقيها حوطبيلي في الحرم الجامعي. ونوهت الصحيفة إلى أن جولة حوطبيلي انتهت إلى فشل ذريع، مشيرة إلى أن 10 طلاب فقط حضروا كلمتها في جامعة "كولومبيا"، في حين حضر 40 طالبا كلمتها في جامعة "NYU".
وحسب الصحيفة، فإن من ضمن القيادات اليهودية التي دافعت عن سن القانون الذي يحظر أنشطة (BDS) في الجامعات الأميركية هو الحاخام أبراهام كوبر، مدير معهد "شمعون فيزنتال". ويذكر أن معهد "شمعون فيزنتال" يرتبط بعلاقات وثيقة بالعائلة المالكة في البحرين، حيث قام عدد من ممثليه بزيارة المنامة والالتقاء بملك البحرين حمد بن عيسى آل ثاني.